كلية التمريض تعقد دورات إنعاش القلب والرئتين المتقدمة للخداج والأطفال والبالغين
افتتحت عميدة كلية التمريض د.عائدة أبو السعود القيسي دورتي إنعاش القلب والرئتين المتقدمة للخداج والأطفال والبالغين وبالتعاون مع السيد ستيفن سوسيبي مدير جمعية أطفال اغاثة فلسطين والسيدة هدى المصري وذلك باستضافة السيدة لين غراس من سنتياغو في الولايات المتحدة الأمريكية أخصائية في تمريض العناية المكثفة لللأطفال حديثي الولادة لعقد الدورات.
و شمل البرنامج الدورات القسمين النظري والتدريبي بحسب ما قررته الجمعية الأمريكية للقلب والجمعية الأمريكية لطب الأطفال. وشارك في هذه الدورات عميدة كلية التمريض واعضاء الهيئة التدريسية ومدربي التدريب العملي للطلبة في المستشفيات وطلبة التمريض في السنوات الثانية والثالثة والرابعة حيث أوضحت د. القيسي تراوح نسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل تأسيس التنفس الطبيعي بصورة فيزيولوجية فعالة ما بين 5 - 10 بالمئة. ويفيد استخدام مقياس أبغار بعد الدقيقة الأولى في تقرير مدى حاجة الطفل المولود للإنعاش وكل طفل ينقص مقياس أبغار لديه عن (5) يحتاج لإنعاش فوري ويُعتبر مقياس أبغار جيداً إذا تراوح في المجال 8 - 10 ، ووسط في المجال 5 - 7 ، وضعيف في المجال 0 - 4 وأوضحت د. القيسي أن الدورات الخاصة بإنعاش القلب والرئة أصبحت منتشرة جداً ومعروفة بين الأفراد العاديين في الدول المتقدمة خاصة فيما يتعلق بمشاكل القلب لأن الدقائق الأولى تعد الأهم لما قد يسببه عدم وصول الدم الى المخ بدرجة كافية ولوقت كاف من مشاكل ومضاعفات.
تناولت السيدة جراس أفكار أساسية شاملة عن جميع الخطوات لعملية إنعاش الخدج والاطفال حديثي الولادة والبالغين وذلك فيما يتعلق بالادوات المساعدة لعملية الانعاش، والادوية المتعلقة بعملية الانعاش، والمحاذير الخاصة التي يجب الانتباه اليها عند عملية الانعاش، والأخلاقيات والضوابط عند عملية الانعاش.
ثم تم تدريب الطلبة المشاركين على عملية انعاش القلب والرئتين وقد بدأت السيدة جراس بالشرح عن كيفية انعاش الطفل بعد الولادة حيث ذكرت ان بعض الأطفال يحتاجون للمساعدة في بدء التنفس الطبيعي و إن فشل الوليد في البدء بالتنفس الطبيعي بعد الولادة مباشرة يؤدي إلى حالات تهدد حياته وينجم عن ذلك نقص الأوكسجين في الدوران الدموي، إن تعرض الوليد للاختناق بعد الولادة يجعله معرضا لخطر عدم انتظام التنفس في الأيام التالية ولذا يجب مراقبته جيدا بعد إنعاشه خشية تعرضه لاختناق ثانوي بعد الولادة. إن هدف إنعاش الطفل بعد الولادة هو مساعدته على تأسيس تنفس ودوران طبيعي لضمان وصول الأوكسجين وبالمستوى الكافي إلى أعضائه الحيوية.
وقد ذكرت السيدة جراس الحالات التي يمكن أن يحتاج الطفل فيها للإنعاش القلبي التنفسي بعد الولادة مباشرة:الحالات المتعلقة بالولادة: تطاول فترة المخاض لمدة تزيد عن 24 ساعة - تعسر تخلص الكتفين - انسدال الحبل السري - تقلصات رحمية غير طبيعية الحالات المتعلقة بالأم: عمر الوالدة يقل عن 15 سنة أو يزيد عن 35 سنة - عدد الولادات السابقة يزيد عن أربعة - إصابة الأم ببعض الاضطرابات كداء السكري والانسمام الحملي, الحالات المتعلقة بالجنين: خداج - ظهور العقيء في السائل الأمينوسي - تسرع نبضات قلب الجنين (أكثر من 160 / د) أو تباطؤها (اقل من 120 / د) - فتق حجابي وفي حال تلق الأم الماخض المخدرات أو المسكنات القوية.
وبينت إن الهدف الأساسي من إنعاش الطفل هو تأسيس عمليات التنفس والدوران الطبيعي. لذا يتطلب تحفيز التنفس الطبيعي تنظيف الطرق التنفسية من السوائل والمفرزات المخاطية وإدخال وإخراج الهواء من الرئتين عبر تلك الطرق التنفسية وبصورة منتظمة ويُفيد هذا الإجراء في إتمام عمليات التبادل الغازي ووصول الأوكسجين إلى الدوران الدموي والتخلص من غاز ثاني أوكسيد الكربون منه. أما في حال كان معدل نبضات قلب الجنين أقل من 60 نبضة في الدقيقة أو توقف القلب فيجب تمسيده أيضا وبحركات منتظمة لضمان عملية الدوران الدموي.
