جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


الاستاذ سامر عقروق
مدير مكتب رعاية أصحاب الحاجات الخاصة في جامعة النجاح الوطنية

مقدمة

تعد قضية أصحاب الحاجات الخاصة، ونيلهم لحقوقهم، واحدة من القضايا العالمية، ولا يقتصر الحديث عنها في دولة معينة بحد ذاتها، أو إقليم محدد، ولكن في مختلف دول العالم، على أن هناك تفاوت في نسبة الحقوق وكيفيتها ونوعها، ومستوى الخدمات المقدمة  لهذه الفئة. وهو لا بد من الإشارة إلى أن عدد أصحاب الحاجات الخاصة في المجتمع الفلسطيني في تزايد وارتفاع متواصل ويعود ذلك إلى عدة ، أهمها:

  • الإصابات المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن ممارسات الاحتلال وجنوده، ولعل ما جرى في غزة مؤخرا قد أضاف عدة الآف إلى هذه القائمة.
  • ضعف الرعاية الصحية في كثير من الحالات أدت إلى ظهور عدد كبير من الحالات.
  • ضعف الوعي الصحي لدى الأهالي وضعف إجراءات الكشف المبكر.
  • عدم إتمام الفحوصات الطبية اللازمة من قبل عدد كبير من المقبلين على الزواج وأثناء فترة الحمل.
  • ارتفاع نسبة زواج الأقارب في المجتمع الفلسطيني ولأسباب مختلفة.
  • حوادث السير المختلفة، وإصابات العمل.
  • أسباب أخرى.

كما يدرك الجميع ، وكما تظهر الإحصائيات ، أن الحالات المسجلة كحالات خاصة في المجتمع الفلسطيني ، تزيد على  150 ألف حالة ، على أن هناك عددا كبيرا من الحالات غير مسجل ، وخاصة الإعاقات المرتبطة بالحالات العقلية.

يتناول هذا التحليل، مجموعة من المعطيات والحقائق حول (الحق في التعليم) بشكل عام ، والتعليم العالي بشكل خاص ، ذلك أن فتح باب التعليم على مصراعيه يعد احد أهم القضايا التي إذا تحققت ، ستعمل على تغيير واقع هذه الفئة ، وذلك من خلال:

  • تحقيق التعليم وفتح أفاق المعرفة كهدف.
  • تحقيق الاستقلالية الاقتصادية من خلال فتح أفاق العمل.
  • المساهمة بايجابية في فتح الأفاق الاجتماعية وتحقيق الدمج مع المجتمع.

وسنركز على حق هذه الفئة في التعليم ، وبالتحديد التعليم العالي ، وتأهيل الكوادر العاملة في الجامعات.

الحق في التعليم في القوانين الفلسطينية.

كمدخل للحديث عن الحق في التعليم ، لا بد أن نتطرق إلى بعض النصوص القانونية الأساسية ذات العلاقة بأصحاب الحاجات الخاصة ومنها:

  • البند 9 من باب الحقوق والحريات العامة من القانون الأساسي الفلسطيني ، ينص:
    الفلسطينيون أمام القانون والقضاء سواء لا تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو الدين أو الرأي السياسي أو الإعاقة).
  • الفقرة 2 من المادة 10 من نفس الباب، تنص:
    تعمل السلطة الوطنية الفلسطينية دون إبطاء على الانضمام إلى الإعلانات والمواثيق الإقليمية   والدولية التي تحمي حقوق الإنسان) ، ومنها ميثاق حقوق الأفراد ذوي الحاجات الخاصة للعام 2006 وكذلك ميثاق( التمكين) الخاص بحقوق أصحاب الحاجات الخاصة وكرامتهم.
  • المادة 24 من القانون الأساسي الفلسطيني ، وفي الفقرة 1تنص على ما يلي:
    التعليم حق لكل مواطن وإلزامي حتى نهاية المرحلة الأساسية على الأقل ومجاني في المدارس والمعاهد والمؤسسات العامة).
  • أما قانون المعاقين الفلسطيني رقم 4 للعام 1999 ، فينص على ما يلي:
  • المادة رقم 5 من القانون:
    على الدولة تقديم التأهيل بكافة أشكاله وفق ما تقتضيه طبيعة الإعاقة وبمساهمة لا تزيد عن 25% من التكلفة).
  • المادة 6 من القانون وتنص في مقدمتها
    وفقا لأحكام القانون تعفى من الرسوم والجمارك والضرائب).
    جميع المواد التعليمية والطبية والوسائل المساعدة ووسائط النقل اللازمة لمدارس ومؤسسات المعوقين المرخصة).
  • أما المادة رقم 10 في القانون وفي الفقرة 3 فتنص على ما يلي:
    ضمان حق المعوقين في الحصول على فرص متكافئة للالتحاق بالمرافق التربوية والتعليمية والجامعات ضمن إطار المناهج المعمول بها في هذه المرافق.
    توفير التشخيص التربوي اللازم لتحديد طبيعة الإعاقة وبيان درجتها.
    توفير المناهج والوسائل التربوية والتعليمية والتسهيلات المناسبة.
    توفير التعليم بأنواعه ومستوياته المختلفة للمعوقين بحسب احتياجاتهم.
    إعداد المؤهلين تربويا لتعليم المعوقين كل حسب حاجته.
  • وتنص المادة 14 من القانون على ما يلي:
    على وزارتي التربية والتعليم العالي الفلسطينية تامين بيئة تتناسب واحتياجات المعوقين في المدارس والكليات والجامعات).
  • تنص المادة 2 من قانون التعليم العالي رقم 11 للعام 1998 .
    التعليم العالي حق لكل مواطن تتوافر فيه الشروط العلمية والموضوعية المحددة في هذا القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه).
  • تنص المادة 42 من الدستور الفلسطيني المقترح على ما يلي:
    التعليم حق للفرد وللمجتمع ، وهو إلزامي لكل مواطن حتى نهاية المرحلة الأساسية ، وتكفله الدولة في المدارس والمعاهد والمؤسسات العامة حتى نهاية المرحلة الثانوية ، ينظم القانون طرق إشراف الدولة على أداء التعليم ومناهجه).
    أن ما تم الإشارة إليه أعلاه يعتبر كافيا ومنطقيا من ناحية قانونية لتحقيق أفضل مستويات التعليم لأصحاب الحاجات الخاصة ، على أننا لا بد أن نشير إلى أن الجوانب التنفيذية ما زالت قاصرة حتى تاريخه ، وعدد قليل من الجامعات الفلسطينية قد عمل فعلا باتجاه استيعاب هذه الفئة في العملية التعليمية ، وخلق الأجواء والبيئة المناسبة لذلك.

دور الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الفلسطينية في مجال أصحاب الحاجات الخاصة.

لا بد ، ولتحقيق هدف الاستيعاب الفعلي والمنطقي لهذه الفئة في الجامعات الفلسطينية ، أن يتم تحقيق الأمور التالية والتي تعتبر عند تحقيقها عملية تأهيل مباشر ، وغير مباشر للكوادر العاملة مع هذه الفئة في المؤسسة ذات العلاقة ، ومن هذه الأمور هي .
أولا -  إدراج قضية أصحاب الحاجات الخاصة بندا أساسيا على أجندة التخطيط الاستراتجي للجامعات على أجندات متخذي القرار من أمناء ورؤساء جامعات ، وسيكون من نتائجه أخذ
كافة القضايا المتعلقة بهذه الفئة بعين الاعتبار مثل:

  • وضع سياسة واضحة وممنهجه في موضوع استيعاب فئة أصحاب الحاجات الخاصة وما يرافقها من مفاهيم وخدمات.
  • التأهيل وإعادة التأهيل ، والتدريب المستمر للكوادر العاملة في الجامعات ، بما ينسجم مع تلبية احتياجات هذه الفئة بصورة علمية ، وذلك من خلال العمل على عقد الدورات والورش والدورات التدريبية لهذه الكوادر ، وبصورة دائمة وتخصيص الميزانيات والمشاريع لذلك.

ثانيا - العمل على تقديم المشاريع التي من شانها المساهمة في استيعاب عدد اكبر من هذه الفئة ورفع مستواها ونوعية الخدمات المقدمة لهم.
ثالثا – العمل على تجهيز وملائمة البنية التحتيه الفيزيائية في المباني والمرافق  المختلفة في الجامعة عند التخطيط والتنفيذ ، مثل الممرات المائلة ، ومماسك الأدراج ، الحمامات الخاصة بأصحاب الحاجات الخاصة على الكراسي المتحركة وغيرها من المستلزمات ، مثل أرقام القاعات والأبنية والإشارات العامة بلغة بريل.
إن وجود هذه التسهيلات من الأهمية بمكان ذلك أنها تولد لدى صاحب الحاجة القناعة بأنه موجود في مؤسسة تحترم إنسانيته وقدراته ، وتبذل جهدها لخدمته ، وبالتالي يتولد لديه توجه بالاعتماد على ألذات والتخفيف من فكرة طلب المساعدة من الآخرين ، مما يساهم في رفع معنوياته وتحول تركيزه من تدبر الصعوبات إلى الإنتاج والإبداع .
رابعا – إيجاد الدوائر ، والأقسام ذات العلاقة برعاية هذه الفئة قبل ، وأثناء وبعد دخولها الجامعة  وكذلك بعد تخرجه منها ، ومن هذه الدوائر.

1 - دوائر الإرشاد الاجتماعي والنفسي  ، والخاصة بأصحاب الحاجات الخاصة.

تعيين موظفين من الجنسين للتعامل مع هذه الفئة والاهتمام باحتياجاتها ، وهي التي تقوم بعملية التواصل من خلال جمع  المعلومات ونقلها ، وتحقيق خلق الأجواء الايجابية في هذه القضية ، وتوصيل المعلومات حول الطلبة من هذه الفئة إلى المعنيين من عمداء واساتذه ، وذلك لوضع الأطر اللازمة لدمجهم بطريقة مدروسة .

2 - دوائر الإرشاد الأكاديمي ،  و يتلخص دور هذه الدائرة في العمل مع صاحب الحاجة لاختيار تخصص يتناسب مع قدراته الجسدية ، وتنسجم مع ما هو متوفر داخل الجامعة من أجهزة ومعدات مساندة ، وتتلاءم  مع احتياجات السوق ، والتنسيق مع مدرسي المواد حول احتياجات الطلبة المسجلين لديهم من أصحاب الحاجات الخاصة .

3  - مكتب النشاط الرياضي والثقافي ، الخاص بأصحاب الحاجات الخاصة ( الأنشطة الطلابية) ، وهو ليس منفصلا عن المكتب العام ، ولكن يشرف علية موظف خاص ، والهدف من هذا المكتب هو تفعيل عملية الدمج والمشاركة والتفاعل لأصحاب الحاجات  لهذه النشاطات وسيكون لها تأثير على إحلال وتغيير التوجهات لدى مجتمع الطلبة ومجتمع الجامعة نحو أصحاب الحاجات الخاصة ، مما يتيح أمامهم الفرصة للتميز والإبداع والمنافسة الخلاقة ، وهذا الأمر يساهم في تطوير ألذات ورفع مستوى التقدير الذاتي.

وهنا لا بد من التأكيد والإشارة إلى أن هذه الدوائر بالتعاون مع عمادات التسجيل ومجالس الطلبة ودوائر العلاقات العامة مطلوب منها ، وخلال العام الدراسي ، القيام بجولات ميدانية على المدارس في المرحلة الثانوية ، والإعدادية  وذلك من اجل شرح  الخدمات وعرضها والامكانات والتخصصات المتاحة للطلبة بشكل عام ، وأصحاب الحاجات الخاصة بشكل خاص.

