افتتحت اليوم في مسرح سمو الامير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد في الجامعة فعاليات المؤتمر الطبي الدولي الاول بعنوان " التقدم في رعاية طب الأطفال "، واعلنت كلية الطب في الجامعة عن انطلاق فعالياته تحت رعاية معالي وزير الصحة الدكتور فتحي ابو مغلي، وسيستمر المؤتمر على مدى ثلاث ايام، وذكرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر انه سيشمل محاضرات وورشات عمل لخبراء دوليين من الولايات المتحدة ودول أخرى، وكذلك أوراق عمل مميزة لنخبة من أطباء فلسطين في مجال الرعاية الطبية للأطفال (الصدمات والحوادث والطواريء والاختلالات الخلقية وجراحة الاطفال وجراحة العظام للأطفال والوقاية من الامراض وعرض حالات سريرية والعناية الطبية للاطفال).


وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وزير الصحة، والاستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، والدكتور فاروق عبد الرحيم، نقيب الاطباء – مكتب القدس، والاستاذ الدكتور انور دودين، عميد كلية الطب ورئيس المؤتمر. وافتتحت الدكتورة سمر مسمار، مساعدة عميد كلية الطب للشؤون السريرية، ورئيسة اللجنة التحضيرية عرافة المؤتمر بقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء، ثم تلي السلام الوطني الفلسطيني، ثم تليت آيات عطرة من القرأن الكريم تلاها الطالب محمد الحاج قاسم من كلية الطب. كما شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البروفيسور كي ولكنز، من الولايات المتحدة الامريكية، والبروفيسور كولن جرين من مؤسسة IMET2000 في المملكة المتحدة يرافقه وفد اطباء يتكون من 16 طبيب في تخصصات مختلفة.

بعد ذلك افتتحت فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة للاستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، رحب فيها باسمه وباسم أسرة الجامعة، التي تحتضن العلماء، وأضاف نفتتح اليوم المؤتمر الطبي الدولي الأول باكورة مؤتمرات كلية الطب في الجامعة، ويسعدنا أن يشاركنا الأساتذة والعلماء في علوم الطب في المجالات المتعددة، للوقوف على آخر مستجدات العصر في هذه العلوم، وأشار أن جامعة النجاح الوطنية اهتمت وتهتم منذ سنوات بإنشاء وتطوير كلية الطب، لتكون في مصاف الكليات المرموقة بين كليات الطب العالمية، فاستقطبت وتستقطب المؤهلات العلمية الرفيعة، وتوفير الأجهزة واللوازم الحديثة، واختيار المرافق التدريبية في الداخل والخارج، وافتتحت في هذا العام برنامج شهادة الاختصاص العالي في الطب، صحة العائلة (البورد) وتسعى الكلية للإعداد في العام القادم للبدء ببرنامج علم الأمراض وبرنامج البكالوريوس في العلوم الطبية الأساسية إضافة الى مرحلة البكالوريوس التي ستتخرج الدفعة الأولى فيه في نهاية هذا العام الدراسي. والسعي متواصل لإنجاز المستشفى التعليمي في نابلس من خلال الاتفاقية المعقودة بهذا الشأن مع وزارة الصحة والقيام بالتنسيق مع معالي الأخ الدكتور وزير الصحة الذي يشاركنا الجهود الحثيثة لانجاز هذا المشروع. وقد بدأنا الخطوات العملية في هذا العمل والسعي الدؤوب لتوفير التمويل اللازم ليكون مشفى متقدماً يقدم الخدمات الطبية التدريبية والعلاجية لأن  فلسطين بعامة ومنطقة الشمال بخاصة تحتاج مركزاً طبياً متقدما مما يسهل العلاج ويخفف نفقاته على المرضى ويسهم في الاقتصاد الوطني وخاصة في الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الأهل في السنوات الأخيرة، بالإضافة الى التقليل من العلاج في دول الجوار.

