كلية الدراسات العليا توصي بمنح الباحثة سرين عبد الغفور درجة الماجستير في هندسة المياه والبيئة
أوصت كلية الدراسات العليا بمنح الباحثة سرين عبد اللطيف احمد عبد الغفور، الطالبة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية شهادة الماجستير عن رسالتها بعنوان "نمذجة وتقييم اثر تجارة الماء الافتراضي وبصمة الماء على الصراعات على الماء في الشرق الاوسط، وادي نهر الاردن كحالة دراسية".
إن الارتفاع المستمر للطلب على المياه بالتزامن مع ندرة المصادر المائية في منطقة حوض نهر الأردن جعل الحاجة ملحة للبحث عن حلول غير تقليدية لمشكلة المياه، ومن هنا زادت أهمية تحديد كمية بصمة المياه لكافة المستويات ولجميع القطاعات المستهلكة للمياه.
بالرغم من التقدم الكبير الحاصل على مستوى أبحاث بصمة المياه منذ ظهور هذا العلم على يد العالم هوكسترا عام 2003، إلا انه يوجد ندرة في الأبحاث المتخصصة في إيجاد بصمة المياه لأحواض الأنهار وخاصة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية.
الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تحديد بصمة المياه في منطقة حوض نهر الأردن في الفترة الزمنية 2009 إلى 2011 وأيضا تقييم وضع استدامة المياه الزرقاء في المنطقة وذلك باستخدام نسبة بصمة المياه الزرقاء إلى المياه الزرقاء المتاحة وبالتالي استخدام هذه النسبة كمؤشر لوجود ندرة في المياه وتحديد مستوى هذه الندرة.في هذه الدراسة تم اخذ ثلاثة دول من الدول المتشاركة في حوض نهر الأردن هذه الدول هي الأردن,فلسطين وإسرائيل.
أظهرت نتائج هذه الدراسة أن المعدل السنوي لبصمة المياه الزرقاء في حوض نهر الأردن في الفترة نفسها كان حوالي 2657.46 مليون متر مكعب سنويا، النشاطات الزراعية (الزراعة وتربية الحيوانات)كان لها نصيب كبير من هذا الرقم حيث شكلت حوالي 48 بالمائة من بصمة المياه الزرقاء 45 بالمائة للزراعة و3 بالمائة لتربية الحيوانات ز من جهة أخرى شكل قطاع المياه المستهلكة في المنازل 45 بالمائة والمستخدمة في الصناعة حوالي 7 بالمائة.
من خلال هذه الدراسة تبين أن بصمة المياه الزرقاء كانت اكبر بكثير من كمية المياه الزرقاء المتاحة, حيث أن النسبة كانت اكبر من 313 بالمائة، هذه النسبة تعتبر مؤشر على وجود نقص حاد في المياه الزرقاء في المنطقة مما قادنا إلى الجزم بان النشاطات الإنسانية في حوض نهر الأردن تخطت حدود الاستدامة في المياه الزرقاء الموجودة في المنطقة.
إن النقص الحاد في المياه الزرقاء المتوفرة في حوض نهر الأردن سوف ينعكس سلبا على النزاعات المائية حيث انه سيزيد من التوترات والصدامات بالإضافة إلى المشاكل الموجودة أصلا في المنطقة.
إن استخدام بصمة المياه بدل سحب المياه في التقارير المتعلقة باستخدامات المياه سوف تزيد من مصداقية هذه التقارير لان بصمة المياه تعبر عن المياه المستهلكة الحقيقية.
التقليل من بصمة الماء (متر مكعب/طن) في حوض نهر الأردن عن طريق زيادة إنتاجية المياه (طن / متر مكعب) هو مفتاح الحل في الحد من الضغط على الموارد المائية.
ويمكن تحقيق زيادة إنتاجية المياه الخضراء والزرقاء عن طريق تغيير بعض الممارسات الزراعية، وأيضا من خلال استبدال المحاصيل كثيفة الاستخدام للمياه مع أن الاستهلاك المنخفض للمياه.
وضع السياسة المائية الجيدة والسياسة التجارية الوطنية الجيدة في البلدان المتشاطئة في حوض نهر الأردن على المدى الطويليمكن أن يقلل مشاكل ندرة المياه والتوصل إلى استخدام أمثل للمياه.
نظراً للاستهلاك الكبير للمياه على الزراعة فان اختيار المزروعات المناسبة واستغلال المياه الخضراء قد يكون جزء مهم من حل مشكلة استدامة المياه في حوض نهر الأردن.
وتكونت لجنة المناقشة من د. نعمان مزيد مشرفاً ورئيساً، و د. ماهر ابو ماضي ممتحناً خارجياً من جامعة بير زيت، و د. حافظ شاهين ممتحناً داخلياً، و أ.د. مروان حداد ممتحناً داخلياً، وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد اجراء تعديلات.