جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أقامت الجامعة يوم الخميس الموافق 12/7/2012 حفل تأبين للمرحوم الدكتور صبحي نمر عيسى الطيراوي، عضو الهيئة التدريسية في كلية التربية الرياضية في الجامعة، وأقيم الحفل في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز، في الحرم الجامعي الجديد وبرعاية الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة وبحضوره وحضور السيد توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والسيد تيسير نصر الله، مدير عام التخطيط في محافظة نابلس، ممثلا عن اللواء جبرين البكري، محافظ نابلس، والسيد عصام الدبعي، المدير  التنفيذي لجمعية المستقبل، وعدد كبير من الشخصيات والقيادات الوطنية والإسلامية، وعائلة الفقيد ومحبيه.

وفي بداية الحفل الذي تولى عرافته الأستاذ موسى أبو دية، عميد شؤون الطلبة في الجامعة ألقى الأستاذ الدكتور رامي حمد الله كلمة ترحم فيها على الدكتور الطيراوي ، وقال رئيس الجامعة في كلمته: " نلتقي اليوم هنا على أرض جامعة النجاح الوطنية مرة أخرى لتأبين زميل من زملائنا الذين فارقونا، نلتقي اليوم لتأبين المرحوم الدكتور صبحي الطيراوي، عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الذي وافته المنية إثر حادث سير مؤسف أودى بحياته".

وأضاف رئيس الجامعة أن الراحل الدكتور صبحي الطيراوي ولد على أرض مخيم بلاطه الصمود عام 1960 من أسرة بسيطة سارت في طريق النضال درس في مدراس وكالة الغوث ثم التعليم الثانوي في مدرستي الصلاحية وقدري طوقان وعندما شب انخرط في طريق المقاومة فتعرض للإعتقال مرات كثيرة ومنذ صباه كان رياضياً متميزاً ولاعباً خلوقاً فحصل على عدة جوائز رياضية ورغم ظروف الاعتقال درس في الجامعات العراقية ولكنه كان يعتقل عندما يعود لزيارة الأهل والوطن وأنهى دراسة البكالوريوس بتفوق مما أهله لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعات العراقية ولم يغفل عن العمل الوطني أثناء دراسته ايضاً ففاز برئاسة اتحاد الطلبة الفلسطينيين في العراق وعند عودته الى ارض الوطن بعد انهاء دراسة الدكتوراه عين عضو هيئة تدريس في جامعة النجاح، فهو واحد من تلك الكوكبة التي أخلصت للنجاح، والتزمت نحو صمودها وتطورها فترك في كلية التربية الرياضية أثراً لا يمحى واضح المعالم عبر رئاسته لقسم التربية الرياضية أو عبر العمل منسقاً لمجمع التربية الرياضية بعد أن أصبح القسم كلية من كليات الجامعة الشامخة شموخ بناتها، وعبر تدريس العديد من الطلبة. وقد أتى مرتين الى زيارتي في الأسبوع الأخير قبل رحيله، المرة الأولى مع عدد من الزملاء والبسمة تعلو شفتيه كعادته وفي المرة الثانية أتى لوحده لمجرد السلام والاطمئنان فانتابني شعور  كأنه أتى مودعاً.

وقال أ.د.حمد الله أيضا: "لقد كان رحيلك المفاجئ والسريع أيها الزميل فاجعة لجميع زملائك أدمت قلوب الكثيرين ممن تعاملوا معك أو عرفوك فلم يكن فقدك خسارة لأسرتك وأهلك فحسب وإنما كان خسارة لوطن صابر، فالمخلصون والعلماء عبر التاريخ نالوا شرف الانتساب لأوطانهم وبلدانهم قبل أن ينتسبوا الى عائلة أو عشيرة".

وختم رئيس الجامعة إن حزننا  على فقدانك عميق وكبير وسوف تظل ويظل زملاؤك الذين افتقدناهم أبناء النجاح في ذاكرتنا وعقولنا وقلوبنا، يعلون على النسيان ويتجاوزون الإندثار، ومهما قلنا فيك أيها الزميل فأنت أهل لكل كلمة طيبة، ولكل ترحم وثناء وستظل ذكراك ماثلة أمام زملائك في كلية التربية الرياضية خاصة وفي الجامعة عامة لأنك من الأخيار الطيبين ولا يسعنا إلا أن ندعو الله العلي القدير أن يكون جزاء عملك رحمات وسكن فسيح الجنات في عليين مع من حسنوا الرفقة ونالوا الرضا والاطمئنان في الحياة الآخرة وندعوه سبحانه وتعالى أن ينزل الصبر في نفوس عائلتك ومحبيك وأن يبارك فيمن تركت من الأسرة وإنا لله وإنا اليه راجعون.