رابعا - إنشاء مكاتب لرعاية أصحاب الحاجات الخاصة ، ويكون عمل هذا المكتب هو المتابعة المتواصلة والدائمة للطلبة المسجلين والمنتسبين للجامعة من هذه الفئة وتقديم الخدمات التالية:
أ – مساعدتهم في عمليات التسجيل الفصلي ، في حال تعرضهم لأي مشاكل ، على أن يكون الطالب قد قام قبلا بما هو مطلوب منه في هذا المجال.
ب- توفير المرشدين الحركيين في حالات الطلبة من أصحاب الحاجات البصرية.
ج – متابعة طباعة الكتب والمناهج ، والنشاطات الأكاديمية المطلوبة ، بنظام بريل للطلبة من أصحاب الحاجات البصرية.
د – متابعة الحصول على الكتب والمناهج المقررة وتحويلها ، من خلال متطوعين ، إلى مادة مطبوعة قابلة للتحويل إلى بنظام بريل في حالات الطلبة المكفوفين.
ه – متابعة توفير كتبة للطلبة الكفيفين في أوقات الامتحانات.
و – حل إشكالات وجود القاعات في الطوابق العلوية إلى الطوابق الأرضية في حال وجود صعوبات في عمليات التنقل.
ز – المساهمة في حل الإشكالات التي قد تنتج في حالات المشاغل الهندسية التي تحتاج إلى حركة معينة ، وخاصة للطلبة ذوي الحاجات الجسدية ، والكراسي المتحركة أو الأطراف وغيرها.
ح – ضمان مساهمة الطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة في مختلف الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية من خلال التنسيق مع عمادة شؤون الطلبة والجهات ذات العلاقة.
ط – تنفيذ دورات للطلبة والمدرسين في مجال لغة الإشارة والإرشاد ، واستخدام الحاسوب المبرمج بلغة بريل.
ي – العمل على إنشاء أقسام في مكتبات الجامعات للطلبة من أصحاب الحاجات البصرية والسمعية.
ك – ضمان وصول الطلبة من مختلف الحاجات إلى الخدمات الأساسية كمكتبات العيادات الطبية في الجامعة ، ومكاتب الإرشاد والنشاطات الطلابية.
ل –  تعيين أشخاص مختصين بنظام بريل للعمل في مختبرات الحاسوب للكفيفين.
م – المساهمة في البحث عن ممولين لقروض هذه الفئة وتوفير المنح لهم.
ن – حل الإشكاليات الاجتماعية النفسية والاجتماعية الناتجة عن عملية الدمج.

سادسا - إيجاد الحوافز المالية ضمن نظام الجامعات.
تشير الدراسات والإحصائيات إن العدد الأكبر من أصحاب الحاجات الخاصة يأتون من اسر وعائلات  فقيرة أو متوسطة الحال من الناحية الاقتصادية والتعليمية ، ولأسباب متعددة وكثيرة لا يمكننا المرور عليها في هذه الورقة ، وبناء عليه فان العوامل الاقتصادية لهذه الأسر غالبا ما تكون سببا لعدم إرسال أبنائها ، من أصحاب الحاجات الخاصة أو من  الآخرين ، إلى الجامعات لاستكمال تحصيلهم العلمي ، لذا كان لا بد للجامعات أن تضع في أنظمتها عدد من الإجراءات لتسهيل انخراط هذه الفئة في التعليم العالي ، ومنها:

أ – قيام كافة الجامعات الفلسطينية بتخصيص 5 منح دراسية للطلبة من أصحاب الحاجات
الخاصة من الحاصلين على معدلات في الثانوية 75% فاعلي في الفرع الأدبي ،و80% فاعلي في الفرع الصناعي والتجاري ، و85% فأعلى في الفرع العلمي ، بشرط أن يحافظ كل من المستفيدون من هذه المنح على معدلاتهم التراكمية بنفس المستوى في الثانوية.

  • تخصيص عدد من المنح الدراسية ، من الجهات المانحة ، أو التي تمول منحا للطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة بشرط التفوق الأكاديمي المشار إليه في البند السابق.
  • تخصيص نسبة قروض أعلى من تلك للطلبة من غير المعوقين للطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة ، تشجيعا لهذه الفئة ، وتكون بعد دراسة متأنية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية للمستفيد.
  • إدراج الطلبة من الحاصلين على معدلات تراكمية تمكنهم من إكمال دراساتهم العليا على قوائم الابتعاث ، وضمن شروط مناسبة ، من خلال علاقات الجامعات الفلسطينية مع الجامعات العربية والأوروبية.

