نظمت اليوم نقابة العاملين في جامعة النجاح الوطنية وبالتعاون مع كلية الآداب حفل تأبين للمرحوم الدكتور ناجح جرار وذلك بحضور جمع غفير من المدعوين وأصدقاء المرحوم وذويه وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية.
وقد استهل الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم ثم الوقوف دقيقة صمت، تلاه إلقاء كلمات التأبين، وفي كلمته استذكر الأستاذ الدكتور رامي حمد الله رئيس الجامعة الفقيد قائلا: كان الأخ والصديق والزميل والمربي، واستعرض العديد من صفاته الطيبة التي كان لها الأثر في نفوس من عرفه، وتحدث عن دوره في تدريس الطلبة وإدارته لمركز الهجرة القسرية، ثم توجه بكلمة عزاء إلى أسرة الجامعة وأسرة الفقيد وأحبائه.
وعن صبر الفقيد على مرضه تحدث الدكتور إحسان الديك رئيس نقابة العاملين في الجامعة وقال: منذ عامين وناجح صبر صبر أيوب، كما تحدث عن عطاء الفقيد واهتماماته.
وعن انتماء الفقيد وطموحه تحدث الدكتور محمد أبو صفط عميد كلية الآداب وقال: إنه كان انساناً مؤمناً بواجبه ومنتمياً لعمله مثابراً طموحاً للوصول إلى المعرفة والعلم. كما تحدث الدكتور ماهر أبو زنط رئيس قسم علم الاجتماع عن أثر وفاة الفقيد على أسرة الجامعة والفراغ الذي تركه، منوهاً بأن ذكراه ستبقى خالدة في أذهان جميع من عرفه، وفي كلمة الأهل التي تلاها السيد أبو علام جرار نيابة عن شقيق المرحوم وتطرق فيها إلى مكانة المرحوم بين أهله وأحبائه وأصدقائه وطلابه، وشكر جامعة النجاح على هذه المبادرة الطيبة في إقامة حفل تأبين لشقيقه داعياً الله أن يحفظ الجميع من كل مكروه.
وكان المرحوم قد توفي بتاريخ 5/8/2004 عن حياة حافلة بالعطاء والتفاني والجد والاجتهاد، فهو من مواليد قرية جبع قضاء جنين، وقد اشتهر بشغفه بالقراءة والعلم منذ الصغر،، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها، ثم أكمل تعليمه الجامعي فحصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الاسكندرية في العام 1966/1965، ثم نال شهادة الدبلوم من جامعة سوانزي/ بريطانيا في العام 1976، ثم حصل على الماجستير في العام 1984، وتابع رحلته الدراسية ليحصل على الدكتوراة من جامعة أوكسفورد/ بريطانيا في العام 1997. ويذكر أن قضية شعبه ووطنه عاشت معه كل لحظة من لحظات حياته فكان أثناء دراسته سفيراً لقضيته شارحاً معاناة شعبه، موضحاً الظلم الذي تمارسه سلطات الاحتلال في فلسطين. وتقلد خلال سنين حياته في عدة وظائف إلى أن التحق للعمل في جامعة النجاح الوطنية في العام 1985، وخلال عمله في الجامعة عهدت إليه رئاسة جمعية تحسين الوضع السكني في جنين، كما عمل مدرسا ولفترة قصيرة في جامعة القدس المفتوحة في جنين، وبين عامي 96-98 كان مديراً للبرنامج الأكاديمي للهجرة القسرية في الجامعة والذي يعتبر مؤسساً له، وفي العام 1998 ترأس قسم علم الاجتماع في كلية الاداب.
ومن آثاره العلمية تأليف عدة كتب منها " أين القانون الدولي من اللاجىء ... واللاجىء الفلسطيني"، " اللاجىء الفلسطيني .. إلى أين" و " الهجرة القسرية الفلسطينية" وغيرها العديد من الكتب والمنشورات. هذا إضافة الى مشاركته في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية وورشات العمل.
وقد وزعت لجنة التأبين خلال الحفل كتاب اشتمل على سيرة حياة الفقيد، وكلمات التأبين، ، ورسائل وبرقيات تعزية، وترأس عرافة الحفل الدكتور فريد أبو ضهير من قسم الصحافة وعضو الهيئة الادارية لنقابة العاملين.