اختتام فعاليات ندوة احياء المدن التاريخية في فلسطين في الجامعة
في إطار دور الجامعة في الحفاظ على التراث الفلسطيني وبالتعاون مع المكتب الفني لإعمار البلدة القديمة في القدس التابع لمؤسسة التعاون ، وضمن إستراتيجيات المؤسستين في وضع الخطط الكفيلة للحفاظ على مراكز المدن التاريخية ، فقد إستمرت جلسات النقاش المختلفة للندوة المتخصصة في احياء المدن التاريخية في فلسطين، حيث تناولت العديد من القضيايا المختلفة حول خطة احياء وتطوير البلدة القديمة في مدينة نابلس التي يعدها لمكتب الفني لإعمار البلدة القديمة في القدس من خلال فريق من الخبراء المختصين من جامعة النجاح الوطنية والخبراء المحليين
وقام العديد من الخبراء بتقديم عدد من أوراق العمل المختلفة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي.
وفي الجلسة الاولى التي أدراتها الدكتورة شادية طوقان مديرة برنامج إعمار البلدة القديمة في القدس تقدم الدكتور علي عبد الحميد مدير مركز التخطيط الحضري والاقليمي في جامعة النجاح الوطنية بورقة عمل حول التخطيط الحضري والتطور المعماري في البلدة القديمة في مدنية نابلس ، وكذلك تحدثت الدكتورة ايمان العمد من الجامعة حول قطاع الاسكان في البلدة.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور يوسف النتشة من دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس والمحاضر في جامعة القدس ابو ديس، قام الدكتور فيصل زعنون من قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية بتقديم ورقة عمل حول الدراسات الاجتماعية والمؤسسات، ثم تحدث الاستاذ عبد الله كلبونة حول الدراسات التايخية.
أما الجلسة الثالثة التي ادارها الدكتور خالد القواسمي نائب رئيس لجنة اعمار البلدة القديمة في الخليل ، فتضمنت ورقة العمل والتي قدمها الدكتور يوسف النتشة حول دور دائرة الاوقاف الاسلامية في حماية الممتلكات الاسلامية في القدس، وكذلك تناولت المهندسة ميرفت منى بعرض ملخص للمسح الميداني للبلدة القديمة في مدينة نابلس، من جهته تحدث المهندس ابراهيم النشاشيبي من مؤسسة التعاون عن استخدام نظام GIS في حوسبة المسح الميداني في البلدة القديمة في مدينة نابلس.
الجلسة الاولى في اليوم الثاني تناولت عرض الدراسات الخاصة بقطاع المياه والصرف الصحي وقطاع النفايات الصلبة وقطاع الكهرباء والمواصلات حيث قام كل من الدكتور محمد المصري والمهندس عاطف ابو جيش والدكتور عمار بريك والدكتور خالد الساحلي من المراكز العلمية في جامعة التجاح الوطنية بتقديم عرضا لهذه الدراسات.
وفي الجلسة التي أدارها الاستاذ اسحاق البرقاوي من كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية تحدث كل من الدكتور حمدان طه وكيل مساعد وزارة السياحة والاثار والدكتور رضا فراوا الخبير الدولي في قوانين التراث الثقافي حول تشريعات التراث الثقافي الفلسطيني والمراحل التي مرت بها مسودة قانون الحفاظ على التراث الثقافي في فلسطين.
وفي الجلسة الختامية للندوة تم الحديث عن تجارب محلية في مجال احياء المراكز التاريخية حيث تحدث المهندس حلمي مرقة من لجنة اعمار الخليل عن تجربة الحفاظ على البلدة القديمة في الخليل، وتحدثت المهندسة نسرين صافي عن تجربة مركز رواق في احياء البلدة القديمة في قرية الطيبة بمحافظة رام الله والبيرة،فيما تحدث كل من المهندسة نهى من مركز حفظ التراث في بيت لحم والمهندس جيوفاني فونتانا من منظمة اليونسكو حول تجربة المركز في الحفاظ على البلدات القديمة في مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، واخيرا تحدثت الدكتورة شادية طوقان عن تجربة مؤسسة التعاون في احياء البلدة القديمة في القدس وعن دور المؤسسة في نقل هذه التجربة الى مدينة نابلس من خلال خطة الاحياء البلدة القديمة والتي تقوم المؤسسة باعدادها بالتعاون مع فريق خبراء من جامعة النجاح وخبراء محليين من مدينة نابلس وبتمويل من الصندوق الاقتصادي والاجتماعي في الكويت.
وفي نهاية الورشة توصل الباحثون الى العديد من التوصيات المتعلقة بالتراث الفلسطينية حيث خلص المشاركون الى ضرورة التنسيق بين القطاعات المختلفة وتكاملها في إعداد خطة احياء وتطوير البلدة القديمة في مدينة نابلس وكذلك العمل على توفير الدعم المالي والفني لوضع هذه الخطة حيز التنفيذ من خلال تمويل المشاريع والانشطة المقترحة من فريق العمل في إعداد الخطة وكذكل تمت التوصية بضرورة تعزيز التنسيق بين المؤسسات المختلفة في المدينة،وعلى راسها بلدية نابلس و اللجنة الاهلية للحفاظ على البدلة القدينة في محافظة نابلس وكذلك غرفة تجارة وصناعة المدينة ، إضافة الى الوزارات والمؤسسات التعلمية المختلفة خصوصا جامعة النجاح الوطنية والتي تلعب دورا هاما في تقديم الدعم الفني والتقني في مجال الحفاظ على التراث الثقافي.
ومن ضمن توصيات الندوة العمل على اعتماد واقرار مسودة قانون الحفاظ على التراث الثقافي في فلسطين من قبل المجلس التشريعي ، بالاضافة الى ضرورة تفعيل التنسيق وتعزيز العلاقة بين الوزارات والجهات المختلفة والمعنية بالحفاظ على التراث الثقافي في فلسطين وحمايته من خلال توفير الدعم المطلوب لتنفيذ مشاريع وخطط احياء وتطوير المراكز التاريخية للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية وتعزيز الوعي والمشاركة المجتمعية في مجال الحفاظ على هذا التراث الذي يعتبر مصدرا رئيسيا لدعم الاقتصاد الفلسطيني الى جانب اهميته في حماية الهوية الوطنية والحضارية وحق الشعب الفلسطيني في البقاء على ارضه ومواجهة جميع المحاولات الهادفة لطمس الهوية الثقافية والتراثية في فلسطين.