مناقشة رسالة ماجستير في التخطيط والتنمية السياسية للياحث ابراهيم دحبور
قام الباحث ابراهيم محمد صالح مصلح دحبور، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، بمناقشة رسالة الماجستير في التخطيط والتنميةالسياسية عن رسالته بعنوان " التحول الديمقراطي الفلسطيني وأثره على الخطاب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" 2006-2012".
تبحث الدراسة في موضوع "التحول الديمقراطي الفلسطيني، وأثره على الخطاب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" 2006م-2012م"، وما ترتب عليه من فوز لحماس بأغلبية أصوات الناخبين، وأثر ذلك على الخطاب السياسي للحركة.
قسم الباحث الدراسة إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، مستخدماً منهج تحليل المضمون، وتحليل الخطاب.
ناقشت المقدمة،أهمية الدراسة، ومشكلتها، وأسئلتها، وفرضيتها ومنهجها، وحدودها، واهدافها، ومسوغاتها، والدراسات السابقة .
في الفصل الأول، ناقشت الدراسة الإطار النظري والمفاهيمي، كمفهوم الديمقراطية، والتحول الديمقراطي، والتحول الديمقراطي الفلسطيني، ومؤشراته وأهدافه، ومفهوم الخطاب السياسي وأنواعه وخصائصه ووسائله وصفاته ووظائفه وأهدافه ومؤشرات قياسه ومشاكله، والمشاركة السياسية والتعددية، وجدلية العلاقة بين الخطاب السياسي والانتخابات والتحول الديمقراطي.
في الفصل الثاني، ناقشت الدراسة تاريخ حركة حماس وتأسيسها وإرثها التاريخي، وعلاقتها بالإخوان المسلمين، والمحددات الأيديولوجية والفكرية للحركة، من ناحية العقيدة، والواقعية، الوسطية، والاعتدال، والأسلمة، وخطابها تجاه الدولة الفلسطينية، والمقاومة والمواطنة والتسامح، وحصر الصراع مع الصهيونية في الساحة الفلسطينية، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لمعرفة مدى قدرة الحركة على توظيف هذه المحددات في خدمة القضية الفلسطينية.
في الفصل الثالث، ناقشت الدراسة خطاب الحركة خلال انتفاضة الأقصى، وتحديداً تجاه التهدئة والهدنة مع الاحتلال، والانسحاب "الإسرائيلي" من غزة، وانتخابات رئاسة السلطة، والنظام السياسي الفلسطيني، الذي مثلت مشاركة حماس في انتخابات 2006م، تحولاً سياسياً هاماً تجاهه، وخطابها تجاه اتفاق القاهرة، الذي شكل الأساس للانتخابات التشريعية الثانية.
في الفصل الرابع، ناقشت الدراسة الأسباب الداخلية والخارجية التي أدت إلى التحول الديمقراطي، كتجديد شرعية النظام السياسي، وأنها أحد نتائج انتفاضة الأقصى، ومحاولة تطويع حماس وإشراكها في العملية السلمية لثنيها عن تبني نهج المقاومة.
في الفصل الخامس والأخير، ناقشت الدراسة مقدار الثبات والتحول في خطاب حماس بعد مشاركتها في الانتخابات، وفرض الحصار عليها، تجاه المقاومة والعملية السلمية والشراكة السياسية، والانقسام وأسبابه وما أفضى إليه، من خلال مناقشة رسائل الخطاب السياسي لحماس ولغته وأدواته، والمصطلحات الجديدة التي دخلت عليه لمواكبة تبعات هذه المشاركة، إضافة لمناقشة مبرراتها في عدم المشاركة في انتخابات 1996م، والمستجدات التي قدمها الخطاب للمشاركة في انتخابات 2006م.
أما نتائج الدراسة فهي: إن الإنتخابات الثانية أفضت إلى إحداث نقلة نوعية في الحالة الديمقراطية الفلسطينية، وأن اشتراك حماس فيها، وحصولها على أغلبية الأصوات هو أكثر ما يميزها، وأن حماس باتت تقبل بمبدأ الحل المرحلي لإقامة الدولة الفلسطينية، وأن الخطاب شهد تحولاً تجاه منظمة التحرير الفلسطينية، بالاستعداد لدخولها بعد تفعيلها وإعادة بنائها، وأن مشاركتها في الانتخابات، أكدت أنها أصبحت جزءاً من النظام السياسي القائم، وأن الخطاب شهد تحولاً في بعض مصطلحاته، كتبريرات اشتراكها في السلطة رغم كونها من إفرازات أوسلو، وأنها تتعاطى بواقعية مع وجود "إسرائيل" ولكنها لا تعترف بها رسمياً وقانونياً ووطنياً، واعتبارها للوسائل الدبلوماسية والمقاومة الشعبية أحد أشكال النضال، وغياب مصطلح "فلسطين أرض وقف إسلامي"، وأنها انتقلت من حالة الرفض المطلق للاتفاقيات الموقعة، إلى احترام تلك الاتفاقيات، وركز الخطاب على أن الانقسام كان لتصحيح مسار أمني منحرف، وأن خصومة حماس ليست مع حركة فتح، وإنما مع تيار في داخلها، وأنها تُلقي بلائمة استمرار الحصار والإنقسام على السلطة في رام الله، بسبب التنسيق الأمني والارتهان للمساعدات. ورغم اندفاع حماس باتجاه الشراكة السياسية، إلا أن ذلك لم يستطع أن ينهي حالة التشرذم والانقسام في الساحة الفلسطينية.
أما توصيات الدراسة، فهي: أن تُفعَّل اتفاقيات المصالحة لإنهاء حالة الانقسام، وأن تتحول الوحدة الوطنية الفلسطينية والتعددية والشراكة السياسية، من خطاب سياسي مُعلن، إلى فعل سياسي ممارس، مع ضرورة الاتفاق على برنامج واستراتيجية وطنية، وخطة عمل موحدة لإدارة الصراع، سلماً أو حرباً مع الكيان الصهيوني "إسرائيل"، وأن تُحترم نتائج أية انتخابات فلسطينية قادمة، وأن يعاد الاعتبار للمؤسسات الوطنية كي تمارس دورها بالشكل الأمثل.
وتكونت لجنة المناقشة من د. رائد نعيرات مشرفاً ورئيساً، و د. أيمن طلال ممتحناً خارجياً من الجامعة العربية الأمريكية، و د. فريد أبو ضهير ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.