مناقشة رسالة ماجستير في الصحة العامة
قام الباحث ياسر محمود انيس نزال، الطالب في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، بمناقشة رسالة الماجستير في الصحة العامة عن رسالته بعنوان: " تقييم اعراض مرض الغرف المظلمة لدى فني الاشعة والعوامل المهنية المرتبطة بها في الضفة الغربية".
وتكونت لجنة المناقشة من د. حمزة الزبدي، مشرفاً ورئيساً، ود. نهى الشريف، ممتحناً خارجياً من جامعة القدس، ود. زاهر نزال ممتحناً داخلياً، ود. عبد الناصر عاصي، ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالب ومنحه درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.
خـلـــفـــيــةالــدراســـــة: تـحـدث أعـراض غــرف الـتـحــمــيـض الـمـظلـمة نـتـيـجـة تـعـرض فنــيـي التـصـوير الطـبـي لمحالـيـل المـظـهر (Developer) و المـثـبـت (Fixer). بـعـض هــذه العـوامـل تحـدث مشـاكل صحـيـة, حـيـث يـقـر الـفنـيـون بظـهـور أعـراض مرتبـطـة بالعـمـل غـيـر مبررة تعـزى إلــى "مـرض غـرف الـتحــمــيـض". هــذه الـدراســة تـحـدد مــا إذا كــانــت هــذه الأعــراض مرتبـطـة فـعـلا بغـرف التـحـمـيـض المـظـلمـة.
أهـــداف الـدراســـة: هدفـت هـذه الـدراســة إلــى تقـيـيـم أعـراض مـرض الغـرف الـمظـلمـة) غـرف تحـمـيـض أفـلام الأشـعـة) لــدى فـنـيـي الـتصـويـر الـطـبـي بالـمـقـارنـة مـع الـمـمـرضـين (للـحـالات والـشــواهـد( case-control)) والـعـوامـل الـمهـنـية المـرتبـطـة بـهـا فــي الـضـفـة الـغـربـيـة.
المـنـهـجــيــة: هـذه الـدراســة عـبـارة عـن دراســة مـقـطـعـيـة عـلـى عـيــنـة هـادفـة غــيــر عـشـــوائــيـة . أجــريـــت مـقــابــلات ل( 330حـالة) مـن فـنـيــي التـصـويـر الـطـبـي و(242 شــاهدا) مـن المـمـرضـيـن فــي المـسـتـشـفـيـات الـحـكـومـيـة وغـيـر الحكـومـيـة فــي الضـفـة الـغـربـيـة ((572 بالإجـمـال لسـؤالـهـم عــن مخـتـلـف التـعـرضــات الـتـي جـرت لـهـم خـلال السـتـة أشــهر الـمـاضـيـة, تــم تـعـريـف مـرض الـغـرف الـمـظـلـمـة (DRD) بـحـوالــي (20) عـرضـا بـحـدوثـهـا خـلال الأشـهـر الـستـة الـمـاضيـة.
وبـعـد تـوقـيـع كـل المـشـاركـيـن علـى نـمـوذج المــوافـقـة بالـمـشاركة, تــم تحـلـيل البـيـانـات بـاســتـخدام بـرنـامـج التـحلــيل الإحصـائي (SPSS) النـسـخـة 15))، وقــد تـم التـحـلـيـل بعــدة مسـتـويـاتـه الـوصـفـيـة, تــم جـمـع بـيـانـات عــن الـخصـائـص الاجـتـمـاعيـة والـديـمـوغـرافـيـة للمـبحـوثـيـن، وخـصـائـص عـن تجـهـيـز الـغـرف الـمـظـلـمـة بـمـا فـي ذلـك الأبـواب والـنـوافـذ وقنـوات الـتـهــوية.