وقد ذكرت جراس المبادئ الاساسية للإنعاش تتم عن فتح الطرق التنفسية: ويتم هذا عن طريق مص السوائل والمفرزات المخاطية من الفم وفتحتي الانف بواسطة الماصة. ويجب وضع رأس الطفل اخفض من جسمه للسماح للسوائل بالخروج من الطرق التنفسية. وفي حال غياب وعي الطفل يفضل أن يستخدم طريق هوائي وذلك لضمان عدم انسداد الطرق التنفسية باللسان الذي قد يسقط نحو البلعوم عند غياب الوعي ويتم ذلك حالما تنتهي عملية مص السوائل والمفرزات المخاطية. ومن ثم آلية إنعاش الطفل حديث الولادة: وذلك بالضغط باتجاه القلب 90 مرة بالدقيقة – التنفس 30 مرة بالدقيقة.
يفضل استخدام الأوكسجين في حال توفره مكان الولادة في عملية إنعاش الطفل حديث الولادة ويُفضل الاعتماد على حركات التنفس الطبيعية في إدخال الأوكسجين إلى الرئة وإلا كان لا بد من اللجوء إلى التنفس الاصطناعي بالضغط الايجابي المتكرر. أما إذا تعرض الطفل حديث الولادة إلى الاختناق يزداد خطر نقصان معدل نبضات القلب بأقل من 60 في الدقيقة او توقف القلب لديه، وفي حال حدوث ذلك لا بد من القيام بتمسيد القلب الخارجي وبصورة إسعافية وبدون أي تأخير. ويحدث أثناء تمسيد القلب انضغاطه بصورة منتظمة بين العمود الفقري والقص ليتم بعد ذلك تنبيهه وبالتالي استعادة القلب قدرته على الانقباض والانبساط المنتظم الطبيعي (التلقائي).
عند القيام بتمسيد القلب الخارجي لا بد من وضع الطفل بوضعية الاستلقاء على سطح صلب ثم يوضع رأس الإصبع الأول والثاني ليد المنعش اليمنى على النهاية السفلية لقص الوليد ثم يتم الضغط عليها نحو الأسفل بصورة متكررة ومنتظمة وبمعدل 90 حركة بالدقيقة. ويجب الانتباه إلى عدم استخدام قوة زائدة أثناء القيام بهذه العملية لأن الهدف منها تنبيه حركات القلب ويجب أن تترافق هذه العملية بالتنفس الاصطناعي الفموي أو الآلي . يجب مراقبة الطفل بعد الإنعاش: إن تعرض الطفل للاختناق البدئي عند الولادة يزيد من معدل خطورة إصابته بعدم انتظام أو فعالية التنفس الطبيعي لديه وإمكانية حدوث الاختناق الثانوي.. لذا يجب مراقبة كل الأطفال الذين خضعوا للإنعاش بعد الولادة ويُفضل أن يتم ذلك في وحدة العناية المشددة.يجب مراقبة كل طفل خضع للإنعاش بعد الولادة بصورة مستمرة ولفترة ثلاثة أيام بعد الولادة.
وأعطيت دورات أخرى عن كيفية انعاش القلب والرئة وتوقف القلب وتوقف الرئة وانعاشها في الأطفال والبالغين، وقد ينتج عن بعض الإصابات آثار ونتائج قد تتسبب في توقف أهم عمليتين من العمليات الحيوية بجسم الإنسان:- توقف عملية التنفس لدى المصاب وتوقف الدورة الدموية ونبضات القلب.
ويتم مجابهة هاتين الحالتين من خلال إجراء التنفس الصناعي وإنعاش الرئة بالأكسجين (في حالة توقف التنفس) وإنعاش الدورة الدموية من خلال التدليك الخارجي للقلب ( في حالة توقف النبض). أو بكليهما معاً في حالة توقف كلا العمليتين وقد شرحت السيدة جراس للطلبة ايضا كيفية اسعاف المريض المتطور باستخدام الأدوية وادخال انبوب في القصبة الهوائية لمساعدة المريض على التنفس.
وفي الختام ألقت عميدة كلية التمريض كلمة شكر نقلت فيها تحيات رئيس الجامعة أ.د. رامي حمد الله ونواب الرئيس ومدير وموظفي العلاقات العامة والخدمات العامة وأعضاء الهيئة الادارية في جامعة النجاح الوطنية لدعمهم ومباركتهم لهذا النشاط العلمي المتميز.
كما شكرت السيد ستيفن سوسيبي مدير جمعية أطفال اغاثة فلسطين والسيدة هدى المصري والسيدة لين غراس والسيدة هناء عابدين ممثلة جمعية أطفال اغاثة فلسطين في مدينة نابلس وأعضاء الهيئة التدريسية والادارية والطلبة في كلية التمريض وعبرت عن تمنياتها للجميع بأيام علمية مفيدة.
وقدمت عميدة الكلية درع الجامعة الى ستيفن سوسيبي مدير جمعية أطفال اغاثة فلسطين والسيدة هدى المصري والسيدة هناء عابدين والسيدة لين غراس كشكر وتقدير على الجهود الذي تبذلها جمعية أطفال اغاثة فلسطين في رفع المستوى الصحي في فلسطين.