(وكخطوة مهمة في هذا المجال يجب أن يتم الإعلان ولو جزئيا عن هذه المزايا في إعلانات القبول والتسجيل السنوية التي تصدر عن الجامعات ، وطلب الرجوع إلى المواقع الاليكترونية  لهذه الجامعات لمزيد من المعلومات وكذلك وضع هذه المعلومات في باب خاص في دليل الطالب السنوي الذي يصدر عن هذه الجامعات).

خامسا – الزيارات الميدانية.
ولا بد أن نؤكد أن من الأهمية بمكان أن يتم ترتيب زيارات مسبقة للطلبة ، من خلال توجيه دعوات لزيارة الجامعة ومرافقها المختلفة ، وبشكل خاص الطلبة المتوقع تسجيلهم من أصحاب الحاجات الخاصة واصطحابهم في جولة تعريفية لمختلف المواقع التي من المفروض أن يترددوا عليها ، وتعريفهم بالخدمات والمرافق المتاحة التي يمكنهم الاستفادة منها أثناء فترة الدراسة ، مثل المدرجات ، الكافتيريا ، قاعات الرياضة ، والنشاطات اللامنهجيه ، وكذلك قاعات التدريس ، وبعض الدوائر مثل عمادة التسجيل وشؤون الطلبة ومكاتب الإرشاد العيادة وغيرها.

دور الهيئات التدريسيه.

1 - الاجتماعات المسبقة مع الهيئات التدريسيه.

  • تهدف هذه الاجتماعات ،التي ينظمها مكتب الإرشاد الأكاديمي ، بالتعاون مع المكاتب الخدمية الأخرى ، إلى تعريف مدرسي المواد بالطلبة الذين سيدرسون معهم من أصحاب الحاجات الخاصة ، وتعريف الطلبة بالأساتذة في أجواء اجتماعية مريحة ، وهذا الأمر سيكون له اثر ايجابي في كسر الحواجز وخلق أفاق تعاون وتقبل لدى الطرفين ، وتحديد احد أعضاء هيئة التدريس في كل كلية ليكون منسقا للاتصال وللعمل مع الطلبة أصحاب الحاجات الخاصة في كليته.
  • إن هذه الاجتماعات مهمة جدا ، وهي بمثابة تأهيل للطرفين حول إمكانات وأفاق بناء علاقة إنسانية ومهنية ، وبالتحديد تعريف المدرسين من خلال فتح حوار حول احتياجات هؤلاء الطلبة وما هو المتوقع من المدرسين ، هذا ويمكن تنفيذ مثل هذه اللقاءات أما بشكل فردي أو جماعي.
  • ويتم في هذه اللقاءات كذلك فتح حوار مفتوح ما بين المرشد الاجتماعي والأكاديمي وأعضاء هيئة التدريس حول احتياجات الطلبة المنتسبين إلى كليتهم ، ومناقشة تصور هؤلاء المدرسين حول ما هو مطلوب منهم ، وطرح المرشدين إلى ما هو متوقع من المدرسين ، ومثل هذه الحوارات تتم عادة حسب الكليات والتخصصات التي سجل فيها الطلبة من اصحاب الحاجات الخاصة.

ثالثا - دور الطلبة.
يعتبر دور الطلبة في الجامعة ، وكيفية تعاملهم وقبولهم للزملاء الجدد من أصحاب الحاجات الخاصة هو العامل الأكثر تأثيرا ، إيجابا أو سلبا ، على مسيرة  هذا الطالب ، من اجل ذلك يتم عادة تنفيذ حملات توعية بالشكل التالي:
1- حملات عامة من خلال عقد لقاءات في المدرجات الكبيرة وتوزيع نشرات تحمل مفاهيم عامة حول الحاجة الخاصة.
2 - لقاءات قطاعية مكثفة مع طلبة التخصص الذي اختاره الطالب صاحب الحاجة الخاصة ، وبحضور هذا الطالب حيث يبدأ الحديث بأمور عامة ويخصص بقضايا مختلفة منها الطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة.
3- فتح باب التطوع للعمل مع هؤلاء الطلبة ، وتدريبهم على ما هو مطلوب منهم في القطاعات المختلفة مثل:
ولعلنا لا بد أن نركز على التالية، بصورة :

  • مهارات الكتابة في الامتحانات للكفيفين.
  • اخذ الملاحظات الصفية وقراءتها للكفيفين من اجل الطباعة.
  • المرافقة والإرشاد الحركي.
  • المرافقة والإرشاد في التسجيل واختيار الأماكن.
  • 5 – التطوع لطباعة المواد بلغة وورد (Word) للأكفاء لتحويلها إلى بريل.
  • لغة الإشارة.

وهنا لا بد أن نشير إلى أن هذا الأمر يتم من خلال العمل والتنسيق مع مراكز الخدمات المجتمعية في الجامعات.

كيف نتعامل مع أصحاب الحاجات الخاصة.
ما هو التأهيل المطلوب.
ولاستكمال الدور المطلوب على أفضل وجه ، نرى انه لا بد من كافة الكوادر والقطاعات العاملة مع أصحاب الحاجات الخاصة من أساتذة ، وإداريين في الجامعات ، وطلبة ومتطوعين ، وأهالي ، أن يعرفوا بعض المعلومات الأساسية ، وذلك من خلال نشرات مطبوعة ، ولقاءات مفتوحة ، وورش عمل ، ودورات تدريبية ، وغيرها من الوسائل ، بحيث يكونوا مزودين بالتالية ، ومدربين عليها:

  • معرفة سابقة بأنواع الحاجات المختلفة ودرجاتها وأسبابها وتأثيرها على صاحبها.
  • معرفة بوسائل التواصل والاتصال مع أصحاب هذه الحاجات كلغة الإشارة ، وأوليات لغة بريل ، ولو بصورة جزئية والإرشاد الحركي وغيرها.
  • تدريب على أساليب ووسائل التفريغ النفسي في الحالات الحرجة.
  • التدريب على القبول الأكاديمي من حيث طلب الأبحاث وأوراق العمل وغيرها من المهارات الأكاديمية.
  • ضرورة استخدام آليات للابتعاد عن التمييز السلبي ، واعتبار صاحب الحاجة الخاصة إنسانا كاملا بكل ما تحمل الكلمة من معاني.
  • حسن الاستماع والتقبل للحالات المعنية ، والابتعاد عن الطرق المهينة.
  • معرفة جزئية بالقوانين والتشريعات الخاصة بأصحاب الحاجات الخاصة وكيفية المساهمة من اجل تطبيقها عمليا.
  • معرفة بالأنظمة والتعليمات المعمول بها في الجامعة ، والدوائر الخاصة بالتنفيذ.
  • بعض المعلومات الخاصة بالإرشاد الحركي.
  • تنظيم حملات التضامن والدعم مع الأهالي .
  • امتلاك المعلومات التي تؤهلهم لتنفيذ حملات التوعية الاجتماعية ، وبالتحديد مع الطلبة داخل الجامعة والأهالي.
  • أسس العمل التطوعي والعمل مع أصحاب الحاجات.
  • وسائل تطوير الثقة بالنفس وتعزيزها لدى أصحاب الحاجات الخاصة.

خلق التسهيلات الأكاديمية وغير الأكاديمية اللازمة لدمج هذه الفئة في البيئة الجامعية.