الـنـتــائـــج: أظـهـرت نـتــائج الـدراســة أن (28%) مــن الـمـبـحـوثـيـن تـتـراوح أعـمـارهـم بــيـن (36-43) سـنـة, ونـسبـة الـمـتـزوجـيـن بـلغـت (71.1%), بيــنمـا (55.2%) يـحـمـلـون شـهـادة الـبـكـالـوريـوس, وهـم متــسـاوون تـقريـبـا فـي الـدخـل الشــهـري والـعـمـل فـي الـمـستـشـفـيـات. يســكـن (46.9%) فــي الـقــرى. فـنـيـو الـتـصـوير الـطـبي كـانـوا أكثــر تـعـرضـا لـهـذا الـمـرض مـن الـتـمـريـض, حيـث بلـغـت نســبـة الصـداع عـنـد الأشـعـة (75.8%) وهــي أكـثـر بـمـرة ونـصـف مـنـهـا عـنـد الـتـمـريـض, الـعـطـس/حكـة الأنــف (70.9%), وهـي أكـثـر بحـوالـي سـت مـرات مـنـهـا عنـد التـمـريـض, تـهـيج الـحـلـق (69.1%), وهـي أكـثـر بـأربـع مـرات ونـصـف مـنـهـا عـنـد الـتـمـريض, تـعـب غـيـر مـتـوقـع (65.5%) وهــي أكـثـر بمـرتـيـن ونـصـف مـنـهـا عـنـد الـتـمـريـض, رشــح الأنــف (69%) وهـي أكــثر بـحــوالـي خـمــس مـرات ونـصـف مـنـهـا عنـد التـمـريــض, طـعـم الـمـواد الـكـيـمـيـائـية (61.2%) ولـم يـكـن لـدى الـتـمـريـض أي طـعـم لـلـمـواد الـكـيـمـيـائـيـة. تـم عـمـل نـمـوذج الانـحـدار الـخـطـي مـتـعـدد الـمـتـغـيـرات للــبحـث فـي الـعـلاقـة بـيـن مـعـدل أعــداد الأعـراض مـع بـعــض الـمـنـبـئـات الـمـحـتـمـلـة بـيـن فـنـيـي الـتـصـوير الـطـبي. أظـهـر الـتـحـلـيل ارتــباط الأعـراض مـع عـدد مـن الـعـوامـل الاجتـمـاعـيـة والـديـمـوغـرافـيـة والـعـوامـل الـمـهـنـيـة؛ مـثـل الـدخـل الـشـهـري(95%CI for B 0.96-3.74)* كـان مـؤشـرا دالا لـمـتـوسـط عـدد الأعـراض مــع وجـود عـلاقـة إيـجـابـيـة. ومـع ذلـك، أظـهـر مـتـغـير "تـوافـر جـهـاز الـتـهـويـة فـي غـرفـة مـظـلـمـة" وجـود ارتـبـاط ســلبـي قـوي مـع مـتـوسـط عـدد الأعـراض الـمـبـلـغ عـنـهـا ( أي وجـود آلـة التـهـويـة فــي غـرفـة مـظـلـمـة كـان مـرتـبطا مــع انـخـفـاض مـلـحوظ فـي مـتـوسـط عـدد الأعـراض الـمـبـلـغ عـنـهــا (95%CI B -3.05- -0.91)*.
الاسـتـنـتـاجـات و الـتـوصـيــات: تشــير نـتـائـج هــذه الـدراسـة إلـى زيـادة كبـيـرة مـتـسـقـة بـيــن أعـراض غـرف الـتحمـيـض الـمـظـلـمـة وفـنـيي التـصـويـر الـطـبـي مـقـابـل المـمـرضـين، هـذا وان إجـراء الـمـزيـد مـن الـبـحـوث الـلازمـة لتـوضـيـح الـقـضـايـا لإعــادة الـنـظـر فـي الـمـمـارسـات الـصـحـيـة المـهـنيـة يـعـتـبـر ضـروريـا. وتـوصـي الـدراسـة بـالأخـذ بـعـيـن الاعتـبـار مـن قـبـل صـانـعـي الـقـرار والـمـصـنـعـيـن وخـاصـة الـمـوظـفـيـن بالـحـد مـن حـدوث مـرض غـرف الـتحـمـيـض الـمـظـلـمـة مـن خـلال مـمـارسـات العـمـل الآمـنـة، والـتـوعيـة مـن الـمـرض والـتـدريـب الـكـافـي عـنـد الـتـعـامـل مـع الـمـواد الـكـيميـائـيـة, واعـتـماد التـصـوير الـرقـمـي لأنـهـا تســمـح بالـتـلاعـب فــي صـور الأشـعـة الـسـيـنـيـة، وتـحــسيـن فـائـدتـهـا الـتـشـخـيصـيـة.