الدراسات العليا تمنح الباحثة لبنى دار سلامة شهادة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية
قامت الباحثة لبنى علي حسن دار سلامة، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية، يوم الثلاثاء الموافق 2/7/2013 بمناقشة رسالة ماجستير في التخطيط والتنمية السياسية بعنوان " الموقف الإسرائيلي من التحول الثوري في جمهورية مصر العربية ".
وتكونت لجنة المناقشة من د. عثمان عثمان مشرفاً ورئيساً، و د. عبد الرحمن ابراهيم ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و د. ابراهيم ابو جابر ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء التعديلات.
تبحث هذه الدراسة في ماهية الموقف الإسرائيلي من التحول الثوري في جمهورية مصر العربية، الذي بدا موقفاً مرتبكاً وقلقاً جراء الثورة المصرية التي أسقطت نظام مبارك، وهو النظام الذي وصفه قادة إسرائيليون، بأنه أهم كنوز إسرائيل في الشرق الأوسط، وأهم أصدقائها وحلفائها الاستراتيجيين في المنطقة. وأوضحت الدراسة مدى التخوف الإسرائيلي على مستقبل اتفاقية كامب ديفيد، في ظلّ نشوء نظام مصري جديد يقوده الإسلاميون، قادر على التخلص من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية، -وهي (أي التبعية) التي ضمنت سلامة استمرار العلاقات مع إسرائيل طوال العقود الثلاثة المنصرمة بفعل المساعدات الأمريكية المشروطة-، وبالتالي تحديد شكل العلاقة مع إسرائيل، إن لم نقل إنهاءها.
وتمحورت إشكالية الدراسة حول طبيعة الموقف الإسرائيلي من ثورة مصر، هذا الموقف الذي تم تقصّيه بدقة وحذر، وتساءلت الدراسة عن إمكانية نجاح ثورة مصر في تغيير أُسس العلاقات وقواعد اللّعبة السياسية، تجاه القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل والغرب. وقد افترضت الدراسة أن يؤدّي التحول الثوري في مصر إلى إحداث تغييرات تأتي لصالح القضية الفلسطينية، وعلى حساب سيطرة إسرائيل والغرب وهيمنتهما على المنطقة العربية الإسلامية. كما أن صعود التيارات الإسلامية للسلطة في مصر، من شأنه أن يؤثر سلباً على اتفاق السّلام بين مصر وإسرائيل، وإيجاباً على العلاقات مع الجانب الفلسطيني، وبخاصة مع حركة حماس.
واستندت الباحثة إلى المنهج التحليلي التاريخي في تقديم وصف تاريخي للرؤية الإسرائيلية للواقع المصري قبل ثورة 25 يناير، فتحدثت عن التقييم الإسرائيلي لحقبة الملك فاروق، وحقبة الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات، والرئيس محمد حسني مبارك. وأشارت الدراسة إلى أن حقبة مبارك هي المرحلة الأفضل بالنسبة للجانب الإسرائيلي، بسبب التسهيلات والمزايا المتعددة التي قدمتها مصر في عهد مبارك للإسرائيليين ضدّ العرب والفلسطينيين. كما سلكت الباحثة المنهج الوصفي في وصف الموقف الإسرائيلي من الثورة المصرية، وكذلك الدور الإسرائيلي في محاولة إخماد الثورة وتجييرها لصالح إسرائيل. وأخيراً اعتمدت الباحثة المنهج التحليلي، الذي مكنها من تحليل البيانات والمعلومات ذات الصلة ونقدها.
وعالجت الدراسة في الفصل الأول الإطار المفاهيمي النظري؛ إذ صاغت الباحثة تعريفاً اصطلاحياً لمفهوم التحول الثوري، وهو انتقال فجائي ومتسارع من حال قائمة إلى أخرى جديدة مختلفة تماماً، هدفه قلب وتغيير الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الرّاهن، واستبداله بوضع آخر يقوده نظام ثوري تُنتجه الثورة، التي تمنح مؤسسات الدولة الوليدة شرعيةً ثوريةً أصيلةً كفلها لها ذلك الانتقال. كما أوردت الباحثة خلال هذا الجزء دوافع وعوامل وخلفيات الثورة المصرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والخارجية. وكما تضمن الخصائص والسمات التي امتازت بها ثورات الربيع العربي عموماً والثورة المصرية خصوصاً. وقد أوردت الباحثة المواقف الرسمية والحزبية والإعلامية في مصر من الثورة، مختتمة الفصل بالحديث عن احتمال تأثر الدور الإسرائيلي في خدمة المصالح الغربية في المنطقة جراء التحول الثوري في مصر وبلدان عربية أخرى.
وقدّمت الباحثة شرحاً تفصيلياً للرؤية الإسرائيلية لتبعات نشوء نظام مصري جديد على الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بشقي القضية الفلسطينية؛ عمليتي المصالحة والتسوية، ولاحتمالات تشكيل محور شرق أوسطي جديد، يؤهل مصر لاستعادة دورها الإقليمي الفاعل في المنطقة، الذي فقدته بفعل صلحها مع إسرائيل.
وعرضت الباحثة في الفصل الثالث تفاصيل الدور الذي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية القيام به في الالتفاف على الثورات العربية، وتغيير مسارها الأصيل، في سياق المحاولات الأمريكية المتتابعة في رسم وصياغة شرق أوسط يتناسب والمعايير الأمريكية والإسرائيلية. كما استشرفت الدراسة مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل، وتنبأت بآفاق عملية التسوية في ظل التحول الثوري في مصر على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وخلصت الدراسة إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية ستتأثر بشكل سلبي، خاصة في حال تأثر العلاقات المصرية الأمريكية، وتخلّص مصر من تبعيتها للولايات المتحدة الأمريكية، وقدرتها على تحقيق حلمها المستطاع والمتمثل باستقلال القرار المصري والإرادة الحرة.