الجامعة وملتقى رجال أعمال نابلس يوقعان اتفاقية تعاون مشتركة
وقعت جامعة النجاح الوطنية وملتقى رجال أعمال نابلس يوم الأربعاء الموافق 30/1/2013 اتفاقية تعاون مشتركة، ويأتي توقيع هذه الاتفاقية انطلاقاً من الرسالة العليا لكل من جامعة النجاح الوطنية وملتقى رجال أعمال نابلس التي يمثل المواطن الفلسطيني محورها الرئيسي، وتهدف الإتفاقية إلى تطوير البرامج والأنشطة التي تساهم في تحقيق رفاهية المواطن الفلسطيني من خلال تزويده بالتعليم والتدريب ليكون قادراً على الانخراط في سوق العمل بكفاءة وفعالية وبما يساهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وتنص بنود الإتفاقية على بناء القدرات من خلال قيام المراكزها المتخصصة في الجامعة بتطوير البرامج التدريبية التي تلبي الاحتياجات التدريبية للطرف الثاني، والعمل على وضع خطط ومشاريع وبرامج اقتصادية تنموية مشتركة بالاستفادة من قدرات الطرفين وتطويرها وتنفيذها، والتعاون في إعداد وتنفيذ مشاريع الدراسات والبحوث الميدانية ذات العلاقة بواقع الطلبة الخريجين وفرص التشغيل وبناء القدرات، كما ستقوم الجامعة بتوجيه الطلبة من الكليات ذات العلاقة لقضاء فترة التدريب العملي وتنفيذ مشاريع التخرج في قطاع مؤسسات الأعمال التي يمثلها الملتقى، وسيتعاون الطرفان على توفير فرص العمل المدفوع والتطوعي لطلبة الجامعة إضافة إلى التعاون في مجال عقد المؤتمرات الاقتصادية والعلمية والندوات ذات الصلة على مستوى الوطن، وتنص الاتفاقية كذلك على العمل مستقبلاً على تخصيص جزء من رأس مال صندوق تشغيل الشباب الخريجين الذين أنهوا دراستهم وتدريبهم في الميدان وحصولهم على دورات تدريبية مكملة لدراستهم الجامعية ومساعدتهم واقراضهم من الصندوق حسب معايير الاقراض المتبعة في هذا الصندوق.
وشارك في الاحتفال الذي اقيم في قاعة القلعة بالمدينة، المحامي غسان الشكعة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس بلدية نابلس، والدكتور أحمد مجدلاني، وزير العمل، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون الأكاديمية، ومحمد المسروجي، رئيس اتحاد جمعيات رجال الاعمال ألفلسطينيين، ومحمد الحايك، رئيس جمعية رجال الاعمال في غزة، ونضال البزرة، رئيس مجلس إدارة ملتقى رجال أعمال نابلس، وعدد كبير من رجال الاعمال المحليين ومن داخل الخط الاخضر وقطاع غزة، وممثلو عدد من البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية.
والقى رئيس مجلس إدارة الملتقى، نضال البزرة، كلمة ترحيبية، لخص فيها اهداف الخطة الاستراتيجية، المتمثلة بتسليط الضوء على نابلس كمركز تجاري هام في الوطن والمنطقة، والتوعية بأهمية الصناعة كأساس لبناء دولة فلسطين، ومحاولة فتح اسواق جديدة امام المنتوج النابلسي بشكل خاص، والفلسطيني بشكل عام، في الاسواق المحيطة.
واستعرض الدكتور طارق الحاج، عميد كلية الاقتصاد والعلوم الادارية في جامعة النجاح الوطنية، أسس الخطة الاستراتيجية للملتقى، مشيراً الى انها ترتكز على محورين، الاول يتعلق بتطوير الخدمات والقدرات للملتقى ومنتسبيه، فيما يتعلق الثاني بفتح آفاق جديدة للنهوض بالوضع الاقتصادي لنابلس.
وأوضح الحاج انه يندرج في اطار المحور الاول، ايجاد تأمين صحي لمختلف رجال الاعمال الاعضاء في الملتقى، واصدار بطاقات رجال اعمال لجميع الاعضاء، ليتمكنوا من التحرك بسهولة، وكذلك عقد ندوات وورش عمل، واقامة معارض دولية بهدف التواصل مع العالم الخارجي. يضاف الى ذلك وضع آليات لتسويق نابلس داخليا وخارجيا، وتأسيس مركز تدريب مهني تابع للملتقى بالتعاون مع وزارة العمل وجامعة النجاح والمؤسسات ذات العلاقة.
وأضاف انه في اطار المحور الثاني للخطة الاستراتيجية، يندرج اقامة شبكة علاقات مع المحافظات الاخرى، ومع مختلف ابناء شعبنا في الوطن والشتات وداخل الخط الاخضر، واطلاق مهرجان ربيع الاثاث في آذار المقبل، واقامة ملتقى لمغتربي نابلس من رجال الاعمال، وانشاء صندوق ملتقى رجال اعمال نابلس لدعم مشاريع المبدعين والخريجين الرياديين.
وفي كلمته، اشار الأستاذ الدكتور النتشه، الى ان جامعة النجاح سعت منذ تأسيسها في العام 1977 إلى وضع رسالة واضحة المعالم تتمثل بتقديم العلم بأفضل أشكاله لأبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مواقعهم، وتطوير البحث العلمي بحيث يكون هدفا من الاهداف المرجو تحقيقها، اضافة إلى هذا الهدف النبيل فقد وضعت الجامعة رسالة تسعى لتحقيقها ألا وهي خدمة المجتمع المحلي، ومن أجل ذلك قامت الجامعة بإنشاء شبكة من المراكز العلمية التي تقدم أفضل الخدمات في مختلف القطاعات للمجتمع الفلسطيني على مدى السنين الماضية.
