جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تحت رعاية الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة وبالتعاون مع معهد جوتيه، نظمت كلية الآداب المؤتمر الدولي الثاني (دور الترجمة في حوار الحضارات) والذي يستمر مدة يومين ويشارك فيه متحدثون من الوطن والخارج، وابتدأ المؤتمر بكلمة الاستاذ الدكتور رئيس الجامعة والتي القاها بالنيابة عنه أ. د. ماهر النتشة نائب الرئيس للشؤون الاكاديمية والتي قال فيها إن لهذا اليوم  مدلولات ومعان إنسانية لتواصل البشرية عبر مئات وآلاف السنين، وهذا العصر وخاصة في السنوات الأخيرة، أبدى الإنسان اهتماماً كبيراً بحوار الحضارات، وإن الحضارة الإنسانية هي نتاج الأمم والشعوب عبر العصور، فكلّ دوّن هذا النتاج بلغته وليس من السهل نقل حضارة الى أخرى إلا بمعرفة الإنسان للغة الإنسان الآخر وخير وسيلة لذلك هي الترجمة لجميع ميادين الحضارة المادية أو المعنوية وأضاف أن الحوار يهدف الى تقوية التواصل في فهم الحضارة في إطار من التعاون المبني على الاحترام المتبادل والأمانة والدقة في النقل من جانب الى آخر، والترجمة الأمينة والإيجابية من أهم الوسائل التي تفسح المجال للقيادة الفكرية بأن تنتقل من شعب الى آخر، وخير دليل على ما نقول هو ما قام به روّاد الحضارة من العرب والمسلمين في العصور الوسطى من ترجمة العلوم والآداب والفلسفة والطب وغيرها من الحضارات التي سبقتهم فاطّلعوا عليها وأفادوا منها وأضافوا اليها في الجانب النظري والعملي في إطار التسامح والأمانة العلمية في النقل والترجمة.

ثم القى الدكتور خليل عودة، عميد كلية الاداب كلمة الكلية والتي قال فيها إن الترجمة تعني قهر العزلة والخروج من القاع والسباحة عبر الزمان والمكان  لبناء جسر معرفي بين مختلف اللغات. وفي هذا المؤتمر لابد أن نطرح عدة اسئلة ونلتمس الاجابات عنها في اوراق العمل. لا بد ان نسأل كيف يكون الاخر مرآة للذات، وكيف تكون الذات مرآة للأخر وما هي حدود الترجمة وآفاقها، ثم ما مدى قدرة الترجمة على تأسيس واقع جديد، وهل توجد علاقة بين الترجمة والعولمة وهل الترجمة صراع بين غالب ومغلوب، ام انها وسيلة لفتح باب المنافسة لمزيد من العلم والمعرفة وقد تنتقل من اسئلة عامة الى اسئلة خاصة عن اللغات العربية فهل لغتنا عصية عن الترجمة، وهل هي قدرة على مواكبة قطار العولمة الذي يسابق حدود الزمن ولا يرحم الضعيف. كما القى الدكتور يحيى جبر، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر كلمته التي قال فيها إن القواسم المشتركة بين الناس أكثر من أوجه الاختلاف الذي هو آية من آيات الله عز وجل في الألسن والألوان والأذواق وغيرها، ولكن ما أجمل أن يتعاون الناس في قريتهم الأرض فيما يتفقون عليه، ويتحاوروا بهدوء فيما يختلفون فيه؛ دون صدام، وأن ينقحوا معاجمهم حتى لا يظل فيها ما تعجز الترجمة عن إخفاء عورته. ومن هنا كان انعقاد المؤتمر الأول قبل نحو عامين، وصدرت عنه توصيات من ضمنها أن يصار إلى عقد هذا المؤتمر اليوم، ثم رحب بالأصدقاء الضيوف من مختلف البلدان وشكرهم على الحضور والمشاركة في أعمال المؤتمر.

ثم تحدث الأستاذ الدكتورهانس فيرمير ماينز، من جامعة يوهانس جوتنبرغ في المانيا وممثلاً عن المعهد الثقافي الالماني في رام الله، جوتيه، حيث أعرب عن سروره للمشاركة وأعضاء الوفد الألماني في في أعمال المؤتمر وقال أن العمل بالأدب والشعر جزء هام من عمل معهد جوتيه في الأراضي القلسطينية ونحن نعمل على دعم الترجمة والقراءة في فلسطين كما تحدث عن البرامج الالكترونية لدعم الترجمة من خلال الانترنت وترجمة بعض الكتب من الألمانية للعربية وأضاف أن المانيا تهتم بالادب الفلسطيني وان هناك برامج للزماله في مجال الترجمة في المانيا والعديد من المشاريع في مجال الادب والشعر للتعاون مع مختلف المؤسسات الفلسطينية وكذلك الامر في مجال المسرح.

اما الأستاذ سلمان الناطور، من دالية الكرمل، فقد ادلى بشهادته في مجال الترجمة حيث ترجم اكثر من خمسة عشر كتاباً من العبرية للعربية، وقال إن ما دفعني للترجمة هو التزامي بقضايا شعبي ونضاله وإيماني بأن الترجمة اسلوب نضالي ايضا، فمنذ مائة عام ونحن نعيش صراعا عنيفا على هذه الارض لذلك فإن ترجمتنا لثقافة العدو كشف لثقافته، ومعرفة الاخر هي مهمة الترجمة الاولى لأن الترجمة عمل ابداعي، والترجمة كالفن والادب والانسان ضحية الصراع الدموي لإنها تحمل رسالة السلام والنضال، وأضاف نحن نترجم الاخر لاجلنا ولوعينا ولثقافتنا وذلك لفهم الاخر في زمن السلام والحرب.

 عناوين اوراق العمل في المؤتمر


© 2025 جامعة النجاح الوطنية