  • مختبرات ومشاغل خاصة مثل مختبر الحاسوب لأصحاب الإعاقات البصرية.
  • تخصيص أوقات إضافية لإنهاء المناهج الدراسية للطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة وبالتنسيق مع عمداء الكليات ورؤساء الأقسام.
  • تخصيص كتبة للامتحانات ومتطوعين لأخذ الملاحظات في داخل المحاضرات.
  • مختبر اللغات التابع لكلية الآداب ويمكن لأصحاب الحاجات السمعية الاستفادة منه بصورة كلية.
  • ضمان الوصول إلى المرافق المختلفة في الجامعة مثل المكتبة  والعيادات  والملاعب ، والمدرجات ، والقاعات الثقافية.
  • الوصول إلى المعلومات واستخدام تكنولوجيا المعلومات للطلبة في الجامعة من خلال ضمان الوصول لشبكة الانترنت واستخدام البريد الآلي .
  • توفير المعلومات والوسائل التقنية اللازمة للعاملين من اجل التعامل مع هذه الفئة ، وذلك من خلال النشرات ، واللقاءات الفردية والجماعية في الأقسام والكليات التي يدرس بها الطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة.
  • توفير المعلومات الخاصة من خلال المرشد الاجتماعي ومكتب الرعاية إلى المدرسين المعنيين في حال وجود إشكالات شخصية خاصة بالطلبة أصحاب الحاجات الخاصة ، وخاصة القضايا داخل المنزل والبيئة المحيطة.
  • توفير أماكن الإقامة والسكن أما المجاني أو بالمساهمة لهذه الفئة.
  • توفير مواقف سيارات خاصة بسيارات أصحاب الحاجات الخاصة في اقرب مكان لكلياتهم وللمصاعد وسبل الوصول إلى الأهداف.
  • إصدار النشرات والتعليمات الخاصة بالتسجيل بين الفصول والتعليمات الخاصة بالعطل والدوام بنظام بريل.

جامعة النجاح الوطنية -  نابلس استطعنا أن نحقق مجموعة كبيرة من الخطوات التي جعلت الجامعة محط إقبال للطلبة من مختلف الإعاقات ، ومن هذه الأمور:

  • لا يوجد في جامعة النجاح الوطنية أي تحفظ يتعلق بقبول أي من الطلبة في البرامج الدراسية المختلفة التي يرغب الطالب بدراستها ، بل تعمل على فتح الفرصة لهم للاستفادة من التسهيلات المتاحة للطلبة ، وكذلك من المنح والقروض والتسهيلات المالية الأخرى.
  • كما لا يوجد لدى الجامعة تحفظ في قضية التوظيف والتشغيل في كادر الجامعة بشرط أن يلبي المتقدم الشروط التقنية والفنية للوظيفة المعلن عنها ولا تشكل الحاجة أيا كانت سببا لعدم الاستخدام ، بل إن الجامعة تحرص على مثل هذا التوظيف.
  • وفرت الجامعة أقساما  للخدمات الإرشادية الذي يضم اختصاصين اجتماعيين ونفسيين ( من كلا الجنسين) ، ومنهم من يعمل بشكل خاص مع فئة أصحاب الحاجات الخاصة.
  • دمجت الجامعة  هذه الفئة في الفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية ،  والرياضية بشكل واضح ، وذلك من خلال مشاركتهم في برامج التبادل الثقافي ، والأعمال الفنية كالفرق الموسيقية ، والمسرح والرياضة وغيرها.
  • أسست الجامعة مختبر الحاسوب للمعاقين بصريا  ويخدم 12 طالبا ، من الجنسين ،  يدرسون في مختلف التخصصات ، وكان لهذا القسم دور كبير في توفير المناهج مطبوعة بنظام بريل ، كما عقدت عدة دورات في نفس  المجال لمستفيدين من خارج الجامعة من طلبة وآخرين ، ويتم ذلك بدون إلزام الطالب بأي تكاليف.
  • افتتاح عيادة الأطراف الصناعية والبديلة وهي تقدم خدمات للطلبة والجمهور من خارج الجامعة ، وبدون مقابل.
  • تقديم رزمة متكاملة من الخدمات من خلال ( مركز الخدمة المجتمعية ) التابع للجامعة وهو يقدم مجموعة من البرامج كالخدمة المنزلية لكبار السن والمعاقين ، والعمل في برامج إرشاد مع اسر أصحاب الحالات الخاصة.
  • تأمين المسكن للطلبة أصحاب الحاجات الخاصة ، والعمل مع إعاقات مثل بطيئي التعلم ، وإقامة ورش العمل مع التربية والتعليم حول التعامل مع أصحاب الحاجات الخاصة ، وكذلك الاستفادة من خلال توجيه المتطوعين للعمل مع هذه الفئة سواء في الإرشاد الحركي ، أو طباعة المواد الدراسية لتحويلها إلى بنظام بريل ، وذلك من خلال برنامج الخدمة المجتمعية الذي تطرحه الجامعة.
  • تم إعادة تأهيل الحرم القديم حيث تم بناء وإنشاء الممرات والمماسك وغيرها ، أما الحرم الجديد وكلية هشام حجاوي فقد تم إعدادها بشكل كلي لاستقبال أي نوع من أنواع الحاجات.
  • يحظى الطلبة أصحاب الحاجات الخاصة بمعاملة متميزة جدا من حيث الحصول على المنح والقروض.
  • توفير سكن مجاني لعدد من الطلبة من أصحاب الحاجات البصرية وكذلك توفير وسائل النقل لإيصالهم إلى الجامعة.
  • تحصل هذه الفئة على الرعاية الكاملة ، والمتابعة الكاملة من الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة ونوابه.
  • ربط الجامعة باتفاقيات تعاون ، في مجال البحث العلمي ، حول الحاجات الخاصة ، مع عدد من الجامعات الأوروبية.
  • قامت الجامعة بالتشبيك مع عدد كبير من مؤسسات المجتمع المحلي العاملة بقطاع أصحاب الحاجات الخاصة ، من خلال التعاون مع الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين ، والمؤسسات  ألأخرى ، وذلك من خلال إيفاد كوادرها ، من ذوي الخبرة والاختصاص ، لتقديم الاستشارة والمشاركة في النشاطات المختلفة لهذه المؤسسات ، وتفتح أبوابها لاستخدام هذه المؤسسات لمختلف المرافق المتوفرة لدية.

