جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي السادس حول دور الترجمة في حوار الحضارات الذي عقدته كلية العلوم الإنسانية في جامعة النجاح الوطنية يوم الخميس الموافق 3/10/2013 بتكثيف الجهود الدولية لإشاعة المبادئ الإنسانية السامية بين الأمم من عدالة وحرية. وتنشيط حركة الترجمة بين اللغات المختلفة وتسهيل التواصل بين الشعوب، والتركيز في المؤتمرات القادمة على دور السياحة في إنجاز ما تعجز عنه الترجمة، وذلك بما هي تطبيق عملي لحوار الحضارات.

وعُقد المؤتمر انطلاقا مما للترجمة من أهمية على صعيد المثاقفة بين الأمم، وتآزرها في تشكيل الحضارة البشرية، ولما كانت الترجمة ذات حضور واسع في مجالات التواصل المختلفة بين الأم، وتم برعاية الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة وبدعم من بلدية قلقيلية وبحضور خالد عرباس، ممثلا عن رئيس البلدية.

وشارك في جلساته باحثون وأكاديميون من ألمانيا وكندا وروسيا، ومنهم من حالت الظروف الراهنة دون مشاركتهم المباشرة من إيران والعراق والهند وسواها إلى جانب عدد من الأكاديميين الفلسطينيين.

وقد رحب الاستاذ الدكتور يحي جبر باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالحضور وشكر الأستاذ الدكتور ماهر النتشة على دعمه المتواصل لعقد المؤتمر في الجامعة، وتحدث كذلك عن أهمية الترجمة في عقد هذا المؤتمر لما للترجمة من أهمية في نشر الوعي والثقافة والتواصل بين الشعوب الأرض.

وفي كلمة الجامعة التي ألقاها الأستاذ الدكتور النتشة رحب فيها بالحضور وشكر اللجنة التحضيرية للمؤتمر على الاستمرار في عقده في الجامعة للسنة السادسة على التوالي قال: "إن إقامة هذا المؤتمر في السنوات الخمس الماضية وفي هذا العام يأتي في إطار اهتمام الجامعة بكافة العلوم ومنها الترجمة التي تشكل معادلة التواصل الفكري والحضاري بين الشعوب وإن اختلفت في الأصل أو العرق أو القومية لكنها تلتقي في الحضارة نتاجاً في مختلف المجالات لشعوب العالم ولاطلاع الشعوب على حضاراتها بمشاركة تؤدي الى الرقي الإنساني بعيداً عن التعصب، لأن الترجمة تشكل رافداً أساسياً للإبداع والحس اللغوي للتسهيل في تقارب الثقافات، من هذا المنطلق قام العرب والمسلمون في عصور ازدهارهم بالاهتمام الكبير بالترجمة والمترجمين لحضارات الأمم الأخرى ونقلها الى اللغة العربية وهذا مكنهم من الاستفادة من الخبرات وما أنتجته حضارات مختلف الأمم فتمكنوا من إنشاء الحضارة العربية الإسلامية التي تعد من أبرز الحضارات في التاريخ".

وأضاف د. النتشة في السنوات الأخيرة زاد العمل والاهتمام بالترجمة في مختلف مجالات الحياة البشرية لأن الترجمة تعتبر العامل الأساسي في تقريب الحضارات  وترسيخ وتقوية التعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب والتخفيف من الانعزال والكراهية مما يؤثر في أن يكون النتاج البشري صورة الجهد المشترك في العالم كله وسلوك أفضل وأقصر الطرق للتقليل من القصور البشري والسلوك السلبي.

وألقى الأستاذ الدكتور خليل عودة كلمة كلية العلوم الإنسانية بين فيها ان  الترجمة تشكل نقطة ارتكاز في نقل المعارف والثقافات بين الشعوب، وهي المقوم الأساسي في نسيج الحضارة الإنسانية، ولولا الترجمة لظلت الأقوام والأمم والشعوب متباينة ومتباعدة، فالكل يأخذ والكل يعطي مستفيداً من الآخر ومفيداً له، فعن طريق الترجمة انتقلت من جيل إلى جيل فلسفة الإغريق وحكمتهم وجبر الخوارزمي وكيمياء أبي حيان وبصريات ابن الهيثم، وعن طريق الترجمة اتسعت دائرة المعرفة، ولا نبالغ إذا قلنا إن حركة الترجمة دائماً تسبق حركة التأليف، فالترجمة تجسر الهوة القائمة بين الشعوب، وتقيم جسراً للتفاهم، وتبادل الثقافات والمعارف في عالم أصبح اليوم محكوماً بالمعرفة والمعلومة السريعة.

وأضاف ان كلية العلوم الإنسانية عندما تقيم مؤتمر الترجمة السادس، وتحرص على إقامته في كل عام، فإنها تفعل ذلك من منطلق حرصها على تأكيد دور الترجمة في ثقافة الشعوب، ودورها أيضاً في محاورة الآخر، ومعرفة ما لدية من علوم وفكر ومعرفة.

وألقى خالد عرباس كلمة الجهة الداعمة للمؤتمر ممثلا عن رئيس بلدية قلقيلية حيث رحب بالحضور وشكر جامعة النجاح الوطنية على اهتمامها بعقد المؤتمرات والحلقات البحثية التي تعود بالفائدة على المجتمع الفلسطيني.

وأضاف عرباس أن بلدية قلقيلية تعي تمام الدور الواجب عليها القيام به ومن هذا المنطلق ساهمت جنبا إلى جنب مع جامعة النجاح الوطنية في عقد المؤتمر والمساهمة في إنجاحه، وشكر اللجنة التحضيرية القائمة على المؤتمر لما للترجمة من دور هام في تقارب الشعوب مع بعضها البعض .

 وهدف المؤتمر بيان أهمية الرحلات في التلاقح الثقافي بين الأمم، وما لمدونات الرحالة من قيمة علمية، ودراسة جهود المستشرقين في الترجمة عبر القرون والأهداف التي كانت تدفعهم، إضافة إلى تتبع البعثات العلمية منذ نشأنها، وما كان لها من دور فيالحوار الحضاري بين الأمم، ودراسة ما تقوم به السفارات من تمتين العلاقة بين الأمم، وغير ذلك من الأدوار التي يلعبها بعضها في الخفاء لتمرير مخططات معادية، وكذلك بيان دور القناصل التجاريين والوكالات التجارية ابتداء من العهد العثماني مرورا بقناصل أوروبة في الوطن العربي إبان القرنين 18، 19م.

وقد نظمت أعمال المؤتمر في ثلاث جلسات عرض فيها المشاركون أوراقهم التي دار معظمها حول محاور المؤتمر المعلنة، وفي مقدمتها دور المستشرقين في الترجمة، وما لعبته السفارات والبعثات الدبلوماسية قديماً وحديثاً من دور في هذا المجال، إضافة إلى نشاط مراكز الترجمة المتخصصة سواء في ذلك ما شهدته أطراف العالم الإسلامي قديما في صقلية والأندلس ومن قبل بلاد الشام والعراق، وما يشهده العالم اليوم من نشاطات المراكز المتخصصة على الساحة الدولية.

 


© 2025 جامعة النجاح الوطنية