لقاء الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة مع رسالة النجاح
"رسالة النجاح" مجلة جامعة النجاح الوطنية، هي المجلة الرسمية التي تصدر عن دائرة العلاقات العامة وتنقل ما يجري في أروقة الجامعة وساحاتها ومرافقها المختلفة، في كل عدد من أعدادها تسلط الضوء على جانب مضيء من جوانب الجامعة، في العدد الثاني والتسعين أرتأت أسرة تحرير المجلة أن يكون فارس هذا العدد الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة ليطلعنا على تفاصيل تتعلق بحياته الشخصية وليضعنا بصورة أين وصلت الجامعة في مختلف جوابنها.
أجرى اللقاء: خالد مفلح – القائم بأعمال مدير دائرة العلاقات العامة
س1: نرحب بك سعادة الأستاذ الدكتور ماهر النتشة " أبو العبد" ضيفا كريما على مجلتنا ونترك لك الكلام عن نفسك لتعرفنا من هو الدكتور ماهر النتشة؟
انا من مواليد مدينة القدس عام 1955، من عائلة جذورها بمدينة الخليل، وعشت منذ ولادتي وحتى عام 1972 في البلدة القديمة من مدينة القدس، ثم انتقلت أسرتي للإقامة في حي بيت حنينا. بدأت عملي في جامعة النجاح في العام 1978 وكنت رئيساً لقسم الكيمياء عام 1992 ثم عميداً لكلية العلوم عام 1994 ثم نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية عام 1998، وفي شهر حزيران 2013 تم تكليفي بالقيام بأعمال رئيس الجامعة وحتى الآن، وكنت قد حصلت على رتبة أستاذ عام 1998 بناءً على قرار مجلس أمناء الجامعة بعد تنسيب لجنة ترقية أعضاء هيئة التدريس وكان ذلك نتيجة النشاط البحثي والعلمي الذي قمت به بالرغم من الإمكانيات المتواضعة بمختبرات قسم الكيمياء في ذلك الوقت ونلت جائزة مؤسسة هشام أديب حجاوي للعلوم التطبيقية لمرتين، وشاركت كذلك في العديد من المؤتمرات وورشات العمل والاجتماعات الإقليمية والدولية سواء على صعيد التخصص العلمي أم التي لها علاقة بتطوير التعليم العالي أم المتصلة بالجامعة بوصفها عضواً في اتحاد الجامعات العربية والاتحاد الدولي للجامعات وغيرها.
متزوج ولي ولدان حصل كل واحد منهما على شهادة الدكتوراه بتخصص هندسة الحاسوب وهما يعملان بالتدريس في جامعة النجاح.
س2: أين كانت دراستك في المراحل المدرسية حتى الثانوية العامة؟
درست المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس مدينة القدس والثانوية في مدينة رام الله لأن مستوى التعليم كان أفضل في رام الله في تلك الفترة الزمنية.
س3: وأين أكملت تعليمك الجامعي في مراحله الثلاث البكالوريوس والماجستير والدكتوراه؟ وما هو تخصصك الرئيس الذي عملت به محاضرا لسنوات طويلة في جامعة النجاح الوطنية؟
بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة سافرت الى جمهورية مصر العربية للدراسة الجامعية وحصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة القاهرة عام 1976 بتقدير ممتاز مع درجة الشرف، وبعدها حصلت على درجة الماجستير بتخصص البتروكيماويات في جامعة مانشستر في بريطانيا عام 1981، ثم حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في الكيمياء الفيزيائية عام 1983 وكانت أبحاثي تتعلق باستخدامات المحفزات لتصنيع البلمرات من مشتقات البترول.
س4: هل عملت بعد تخرجك من الدكتوراه في مكان غير جامعة النجاح الوطنية؟
عملت مدرساً بجامعة بيت لحم في الفترة ما بين عامي 1976-1978 ثم انتقلت بعدها الى جامعة النجاح.
س5: توليت دفة القيادة في الجامعة وانت الآن القائم بأعمال رئيسها، كيف تفرق بين عملك نائباً أكاديمي لسنوات طويلة وبين توليك رئاسة الجامعة؟
منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً عملت نائباً لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية مع دولة أ.د. رامي حمدالله حيث عملنا معاً وبجهود حثيثة على تطوير الجامعة، بالتعاون مع الزملاء وهذه الجهود انعكست على جودة البرامج وزيادة عددها كما هي عليه الآن، ومن خلال عملي مع دولة أ.د. رامي حمدالله اكتسبت خبرة القيام بأعمال رئيس الجامعة من خلال إدارة شؤون الجامعة في فترات غيابه لحضور اجتماعات أو مؤتمرات لمختلف الهيئات المحلية والدولية رغم قصر هذه الفترات.
إن عمل النائب الأكاديمي يحتاج الى جهود كبيرة ومتابعات حثيثة وكذلك فإن أعمال رئاسة الجامعة تحتاج الى خبرات عميقة ودراية بأمور التعليم العالي والقدرة على التواصل والمتابعة مع مختلف الجهات الرسمية والإدارية والعلمية، وبتوفيق من الله أجد نفسي الآن قادراً على القيام بواجباتي ومسؤولياتي تجاه الجامعة ومسيرة التعليم والبحث العلمي والإدارة العلمية المؤسسية.
س6: كيف وجدت الجامعة بعد أن أصبحت مطلعاً على أدق التفاصيل فيها؟
إن جامعة النجاح بعراقتها تعدُّ مفخرة لمدينة نابلس ولفلسطين كلها ويظهر ذلك بوضوح من خلال الإنجازات والتطورات التي حصلت في العقود الثلاثة الماضية، ولا بد هنا من شكر جميع من أسهم بهذه الإنجازات على مستوى مجلس أمنائها ورؤسائها والعاملين فيها وأشعر بالسعادة الكبيرة لمشاركتي في هذه النجاحات والإنجازات التي تحققت بالانسجام والتفاهم بين أفراد أسرة الجامعة على مختلف المستويات، مجلس أمناء، ورئاسة وإدارة ومختلف الهيئات فيها وطلبتها.
س7: جامعة النجاح الوطنية خطت مؤخرا خطوات كبيرة ومهمة على صعيد العالم، وجعلها ذلك تحتل مراتب متقدمة على مستوى جامعات العالم المتقدمة، هل تعتقد أن الجامعة ستستمر بهذا التقدم وما هو متطلب الجامعة واحتياجاتها لذلك؟
في اعتقادي أن الجامعة ستستمر في نمائها وتطورها بناء على رؤيتها واستراتيجيتها في أن تتقدم باستمرار لتكون من أفضل جامعات العالم وليس فلسطين فقط، ولتحقيق هذا الهدف تتبنى إدارة الجامعة استراتيجية عمل دؤوب، وإن أهم ما يحقق الأهداف هو توفر الاستقرار وتواصل العمل ليتم التركيز على تطبيق وتحقيق مؤشرات الخطة الاسترتيجية وبنودها وتحقيق هذه الخطة.
س8 : الجامعة أخذت على عاتقها البدء بالعمل بالتعلم الإلكتروني، هل لمستم ارتياحاً من قبل المدرسين والطلبة لهذا الأسلوب الجديد في التعليم؟
حسب الإحصائيات الاخيرة فإن نسبة الزملاء المشاركين بالتعلم الالكتروني بلغت 33% ونسبة الطلبة 56% وهذا تأكيد على رغبة الزملاء والطلبة بالاستفادة في مجالات التعليم الالكتروني في التعلم والتعليم وفق ما هو معمول به في أفضل جامعات العالم وأرقاها.
س9 : كما ان في الجامعة شبكة إنترنت متوفرة لجميع الطلبة والعاملين، إلى أي مدى أسهمت هذه الشبكة في توفير المعلومات للطلبة والباحثين، وما هي نسبة استفادتهم منها ؟
إن شبكة الانترنت تعدّ من أهم مصادر المعارف في العالم وهي متوفرة في جميع مرافق الجامعة سواء داخل المباني الجامعية أو خارجها، ونظراً لتوجهات إدارة الجامعة باستخدام أحدث الطرق للتعليم فأصبحت هذه الخدمة مهمة جداً لطلبة الجامعة من أجل متابعة مشاريعهم وأبحاثهم والأعمال الجامعية الأخرى.
س10: ما رأيك بالبحث العلمي في فلسطين؟
إن الجامعة عملت وتعمل باستمرار لتنشيط البحث العلمي وتشجيعه ونظراً لأهمية البحث العلمي فإنه يشكل أهم محاور رسالة الجامعة كما في الجامعات العريقة ويتمثل ذلك في برامج الدراسات العليا وموازنات البحث العلمي والبنية التحتية فيما يتعلق بالمكتبات الجامعية والمختبرات والمواد المستهلكة، ولكن وضع البحث العلمي في فلسطين ليس كما هو مأمول للأسف نتيجة ظروف الاحتلال وعدم توفير الدعم المالي المطلوب مما يؤثر في توفير البنى التحتية ووضع العراقيل أمام مسيرة البحث العلمي، وفي اعتقادي بأن هناك ضرورة ملحة لتشجيع البحث العلمي التطبيقي سواء من قبل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية أو مؤسسات القطاع الخاص بهدف تطوير الصناعات والقطاع الخاص في الأراضي الفلسطينية.
