جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أوصت كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية بمنح الباحث سامر صدقي محمد موسى درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها وذلك عن رسالته التي تقدم بها بعنوان "السيرة الذاتية في ادب توفيق الحكيم".
وقد تناول الباحث في هذه الدراسة مفهوم السيرة الذاتية وخصائصها من خلال مجموعة من مؤلفاته التي اتخذت الطابع الروائي، كما اوضح الباحث علاقة الرواية بالسيرة الذاتية سواء كانت سيرة ذاتية روائية او رواية السيرة الذاتية. واشرف على رسالته أ.د. عادل ابو عمشة، مشرفا رئيسا ود. ابراهيم نمر موسى، ممتحنا خارجيا من بيرزيت ود. نادر قاسم، ممتحنا داخليا.
وبحثت الدراسة مضامين النصوص التي حدّدها الباحث لتوفيق الحكيم، وتناولت العناصر الفنيّة الموظّفة في هذه النصوص للوصول إلى تجنيسها بناء على المعايير التي وضعها منظرو السيرة الذاتية، وجاءت هذه الدّراسة في تمهيد، وثلاثة فصول، ومقدّمة، وخاتمة، ففي المقدّمة بيّن الباحث دور الحكيم في الأدب العربيّ الحديث، وإسهاماته في المسرح، والرواية، والسيرة الذاتيّة، ومكانته الأدبيّة، وعرض فيها منهج البحث، ومحتوياته، والصعوبات التي واجهته، وأهمّ الدراسات السابقة، وتضمّن التمهيد ترسيماً للحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبيّة، ومنها السيرة الذاتيّة والرواية والسيرة الذاتيّة الروائيّة ورواية السيرة الذاتيّة والرسائل واليوميّات والمذكرات والذكريات ليساعد ذلك الدارس في فهم ما يتداخل بين تلك الأجناس وما يتمايز بينها.


وقد حمل الفصل الأول عنوان مضامين النصوص، وتحدّث فيه الباحث عن مضامين النصوص التي حدّدها لهذه الدراسة، وهي عودة الروح (1933)، ويوميات نائب في الأرياف (1937)، وعصفور من الشرق (1938)، و حمار الحكيم (1940)، و زهرة العمر (1943)، و سجن العمر(1964).  وجاء الفصل الثاني بعنوان عناصر رواية السيرة الذاتيّة، وتناول قضايا الميثاق، والشخصيّة والسارد والراوي، والدوافع، والصراع، والحقيقة والخيال، والصدق والصراحة، وبيّن دورها في قضيّة التجنيس. أمّا الفصل الثالث فحمل عنوان ظواهر فنيّة، وهي: العناوين ودلالاتها، واللغة، والحوار، والسرد، وتوظيف الأسطورة، والرمز.

وأورد الباحث في الخاتمة أهمّ النتائج التي توصّلت إليها الدراسة، فالحكيم دوّن تجاربه الشخصيّة، ومراحل حياته من خلال نصوص أدبية، لكنّه تواري خلف رداء الرواية، واستعار عناصرها، حيث تضمنت نصوص (عودة الروح)، و (يوميات نائب في الأرياف)، و(عصفور من الشرق)، و (حمار الحكيم)، مراحل من حياته، وتجارب خاضها، بينما تضمن نص (زهرة العمر) رسائل حقيقيّة بعثها إلى صديقه الفرنسيّ، أمّا (سجن العمر) فمثل سيرة ذاتيّة نقيّة.

ولم يكن الحكيم مدوّنا سيرته، ومترجما لحياته فحسب، بل عيناً ترقب العصر، وتتتبع تغيّراته، وتفضح مواطن الفساد فيه، فتحدّث عن ثورة 1919 في (عودة الروح)، وتعرّض لفساد القضاء، وفقر المجتمع الريفي وجهله في (يوميات نائب في الأرياف)، و(حمار الحكيم)، وأتي على الأدب، والفن، والفكر، والفلسفة، في (زهرة العمر)، أمّا (سجن العمر) فسجّل فيها تاريخ حياته من لحظة الولادة حتى العودة من فرنسا.
وفي نهاية المناقشة قررت اللجنة المشرفة نجاح الباحث وأوصت بمنحه درجة الماجستير في تخصصه.


Read 140 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية