مجموعة "يلا نرسم بسمة" من مساق الهندسة والمجتمع تقوم بتركيب وحدة صحية وخزانات مياه لعائلة بدوية شمال الضفة الغربية بالتعاون مع "الهيدرولوجيين"
حققت المجموعة الثانية من طلبة مساق "الهندسة والمجتمع" في الجامعة إنجازاً جديداً ضمن سلسلة المشاريع الستين التي يقوم بتنفيذها طلبة المساق هذا الفصل، فقد أجرت هذه المجموعة أعمال تركيب وحدة صحية "حمام متنقل" وجميع ملحقاتها، وثلاث خزانات مياه لصالح إحدى العائلات البدوية في مكانٍ ما شمال الضفة الغربية. والمجموعة التي أطلقت على نفسها إسم (يلا نرسم بسمة) تكونت من الطلبة: أميرة يامين، وبثينة سعيد، وإلهام خروشة من كلية التربية وإعداد المعلمين، وكذلك محمد صلاح من كلية القانون، وأحلام أبو عصبة ومروة أبو حمدان من كلية الشريعة، بإشراف معلّم المساق المهندس محمد دويكات، وكان هذا العمل عبارة عن إمتحان عملي للطلبة لكي يجتازوا المساق بنجاح، وقد أنجزت المجموعة الطلابية مشروعها بالتعاون مع مؤسسة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع نحو خمسة آلاف شيكل.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قام الطلبة بجولة تفقدية لعدد من العائلات المهمشة في المناطق البدوية واطلعوا على أحوالها المعيشية، ومن ثم بحثوا ميدانياً حتى تعرفوا على مؤسسة الهيدرولوجيين الفلسطينيين وأقنعوا طاقمها بأهمية بناء مرحاض في المنطقة المذكورة، بالإضافة إلى حزانات ماء بلاستيكية." وتتكون العائلة التي تم تنفيذ الواجب تجاهها من عشرين فرداً من الأخوة والزوجات والأبناء وأبناء العمومة، يعيشون في خيام متقاربة، وكان لافتاً للطلبة أن جميع سكان المنطقة ذكوراً وإناثاً يستخدمون مرحاضاً واحداً وضعه رديء ولا يفي بالغرض.
المهندس كنعان سوّدي ممثل مؤسسة الهيدرولوجيين الفلسطينيين قال إن هذا الحمام تم تركيبه بعد أن تقدمت مجموعة من طلبة "النجاح" بوصف "الحاجة الملحة" لإحدى الأسر الفلسطينية لحمام عربي متنقل، وقال إن المؤسسة تفاعلت مع الطلبة وتم تنفيذ العمل بالتعاون معهم، مضيفاً بأن هذا العمل ساهم بتخفيف معاناة الوضع الذي تعيشه العائلة، وقلل من مشكلة نقص الماء للسكان ومواشيهم.
وأضاف المهندس سودي بأن المرحاض يتكون من عدة قطع متراكبة، ويبلغ وزنه نحو 300 كغم، وأبعاده 1×1.25×2 متراً، وهو مصنوع من الحديد المغلفن الذي لا يصدأ، وتتكون جدرانه من طبقتين بينهما عازل لكي لا يتحول إلى غرفة حارة جداً من الداخل، ويتبع المرحاض مغسلة وحمالة وخزّان مياه، وتمديدات تم إعدادها مسبقاً في جدرانه لخطوط الماء وللنياغارة. ويتميز بسهولة تركيبه وفكه ليتناسب مع التنقل المستمر للسكان البدو. وهو مدعم بقواعد ثقيلة تثبته بالأرض وتمنع انقلابه من الرياح والعوامل الأخرى، وقد انفردت مؤسسة الهيدرولوجيين الفلسطينيين بتصميمه بعد عدة تغذيات راجعة من المستخدمين على مدار سنوات عملها.
يقول الطالب محمد صلاح: "في بداية هذا الفصل الدراسي ندمت على تسجيل المساق، إلا أني بعد ذلك شعرت بقوة ما نفعل في سبيل تعزيز الخير، تلاشى ذلك الشعور بالتثاقل، و تلاشى معه اعتبار أن ما نقوم به هو عمل يتعلق بمساق وعلامات، وصرت أرى الأمر أكثر سمواً من ذلك، لقد أدركت أنه وإن كنتُ طالباً جامعياً إلا أنني أستطيع فعل شيء لمجتمعي الذي يحتضنني لأقوم بواجبي تجاهه. لقد مكنتني هذه التجربة أيضاً من تعلم بعض المهارات الفنية الإلكترونية مثل مونتاج الفيديو ومعالجة الصور على برامج الحاسوب، علاوة على مهارة العمل الحقيقي مع فريق والشعور بالآخرين، وتعلمت أموراً هندسية مثل صناعة الحمامات المتنقلة. أما أهلي فقد كانوا داعمين لي في هذا العمل، وكانوا دائمي السؤال والإستفسار حول تطورات مشروعنا، حقاً لقد مكنني هذا المساق من اكتشاف أشياء لم أكن أعرفها من قبل، أشكر جامعتي من الأعماق على منحي هذه الفرصة."
يذكر أن هذا المشروع يحمل الرقم (2) من أصل (60) مشروعاً تم تنفيذها خلال الفصل الدراسي الحالي منذ مطلع العام 2015، عكف على إنتاجها نحو 330 طالباً وطالبة موزعين في ثلاث شُعب ممن التحقوا بمساق "الهندسة والمجتمع" مع المهندس دويكات خلال الفصل الحالي من مختلف تخصصات الجامعة، وسيتم نشرها تباعاً في كلّ يوم مشروع لتشجيع الطلبة على هذا النوع من العمل، ولتحريك الخير في المجتمع. وقد قام المهندس دويكات مؤخراً بإعادة تصميم المساق ضمن نظام "التعلم المبني على المجتمع" بالتنسيق مع مركز التميز في التعليم والتعلم، وجعل المشروع الفصلي للطلبة أن يقوموا بتحقيق السعادة لفئة أو فرد ما في المجتمع بحاجة للمساعدة تحت عنوان "الهندسة والمجتمع"، ويطمح دويكات أن ترتفع إنتاجية مخرجات المساق لتصبح معالجة مئة حالة خلال الفصل الدراسي القادم.
لمشاهدة فيديو هذا المشروع، الرجاء الضغط هنا