وأضاف أ.د. النتشة منذ بداية العام الأكاديمي الحالي 2012/2013 قامت الجامعة بإنشاء مركزي التدريب العملي، والشراكة والإبداع بهدف توطيد وتقوية العلاقة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع المحلي المختلفة، وركزت الجامعة ضمن خططها المستقبلية للعام الأكاديمي القادم جعل التدريب العملي ومشروع التخرج للطالب من أهم مقومات العملية التعليمية في جميع كليات الجامعة بحيث يعود بالفائدة الإيجابية على الخريجين مما ينعكس بالإيجاب على سوق العمل المحلي والعربي والعالمي حيث يعمل الكثير من خريجي الجامعة في هذه الأسواق.
وأشار الى إن بنود هذه الإتفاقية تتمثل في بناء القدرات والقيام بمشاريع مشتركة، والتعاون في إعداد وتنفيذ مشاريع الدراسات والبحوث الميدانية ذات العلاقة بواقع الطلبة الخريجين، إضافة إلى التعاون المشترك في توفير فرص عمل وتدريب الطلبة الخريجين كل هذه البنود تصب في خدمة هؤلاء الطلبة وهذا ما تسعى الجامعة إلى القيام به وهو متابعة الخريجين ايضا في سوق العمل ومن أجل ذلك فقد استحدثت الجامعة منصبا هاما فيها وهو مساعد رئيس الجامعة لشؤون الخريجين الذي يعمل على صقل مهارات الطلبة وتدريبهم وتأهيلهم للانتقال لسوق العمل، كما إفتتحت الجامعة ومنذ عدة سنوات وحدة النجاح للخريجين التي تقوم وضمن امكانياتها بتوفير العديد من فرص العمل للطلبة الخريجين.
من ناحيته، قدم رجل الاعمال مهند هيجاوي، شرحا وافيا عن فكرة صندوق دعم مشاريع الشباب الذي تتضمنه الخطة الاستراتيجية، مشيرا الى "وجود نحو 30 الف خريج ينضمون سنويا الى السوق المحلي، وهؤلاء بحاجة الى الدعم والمساعدة".
وأوضح ان "فكرة المشروع ستبدأ بتمويل ذاتي من الملتقى قيمته 200 الف دولار، وسيتم دعم المشاريع الريادية للشباب بقيمة 10 الاف دولار للمشروع، وفق محددات معينة".
بدوره، قدم رجل الاعمال مهند الرابي، شرحا عن مهرجان ربيع الأثاث الذي سيقام في مدينة نابلس في آذار القادم، مشيرا الى ان "نابلس تشتهر بصناعة المفروشات ومن المهم لها ان تشهد انطلاقة عربية وعالمية في هذا المجال".
وفي كلمته، اكد الشكعة على "اهمية اعادة الاعتبار لنابلس كعاصمة اقتصادية لفلسطين"، مشيرا الى ان ذلك "لا يمكن ان يتحقق من غير شراكة حقيقية بين مختلف الاطراف".
وأضاف بان "النهوض بوضع نابلس يتطلب اعادة تأهيلها بما في ذلك انظمة السير، والاهتمام بالشباب وتوفير احتياجاتهم، موضحا ان البلدية ليست فقط خدمات كهرباء ومياه وانما "مواطَنَة" بمعنى ان للمواطن حقوق وعليه واجبات".
بدوره، اكد الوزير مجدلاني، ان الحكومة حريصة على بناء شراكة حقيقية مع شركاء الانتاج، لانه من دون شراكة حقيقية لا يمكن ان يتقدم اقتصادنا.
وأشاد مجدلاني بدور القطاع الخاص الفلسطيني، الذي "تحمل طوال السنوات السابقة حملا ثقيلا من المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وصمد في وجه الاحتلال والحصار، وتمكن من تطوير هياكله المؤسساتية، الامر الذي يسهل على الحكومة التعاون والشراكة معه لتطوير الاقتصاد الوطني، اساس الدولة، لأنه لا معنى لأي استقلال سياسي من دون استقلال اقتصادي".
وثمن مجدلاني ما ورد في خطة ملتقى رجال اعمال نابلس الاستراتيجية، وفي مقدمتها عقد ملتقىً للمغتربين من رجال اعمال نابلس، وإنشاء مركز تدريب مهني تابع للملتقى، وإنشاء صندوق لدعم مشاريع خاصة بالخريجين والشباب الرياديين. وأعلن موافقة وزارته على ترخيص مركز التدريب المهني المقترح ومده بالخبرات اللازمة.
وقدم مسروجة شرحا عن جمعيات رجال الاعمال الفلسطينيين، وعن العلاقة مع المؤسسات المختلفة، ودورها في النهوض بالوضع الاقتصادي، وتطوير كفاءات رجال الاعمال. وركز على اهمية الشراكة بين مختلف القطاعات، داعيا رجال الاعمال لتحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع.
وفي كلمته قال الحايك، بان "الانقسام هو الذي يؤذي الاقتصاد الفلسطيني، وتحاول اسرائيل استثماره في جعل سوقي الضفة وغزة مفتوحين امام منتوجاتها"، وأضاف بان الانقسام السياسي يجب ان لا يعكس نفسه على القطاع الخاص، ويجب ان لا تكون هناك اية فٌرقة بين القطاع الخاص بجناحيه في الضفة وغزة".
وكانت فرقة كورال عمادة شؤون الطلبة بقيادة الفنان أحمد الشيخ قدمت عدد من الفقرات الفنية التراثية امام الحضور شملت اغاني تراثية فلسطينية ودبكات شعبية نالت اعجاب الحضور والمنظمين.