الجامعة تحتضن حفل تأبين المرحوم ابو هاني صايل رئيس لجان الاصلاح في محافظة نابلس
أقامت اللجنة التحضيرية لحفل تأبين المرحوم صالح نادر سليمان "ابو هاني صايل"، رئيس لجان الاصلاح في محافظة نابلس يوم الثلاثاء الموافق 29/11/2011 حفل تأبين للمرحوم في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح الوطنية، وقد جرى الحفل تحت رعاية عطوفة اللواء جبرين البكري، محافظ محافظة نابلس، وجامعة النجاح الوطنية، وإقليم فتح بنابلس.
.وحضر حفل التأبين اللواء جبرين البكري، محافظ محافظة نابلس، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعضاء في المجلس التشريعي، والعديد من الشخصيات السياسية والوطنية وقيادة حركة فتح في محافظة نابلس، والعديد من قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة وممثلين عن فصائل العمل الوطني في العديد من المحافظات.
وفي بداية الحفل عزف السلام الوطني الفلسطيني وقرأت الفاتحة على أرواح الشهداء بعد ذلك أعلن تيسير نصر الله، عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعريف حفل التأبين عن بدء فقرات الحفل بدعوة اللواء البكري لإلقاء كلمته، حيث ترحم المحافظ على المرحوم وتحدث عن مناقبه ودوره الوطني في خدمة المجتمع الفلسطيني من خلال توليه منصب رئيس لجان الإصلاح في محافظة نابلس، وذكر المحافظ أن الراحل كان دائم العمل مع رفاقه في لجان الإصلاح في مختلف المواقع يصلح بين الناس ويقوم بفعل الخير ويدعو إلى الوحدة والتكافل ويدعو الناس إلى الابتعاد عن البغضاء والمشاكل لذلك أحبه الناس، وأشار إلى أن الراحل أعطى من وقته وجهده من اجل شعبه ووطنه، وقد سلك الفقيد دروبا كثيرة في هذا المجال. وأضاف المحافظ أن المحافظة تسعى من خلال دائرة الإصلاح فيها إلى النهوض بعمل لجان الإصلاح في المحافظة من أجل ضمان استمرار عملها.
ثم ألقى أ.د. حمد الله كلمة جامعة النجاح الوطنية قال فيها: "نلتقي معاً في تأبين رجل من رجالات فلسطين، الذي عمل من أجلها منذ سني شبابه الأولى ويستحق أن نذكره بما يستحق وأن نذكره في كل حين لأنه عمل في طريق الوطنية والخير للجميع". وأضاف د. حمد الله أن عمل الفقيد بمهنة التدريس جعله يتعرف على أحوال الناس وهمومهم ومشاكلهم ليتدخل بالخير في محاولة علاجها وإصلاحها لتظل المودة معادلة التواصل بين الناس في وطن ليس بحاجة إلى مشكلات وأزمات إذ تكفيه ويلات الاحتلال والتشريد والغربة، فآمن أبو هاني أن المشكلة مهما كانت كبيرة تحل بمفهوم أننا أهل والخصومة بين الأهل والإخوة يجب أن تنتهي في مهدها وبداياتها، ومن هذا المنطلق تحرك هو وصحبه في مجالس ولجان الإصلاح ينتقل بين المدن والقرى والمخيمات، في معادلة الإخاء والمواطنة والحقوق للصغير والكبير للغني والفقير.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن المرحوم أبو هاني صايل كان من رجالات الوطن يعطي ولا ينتظر جزاءً إلا من المولى سبحانه وتعالى يريد أن يرى الناس في وطنه أحباء ليس بينهم أي خلاف لتتجسد الوحدة الوطنية التي لا سبيل لثبات الفلسطينيين إلاّ بها، وقد كان حريصاً على مؤسسات الوطن في الميادين المختلفة وقد تميزت جهوده مع جامعة النجاح الوطنية حيث كان يتردد عليها بين الحين والآخر مطمئناً على مسيرتها وأسرتها ومحاولاً تقديم المساعدات لطلبة قست عليهم الظروف ومحاولاً الإصلاح دائماً بين الطلبة ولكن كان كل ذلك في إطار الأنظمة والقوانين والتعليمات التي تسير عليها وكلما طرأ أمر على الجامعة سواء من الداخل أو الخارج كان يسرع وبكل طاقاته إلى أن تتجاوز الجامعة هذه المحنة أو تلك الصعوبة، وكان ودوداً هادئاً في كل تصرفاته وختم رئيس الجامعة كلمته بالقول: "كنت أطمئن وأستمع إليه لأنه مخلص في كل خطوة يقوم بها وغيور على المصلحة العامة، ومهما قلنا فلن نحيط بكل أعماله ولكن نحتفظ له بالذكرى الطيبة والصورة الصادقة، وندعو له بالرحمة والغفران وأن يثيبه الله جزاء حسن صنيعه وأن يبارك في عائلته وأبنائه وبناته ونأمل أن يسيروا على خطاه وفاءً لذكراه الطيبة".
