جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أنهت المجموعة الأولى من طلبة مساق "الهندسة والمجتمع" في الجامعة أعمال صيانةٍ وتعمير في منزلِ إحدى العائلات المستورة في أحد أحياء محافظة جنين. والمجموعة التي أطلقت على نفسها إسم (إحسان) تكونت من الطلبة: أصالة زياد شملولي، وحمزة فهمي أزعر، وأسيل وجيه عواد، وأحمد عاهد مهداوي، وإسراء غسان الشامي، بإشراف معلّم المساق المهندس محمد دويكات، وكان هذا العمل عبارة عن إمتحان عملي للطلبة لكي يجتازوا المساق بنجاح.

المجموعة الطلابية قامت بزيارة استكشافية للعائلة بعد أن عرفوا بوضعها عن طريق "أبناء الحلال" الدالين على الخير في الحيّ، ورصدت المجموعة الواقع الذي تعيشه الأسرة، ورسمت الحلول التي سيتم تنفيذها لمساعدتها. وتتكون العائلة التي تم تنفيذ الواجب تجاهها من أبٍ مريض، وأم وأطفال، بينهم طفلة مصابة بمتلازمة داون، وكان منزلهم يعاني من تسريب الماء من السقف ما زاد فرص حدوث تماسات كهربائية شكّلت خطراً محتملاً على حياة ساكنيه، وكذلك سوء تهوية الغرف الرئيسة وتشميسها بسبب طبيعة النوافذ القديمة، ووجود جزء من سقف المنزل من الزينكو، الأمر الذي كان يدفع صاحبة المنزل لوضع آنية الطعام على أرضية المنزل لتجميع خيوط الماء المتساقطة من السقف في فصل الشتاء، وقد كان أفراد الأسرة ينامون في غرفةٍ واحدة لأن المبنى غير آمن وغير صحي حسب ما تراه سيدة المنزل.

تقول الطالبة أصالة شملولي منسقة المجموعة: "قمنا بدعوة مختص لتقدير ما يلزم للمنزل، وتم إعداد المهام وتوزيعها على أعضاء المجموعة، بحيث تولى كل واحد منهم مهمة معينة، حيث تم فتح باب، وبناء طوب، وتركيب براطيش، ودهان غرفتين، وقصارة غرفة واحدة، وعولجت أماكن تسريب الماء، وتم استبدال النوافذ القديمة بأخرى جديدة، كما تمت إزالة سقف الزينكو واستبدل بقرميد. وأضافت بأن الضوء الطبيعي والتهوية أصبحا يصلان إلى منتصف البيت." وقد بلغت الميزانية الإجمالية لإتمام العمل 4350 شيكلاً شارك بها الطلبة من مصروفهم ومن أهاليهم ومن الشبكة الإجتماعية المحيطة بهم من أهل الخير، وقد تم إنجاز العمل خلال ثلاثة أيامٍ متالية فقط، وتم إنتاج فيلم قصير يبين مراحله تحت إسم "إحسان".

وختمت شملولي على لسان مجموعتها بقولها: "اليوم فهمنا معنى مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، وهل يوجد أجمل من إدخال بسمة إلى قلوب أطفال وأناس أبرياء، هكذا تكون أمة رسول الله، كن بالناس رحيماً ومد يد الإحسان، لا تتوقف عن الإحسان للآخرين ومساعدتهم، مستذكرة العبارة "مُتّحدين نقف، ومتفرقين نسقط"، موجهةً شكرَها لمن ساعدهم من أهالي الطلبة وأقاربهم وشبكتهم الإجتماعية، وخصت بالشكر معلّم المساق المهندس دويكات الذي قالت إنه: "فتح لنا الباب لكي ندخل هذا العالم غير المرئي، وسوف نكمل بإذن الله في هذا الطريق حتى بعد إنهاء المساق، شكراً لجامعة النجاح الوطنية وإدارتها الحكيمة، حاضنة الإبداع والمبادرات الشبابية".

تقول الطالبة أسيل عوّاد إحدى أعضاء المجموعة تعليقاً على تجربتها هذه: "لقد تعلمتُ على أرض الواقع  بأن يد الله مع الجماعة، وأن الدراسة لا تعني فقط تحقيق العلامات، فقد تكون عمل الخير ومساعدة الناس لنيل رضى الله، لقد زادت هذه التجربة من ثقتي بنفسي وبالآخرين، حيث تسابق كثيرون على تقديم العون والمساعدة، وكذلك تعلمت أن العمل ضمن مجموعة يُنجز العمل بسهولة وسرعة أكثر من العمل الفردي، أجل، يداً بيد نصنع مستقبل فلسطين."

الدكتور عدنان ملحم مساعد رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية علّق على هذه التجربة بقوله: "إن مخرجات مساق الهندسة والمجتمع بحلته الجديدة تُضاف إلى سلسلة برامج الجامعة ومسؤوليتها المجتمعية تجاه الوطن الذي تعيش فيه"، وأضاف بأن هذا الإنجاز يندرج ضمن خطة الجامعة الإستراتيجية، مشيراً بأن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً إضافياً في تعميق العلاقات والبرامج بين الجامعة والمجتمع الفلسطيني، وأشاد بجهود المهندس محمد دويكات الذي استطاع استنهاض الطاقة الإيجابية في طلبة المساق واستثمارها بالإتجاه الصحيح."

يذكر أن هذا المشروع يحمل الرقم (1) من أصل (60) مشروعاً تم تنفيذها خلال الفصل الدراسي الحالي منذ مطلع العام 2015، عكف على إنتاجها نحو 330 طالباً وطالبة موزعين في ثلاث شُعب ممن التحقوا بمساق "الهندسة والمجتمع" مع المهندس دويكات خلال الفصل الحالي من مختلف تخصصات الجامعة، وسيتم نشرها تباعاً في كلّ يوم مشروع لتشجيع الطلبة على هذا النوع من العمل، ولتحريك الخير في المجتمع. وقد قام المهندس دويكات مؤخراً بإعادة تصميم المساق ضمن نظام "التعلم المبني على المجتمع" بالتنسيق مع مركز التميز في التعليم والتعلم، وجعل المشروع الفصلي للطلبة أن يقوموا بتحقيق السعادة لفئة أو فرد ما في المجتمع بحاجة للمساعدة تحت عنوان"الهندسة والمجتمع"، ويطمح أن ترتفع إنتاجية مخرجات المساق لتصبح معالجة مئة حالة خلال الفصل الدراسي القادم.

لمشاهدة فيديو هذا المشروع، الرجاء الضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=oR_869rGRv4&feature=youtu.be

 


© 2025 جامعة النجاح الوطنية