س11: كيف تقيم وضع التعليم في فلسطين؟
أعتقد أن هناك حاجة ملحة الى العمل على تطوير التعليم العام في فلسطين وفي هذا السياق بدأت وزارة التربية والتعليم في فلسطين بتنفيذ برامج لتأهيل المعلمين ومما هو جدير بالقول أن المناهج أيضا بحاجة الى الدراسة والتطوير وكذلك أساليب التعليم لزيادة الجذب والاستيعاب، ولا بد من استخدام الطرق الحديثة، أما بالنسبة للتعليم العالي فإننا نحاول ومنذ عشرات السنين تقديم أقصى ما يمكن من المساعدات والخدمات الطلابية وبطريقة تضاهي الجامعات المرموقة في الدول المحيطة بنا رغم الفارق في المخصصات المالية وغيرها.
س12: أين وصلتم في مستشفى النجاح الوطني الجامعي؟
نظراً لأهمية مستشفى النجاح الوطني الجامعي فلا بد من الإشارة بإيجاز الى رسالته التعليمية والعلاجية للطلبة والمواطنين، ولقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى بتوفير 140 سريراً علاجياً وتم البدء باستقبال المرضى في قسم أمراض الكلى وقسم أمراض الدم والسرطان، وكذلك الأشعة المتقدمة والتحاليل المخبرية وكذلك العمليات الجراحية والعيون وقريباً بإذن الله سيبدأ العمل بقسم أمراض القلب وجراحته، وتُبذل جهود جبارة ومخلصة في محاولات استقطاب الكوادر البشرية المؤهلة والمتميزة من الخارج وكذلك ابتعاث العديد للحصول على الدرجات والخبرات المتقدمة والنادرة ويقوم رئيس مجلس أمناء المستشفى وأعضاء المجلس بالعمل ليل نهار لإنجاز الأعمال الكبيرة والحصول على دعم مالي قريباً بمشيئة الله تعالى للبدء في المرحلة الثانية للمستشفى.
س13: كيف هي علاقة جامعة النجاح الوطنية مع الجامعات الفلسطينية والعربية ومن ثم جامعات العالم المختلفة؟
تحقيقاً لأهداف التطوير المستمر تعقد الجامعة العديد من اتفاقات التعاون مع الجامعات رفيعة المستوى في مختلف بلدان العالم إلى جانب المؤسسات العلمية والخدمية لتبادل العلاقات الجامعية على مستوى أعضاء هيئة التدريس والطلبة وحقول البحث العلمي.
س14: هل هناك مشاريع مستقبلية تقوم الجامعة على الإعداد لها والتحضير لإطلاقها؟
تضع الجامعة بمجلس أمنائها وإدارتها نصب أعينها مشاريع مهمة ومن أهمها العمل الدؤوب في إنهاء مراحل إنجاز مستشفى النجاح الوطني الجامعي ليشكل مرجعاً طبياً مرموقاً فضلً عن مشاريع تحت التنفيذ مثل معهد الطفولة ومبنى المراكز العلمية، ومبنى كلية القانون والإعلام وتأسيس محطة إرسال للتلفزة العلمية والتربوية إلى جانب اعتماد عدة برامج وتخصصات أكاديمية تلبي حاجات سوق العمل مما يزيد من إيجاد فرص العمل للخريجين.
س15: ما هو رأيك بالطالب الفلسطيني بشكل عام، وطالب جامعة النجاح بشكل خاص ؟
بالنسبة لمستوى الطلبة فإنه بلغ مراحل تساوي مستوى الطلبة في الجامعات التي تتمتع بسمعة مرموقة فخريجو الجامعة احتلوا مراكز قيادية في كثير من المؤسسات الفلسطينية وغير الفلسطينية في الداخل والخارج فهناك نماء وتطور في مهارت القيادة والاتصال وهذا نتيجة لما بذلته وتبذله الجامعة في السنوات الأخيرة من تعديل الخطط الدراسية وتطويرها وتقييم البرامج والخطط من قبل الهيئات العالمية المتخصصة وكذلك كلية الشرف والأعمال التي يقوم بها مدير دائرة التوظيف ومتابعة الخريجين ووحدة الخريجين وجميع مرافق الجامعة الأخرى.
س16: الحديث يطول عن جامعة النجاح الوطنية ونحن لا نريد ان نطيل عليك ماهي كلمتك للعاملين في الجامعة وطلبتها؟
في ختام حديثي لا بد أن أشكر أسرة الجامعة وأسرة دائرة العلاقات العامة وأدعو الله أن يوفقنا لنعمل سوياً كأفراد عائلة واحدة بهدف تطوير بيتنا ورفعته والمحافظة على استقراره ونمائه بالتواصل والحوار الدائم من أجل المصحلة العامة للجميع لأن البيت بيت الجميع.