وألقى كل من السيد محمود اشتيه، أمين سر حركة فتح في محافظة نابلس كلمة لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، والمختار جمال سعادة كلمة أصدقاء الفقيد، والسيد بلال عامر كلمة فعاليات ومؤسسات قرية كفر قليل، والطالب محمد دقة، كلمة مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة ركزوا فيها جميعهم على مناقب الراحل في إصلاح ذات البين وزرع بذور المحبة بين أبناء الشعب والقضاء على مصادر الفتن. كما تطرقوا إلى مراحل حياة المرحوم التي قضاها متنقلا بين صفوف معسكرات الثورة الفلسطينية في سوريا إلى النضال المتقدم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى عمله الاجتماعي والإنساني الدؤوب في ساحات الوطن.
في ختام الحفل ألقى السيد سمير صايل كلمة عائلة الفقيد شكر فيها كل من وقف إلى جانب العائلة في مصابهم برحيل المناضل أبو هاني صايل، وقدم شكر العائلة الخاص إلى الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية على احتضان الجامعة لحفل تأبين الراحل الكبير، وكذلك قدم شكره لعطوفة محافظة نابلس اللواء جبرين البكري، والى حركة فتح على رعايتهم لهذا الحفل الذي كان له الأثر الطيب في نفوس أبناء وعائلة الفقيد.
وخلال الحفل عرض فيلم وثائقي استعرض نبذة عن حياة الراحل ودوره الوطني من خلال منصبه كرئيس للجان الإصلاح في المحافظة.
وقدم المقدم حقوقي عمر البزور، مدير شرطة محافظة نابلس درعا تقديريا باسم جهاز الشرطة لعائلة الفقيد تسلمه ابن الفقيد خالد صايل.
أبو هاني صايل في سطور:
ولد في قرية كفر قليل بتاريخ 16 / 12 / 1937، تلقى علومه الابتدائية في مدرسة عصيره الشمالية والمرحلة الثانوية في المدرسة الصلاحية بنابلس، حصل على دبلوم في الرياضيات من معهد خضوري بطولكرم عام 1958، كما عمل مدرسا لمادة الرياضيات في قريتي عورتا وبورين ما بين 1959 – 1963، تزوج عام 1962 ورزقه الله بستة من الذكور وهم هاني، وباسم، وخالد، ومسعود، واحمد، ومحمد، و خمس من الإناث.
التحق المرحوم في صفوف حركة فتح عام 1970 سافر إلى السعودية حيث عمل مدرسا في إحدى مدارسها الثانوية عام 1971 واستمر عمله فيها لمدة عامين، ثم انضم لمعسكرات الثورة الفلسطينية في سوريا عام 1974 وكان ملازما للشهيد المارشال سعد صايل الذي كلفه بالعودة لأرض الوطن في مهمة وطنية، عاد إلى أرض الوطن في العام 1974، اعتقل للمرة الأولى لمدة 6 شهور عام 1974، وبعد عودته من سوريا اعتقل للمرة الثانية عام 1979 لمدة عام واحد.
عمل الفقيد موظفا في إدارة الأشغال العامة بنابلس عام 1980 وطرد منها بنفس العام بدعوى مقاومة الاحتلال، أُخضع للإقامة الجبرية مرتين بين عامي 1983 و 1984، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى تم تكليفه ضمن مجموعه من الأخوة المناضلين بتشكيل لجان الخير والإصلاح في محافظة نابلس، وبقي رئيسا للجان الإصلاح في محافظة نابلس حتى وفاته عام 2011 .