وتطرق أ.حمد الله في كلمته الى أهمية هذا المؤتمر باعتباره باكورة انتاج علمي طبي متميز لكلية الطب في الجامعة لزيادة تعريف الكوادر الطبية بكلية الطب ومرافقها مثل المستشفى التعليمي الذي سيكون بديلاً للمستشفى الوطني بنابلس ومعهد الطب العدلي، بالإضافة الى رفع سوية التعليم الطبي في فلسطين وما يحتاجه من بحث علمي من أجل توفير بيئة تعليمية طبية بالتنسيق محلياً وعربياً ودولياً لاكتمال الحلقة في العمل الطبي من أجل رفع مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة، ولا بد من الإشارة الى أن محاور المؤتمر تتناول جانباً مهماً في نشأة الأطفال وما يؤثر على نموهم الطبيعي المطلوب مثل جراحة العظام، ومعالجة آثار الحوادث، والنواحي الجينية التي يتسبب عنها الإعاقات في النمو، والمناعة وظواهر مرضية أخرى، والتعريف بسبل الوقاية والمتابعة السليمة للحفاظ على الأطفال الذين هم امل المستقبل لكل الأمم والشعوب، وفي هذا العمل فإن إدارة الجامعة والكلية لا تدخر جهداً  في العمل داخلياً وخارجياً لإتمام إنجاز جميع المرافق والمستلزمات لعمل كلية الطب ولا بد لي من تسجيل الشكر والتقدير الى مشاركة الأستاذ المتميز في جراحة عظام الأطفال من جامعة تكساس البروفسور (ويلكنز) رئيس الجمعية العالمية لجراحة عظام الأطفال سابقاً، والشكر موصول الى معالي الأخ الدكتور فتحي ابومغلي وزير الصحة ومساعديه والى الأخ فاروق عبد الرحيم نقيب الأطباء والى جميع المحاضرين والمشاركين.

وتقدم أ.د.حمد الله بالشكر والتقدير للإخوة الأوفياء الذين رعوا إقامة هذا المؤتمر وفي مقدمتهم الراعي الأساسي البنك الإسلامي العربي ومجموعة الاتصالات الفلسطينية، وشركة لين للمعدات وشركة جلاسكو، وجمعية إغاثة الطفل الفلسطيني. والشكر لأسرة إدارة كلية الطب ممثلة بعمادتها والعاملين فيها على جهودهم الخيرة في التحضير للمؤتمر والشكر لكل جهدٍ ساهم في انعقاده. وتقدم بالشكراً للمشاركين والحضور، وفي ختام كلمته تمنى للمؤتمر النجاح الكامل والخروج بقرارات وتوصيات إيجابية ومتميزة من أجل المصلحة العامة.

وبعد ذلك القى الدكتور فاروق عبد الرحيم كلمة رحب فيها بالمشاركين في هذا المؤتمر وتناول خلال كلمته قضايا التعليم الطبي المستمر، وآلية تقديم الخدمة الطبية النوعية للمواطنين، والخطة الوطنية للتأمين الصحي، والواجبات الملقاة على اطباء الاطفال، كما قدم خلال كلمته العديد من النصائح لطلبة الطب بضرورة الاستمرار في طلب العلم حتى بعد التخرج لان علم الطب لا نهاية له، وتمنى في نهاية كلمته النجاح للمؤتمر والخروج بتوصيات مثمرة وبناءة.

وزير الصحة الدكتور فتحي ابو مغلي، بدأ كلمته بتقديم الشكر لجامعة النجاح الوطنية ممثلة برئيسها الاستاذ الدكتور رامي حمد الله وزملائه الذين يصلون الليل بالنهار من اجل تطوير الجامعة والوصول بها الى الامثل، كما قدم شكره للقائمين على هذا المؤتمر الهام والذي يناقش قضايا حساسة جدا تتعلق بالاطفال وتناول ايضا خلال كلمته خطة وزارة الصحة في العمل على تطوير القطاع الصحي والنهوض به وافتتاح المراكز التي تخدم المواطن الفلسطيني في كافة مواقع تواجده.

اما عميد كلية الطب في جامعة النجاح الوطنية الاستاذ الدكتور انور دودين وفي كلمة قصيرة رحب فيها بالحضور والمشاركين جميعا واعلن عن البدء بالتحضير للمؤتمر الدولي الثاني الذي سينعقد في شهر تشرين اول من العام القادم وقدم شكره للزملاء في كلية الطب الذين ساهموا في انجاح انطلاق فعاليات المؤتمر الاول كما قدم الشكر للطلبة المميزين الذين ساعدوا وساهموا بفعاليات المؤتمر.

 وبعد الجلسة الافتتاحية تم افتتاح معرض يشمل العديد من النصائح الطبية.وكان وفد من اطباء كلية الطب في جامعة القدس ابو ديس يرافقهم طلبة الكلية قد حضروا فعاليات المؤتمر، كما اشتمل اليوم الاول ايضا الربط عبر تقنية الفيديو كونفرنس بين كليات الطب في فلسطين- قطاع غزة، الجامعة الاسلامية، وجامعة الازهر.

وشملت الجلسة الاولى من المؤتمر العديد اوراق العمل في مجال الرعاية الطبية للاطفال، حاضر فيها اطباء من الولايات المتحدة وفلسطين، ودول اخرى.