التوصيات:

  1. إصدار رئاسة الوزراء الفلسطينية ، ومن خلال وزارة التعليم العالي ، قرار بتخصيص عدد من المنح الدراسية في الجامعات الفلسطينية للطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة ، وفق شروط عملية.
  2. عقد ورش عمل بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي والجامعات لوضع دليل خاص بقبول الطلبة (نظام) من أصحاب الحاجات .
  3. قيام وزارة الشؤون الاجتماعية بالمساهمة في تغطية النفقات اليومية لهؤلاء الطلبة باعتبارهم حالات خاصة.
  4. تخصيص الجامعات الفلسطينية لخمس منح دراسية سنويا للطلبة المتفوقين من أصحاب الحاجات الخاصة وفق معايير محددة.
  5. تفعيل دور القطاع الخاص والجهات المانحة ، من خلال الجامعات والوزارات المعنية ، بتخصيص مشاريع لدعم تعليم وتأهيل الطلبة من أصحاب الحاجات الخاصة.
  6. العمل على إنشاء هيئة وطنية تهدف إلى وضع خطة ، بالتعاون مع الوزارات المعنية ،والجامعات ، والمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة ، إضافة إلى جهات ممولة والقطاع الخاص ، بهدف  رفع مستوى الفرص التعليمية المتاحة لهذه الفئة بحيث تخلق التزام عام بهذه الخطة وتنفيذها.
  7. قيام تعاون بين الجامعات الفلسطينية مجتمعة لوضع بنود تدخل ضمن الأنظمة المعمول بها في نظام التعليم العالي ونظام الجامعات بحيث تفتح الباب على مصراعيه لدخول هذه الفئة التعليم الجامعي.
  8. قيام الجامعات ، بالتنسيق مع الجهات الرسمية المختصة ، لتحديد الحاجات الخاصة  ونسبتها ونوع الخدمات المطلوبة ، وتخصيص استمارة معلومات لذلك ، وبناء عليه نقترح استخدام الاستمارة المرفقة بعد الإضافة والتعديل . ( مرفق 1 ) ، علما أن جامعة النجاح قد قامت بتعديل نماذج القبول بإضافة البند المرفق(2).
  9. قيام الجهات المعنية بعملية تقييم دوري لنوعية ومستوى الخدمات المقدمة لهذه الفئة وتطويرها بناء علية.
  10. العمل على إعداد رزمة كاملة من المعلومات والدورات التدريبية لكافة الأطراف ذات العلاقة بالتعامل مع أصحاب الحاجات الخاصة في الجامعات.

© 2025 جامعة النجاح الوطنية