جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تقسم المنشآت والمباني من وجهة نظر المهندس أثناء تصميمها وتنفيذها لمقاومة الزلازل والكوارث المختلفة إلى منشآت عادية وأخرى مهمة، وتصنف المستشفيات ضمن فئة المنشآت المهمة، وذلك لأهميتها والحاجة إليها بعد الكارثة. وهذا يعني عند بناء المستشفيات يجب مراعاة عدد من العوامل، أهمها:

  • توزيع المستشفيات في المدينة الواحدة بطريقة منطقية بحيث يتم تجنب وضع جميع المستشفيات في منطقة أو في جزء من المدينة.
  • التأكد من أن الموقع المقامة عليه المستشفى آمن وغير معرض للإنزلاقات، والتميؤ، أو التضخم الزلزالي، ولا يتخلله صدوع أرضيه.
  • التأكد من أن الطرق المؤدية إلى المستشفيات آمنه ومن المستبعد إغلاقها في حالة التعرض لكارثة (مثل: حصول زلزال أو فيضانات أو إنزلاقات أرضيه، الخ).
  • الالتزام بالتصميم الزلزالي المناسب للمستشفيات وهذا يشمل العناصر الإنشائية (مثل: الأعمدة والجسور والأسقف والجدان الحاملة) وغير الإنشائية (مثل: جدران الطوب والحجر والديكور، وغيرها).
  • الالتزام بالتنفيذ الذي يحقق جميع المتطلبات الزلزالية، وأن يتم ذلك تحت إشراف ورقابة هندسيه.
  • أن يتم التأكد من أن الأجهزة المعلقة على جدران المستشفى في وضع آمن وأن الجدران المثبتة عليها هذه الأجهزة غير معرضه للانهيار.
  • توفير بدائل للأجهزة المهمة والحساسة، والتأكد من أن مولدات الكهرباء الإحتياطيه بحالة جيده وأن تتم صيانتها باستمرار.
  • وضع الأدوية والمواد اللازمة لعمل المستشفى في أماكن آمنه بعيده عن الخطر واستخدام نظام التخزين اللامركزية ما أمكن وغيرها.

لذلك خصصت الإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التي تضطلع بها الأمم المتحدة، وبالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي العام 2008 و 2009 لجعل المستشفيات آمنه من الكوارث وقد أكد أمين عام الأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للحد من الكوارث والذي صادف في 14 تشرين أول/ أكتوبر 2009، على أهمية

جعل المستشفيات آمنه من الكوارث، وذلك لأنه حين تقع الكارثة تصبح المستشفيات أكثر المنشآت الأساسية أهمية، فقد أدت الكوارث التي تعرضت لها عدد من دول العالم إلى انهيار النظام الصحي بسبب تعرض المستشفيات للانهيارات أثناء حصول الزلازل (والفيضانات) وهذا ما حصل بالفعل، في زلازل سومطره- أندونيسيا وزلزال تركيا عام 1999 وزلزال الهند عام 2001 وزلزال الباكستان عام 2005، وقد تكررت هذه الأحداث في الكثير من الزلازل التي تعرضت لها العديد من دول العالم.

وحتى تكون المستشفيات آمنه يجب إخضاعها لمؤشر ودليل سلامة المستشفيات، وهذا المؤشر هو عبارة عن قائمة متطلبات لتقييم مدى جاهزية المستشفيات للكوارث، وبالفعل فقد باشرت العديد من دول العالم في الالتزام بهذه المؤشرات.

وقد دعى الأمين العام في كلمته الحكومات وصانعي القرارات، بمن فيهم مخططو المدن إلى استعراض آمن للمستشفيات، وركز على ضرورة أن تكون المرافق الصحية مستعدة  بصورة أفضل للإستجابه للمخاطر المحلية، وذلك بما يضمن حماية العاملين في المجال الصحي والمرضي على حد سواء.

لقد مر يوم 14 تشرين أول/ أكتوبر 2009 على المؤسسات الفلسطينية والعربية كغيره من الأيام وقد كانت الفعاليات المتعلقة بهذا اليوم في العالم العربي بشكل عام محدودة جدا.

وفي هذه المناسبة وبحكم موقعي وطبيعة عملي كمدير لمركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح ونائب رئيس البيئة الوطنية للتخفيف من إخطار الكوارث, أدعو صناع القرار في المؤسسات المسئولة عن المرافق الصحية إلى ضرورة تطبيق التعليمات والضوابط الموجودة في مؤتمر ودليل سلامة المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى, علمًا أن بعض دول العالم الثالث قد باشرت في إخضاع مرافقها الصحية إلى هذه المؤشرات ومن هذه الدول : طاجكستان والسودان وعُمان.


© 2025 جامعة النجاح الوطنية