وعن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ألقى السيد الطيرواي كلمة وجه التحية والإكبار فيها لعائلة الفقيد وأسرته وقال إن الفقيد كان مدرسة يتعلم منها الجميع، وأضاف رحل الفقيد معلماً وقائداً ومرشدا بالكلمة والعطاء والفكر، كان محبا للوحدة الوطنية، وأشار إلى أن المرحوم كرس حياته لخدمة الوطن وجامعة النجاح الوينة فعرفته الجامعة والميادين العامة في الوطن وخارجه، وعرفته فتح واحد من رجالتها الأقوياء الأدباء.

واشار الطيراوي أن د. صبحي كان رياضيا فلسطينيا بامتياز عرفته جامعات العراق منذ كان طالبا فيها ورئيسا لاتحاد الطلبة الفلسطينيين هناك، وعرفته فلسطين من خلال أنديتها الرياضية وجامعة النجاح الوطنية مدرسا ومدربا للرياضة ومعلما لفنونها العديدة، كما تحدث الطيرواي عن نضالات الدكتور صبحي وتعرضه للاعتقال مرات عديدة على أيدي قوات الاحتلال أثناء سفره وعودته من الدراسة في العراق.

فيما ألقى السيد تيسير نصر الله كلمة محافظ نابلس اللواء جبرين البكري ترحم فيها على فقيد جامعة النجاح الوطنية وفقيد الوطن الدكتور صبحي الذي كان مثالا يحتذى به في الأخلاق والعلم، وأضاف نصر الله أن الدكتور الطيراوي كان واحدا من الذين يعملون بصمت ويحب الخير ويعمل من أجله.

وأضاف نصر الله أن أزقة مخيم بلاطة للاجئين والكثير من المواقع في فلسطين عرفت الدكتور صبحي بعطائه وتقديمه للخير كلما استطاع له للمحتاجين والمعوزين.

وأشار نصر الله كذلك أن د. صبحي كان رياضيا فلسطينيا يعشق الرياضة ويحب أن يعلمها للأجيال والشباب الفلسطيني لقناعته أن الرياضة تبني الأجسام  والعقول، فخاض في غمار الرياضة وعشق مهنته وساهم كثيرا في تعليمها لطلبنه في جامعة النجاح الوطنية.

وعن أصدقاء الفقيد ألقى السيد عصام الدبعي كلمة استحضر فيها تاريخ الدكتور صبحي ونضالاته الكثيرة ومسيرة علمه الطويلة في فلسطين وبغداد، ومسيرته الرياضية التي عرفته من خلالها ميادين الرياضة في فلسطين، ودوره الكبير في تنمية المجتمع من حيث قدرات الشباب وتحسين جودة التعليم وتمكين مؤسسات المجتمع المدني وفئاته المهمشة.

وتحدث الدبعي كذلك عن دور المرحوم في تأسيس جمعية المستقبل الفلسطيني للتنمية والديمقراطية مع مجموعة من زملائه في الهيئة التأسيسية للجمعية، واضاف الدبعي أن د. الطيراوي شخصية أتسمت بالبساطة والطيبة والعطاء أحب الجميع فأحبه الجميع أبن فلسطين الذي عرفته أزقة المخيمات وحواري القرى والمدن الفلسطينية، أبن عشيرة ولكنه آمن أن عشيرته الكبرى فلسطين فعمل ومات وهو يعمل من أجلها.

وألقى الدكتور وائل أبو صالح شعرا منثورا في الذكرى الأربعين لوفاة الدكتور صبحي.

وألقت المهندسة نور صبحي الطيراوي كلمة العائلة شكرت فيها كل من وقف الى جانب العائلة في مصابها الجلل، وخصت بالذكر جامعة النجاح الوطنية وعلى رأسها الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، الذي واصل الليل بالنهار خلال المحنة التي مرت بالعائلة وكان على إتصال وحضور دائم خلال تشييع الدكتور صبحي في بيت العزاء، واسرة كلية التربية الرياضية الذين وقفوا الى جانب عائلة زميلهم المرحوم، ومركز شباب بلاطه وجمعية المستقبل وطاقم اطباء مستشفى رفيديا، وجميع اصدقاء والدها كلا حسب موقعه لقبه ومركزه على حضورهم حفل تأبين الدكتور و مشاركتهم في تشييع جثمانه الطاهر, وكذلك الحضور الى بيت العزاء طيلة ثلاثة ايام.

وتم خلال الحفل عرض فيلم عن حياة الفقيد خلال مسيرته الحافلة بالعطاء، وفي ختام الحفل كرمت الجامعة عائلة المرحوم درعا تقديرية لها، كما قدم عدد من المؤسسات دروعا تقديرية لعائلة الفقيد.

 


Read 807 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية