جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


ولد في مدينة حيفا بفلسطين، عاش في لبنان، وعمل في الولايات المتحدة الامريكية، ثم اختلج الشوق في قلبه، وكبر الحنين رويدا رويدا في نفسه، وحن الى من كان يوما وطن الآباء والاجداد ومسقط رأسه، كان مولده في تلك المدينة الساحلية التي تنثر اجنحتها وتتربع على شاطئ البحر المتوسط عام 1946، وبدأت الحكاية مع العالم الطبيب المتخصص في الاعصاب رفعت بشير.
يقول البرفسور رفعت بشير" هاجرت مع اهلي يوم نكبة فلسطين الى لبنان وترعرت ونشأت وعشت أيام طفولتي ودرست في مدارس خاصة الى أن تفوقت في البكالوريا اللبنانية طاويا بذلك الصفحة الاولى من طفولتي وشبابي ودراستي الاولى ".
يضيف البرفسور بشير، ثم طرقت باب الجامعة الامريكية في العاصمة اللبنانية بيروت، كان ذلك عام 1967، الى أن تخرجت منها طبيبا عام 1974، طاويا بذلك صفحات أخرى من مسيرتي الطويلة.كانت المحطة التالية في جامعة تينيسي في ولاية بوسطن الامريكية، والتي تخرجت منها طبيبا مختصصا في أمراض المناعة بالأعصاب،  حيث دخل الطبيب بشير باب الطب من أوسع أبوابه، وقد أبتدأ العمل بخطوات متسارعة من عام 1980، حتى توج جهوده بالعمل في مستشفى ماس جنرال الملحق بجامعة هارفارد، وكانت نبراسكا محتضنة للفلسطيني الموهوب منذ عام 1988 وحتى عام 2002.
لم تكن درجة الاستاذية التي حصل عليها من جامعة نبراسكا عام 1993 خاتمة علمه، حيث يشير البروفسور الى أن العلم لا يتوقف عند درجة الاستاذية، وإن كانت في أعرق وأغزر العلوم كالطب، بل إن العلم يقفز حتى يصل الى ما بعد بعد الحدود.


ويستمر مشوار الابداع أكثر فأكثر، حتى يصل الى رئاسة قسم الاعصاب بجامعة نبراسكا، ليكون الدكتور بشير من الفلسطينيين اللامعين في القارة الامريكية.
ويضيف البرفسور بشير الى أنه عمل طبيبا للاعصاب بنبراسكا من الفترة الممتدة من عام 1993 الى عام 2000، وعمل أيضا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لمدة ست سنوات.
يقول البروفسور بشير أنه نشر ما يزيد على 66 بحثا عن أمراض مناعة الاعصاب، مما له علاقة بأمراض السرطان والمناعة والدماغ، خاصة مرض التصلب الصفائحي، وقد نشرت هذه الابحاث في مجلات عالمية محكمة مختصة بطب الاعصاب ومن أهمها نورولوجي واناليز نورولوجي ونيرون كولوجي.
ويؤكد الطبيب الفلسطيني على أن مستوى التدريس في جامعة النجاح الوطنية يجب أن يضاهي الجامعات العالمية المرموقة، وأن يكون على مستوى راق متقدم متنوع ، خاصة أن كلية الطب بمرحلة الانشاء والنمو، فإن من اولى واجباتنا الارتقاء بهذه الكلية الى مصاف الكليات العالمية.
ويشيد عالم الطب بأسلوب التعليم الالكتروني ويصفه بالطريق الى المستقبل الالكتروني، اذ ان معظم الصحف المرموقة عالميا والمجلات المتميزة أصبحت اكترونية مما يزيد المعرفة ويسرع الخطى نحو المزيد من السرعة في نقل المعلومات، الأمر الحيوي الذي يشكل شريان الطب ومما يضخ الدم في هذه الشرايين المواقع الالكترونية التي تُغذى بالمعلومات المفيدة.
ويستبشر البروفسور باسلوب المحاضرات المصورة يقول أن المحاضرات المصورة تسهل التعليم والمعرفة على الطلاب ويساعد على الفهم بصورة جلية واضحة.
يركز الدكتور بشير على الشبكة العنكبونية الدولية " الانترنت" بقوله " الانترنت ثورة في التعليم، تماما كقيادة السيارات فهي تحتاج الى مهارة وخبرة ومعرفة جيدة بقوانين القيادة، فأنت عندما تكون على الانترنت فانك في طريق سريعة وعليك أن تعرف وتستكشف كل السبل الموصلة الى هدفك في هذه الطريق، وكيف تستطيع القيادة ان لم تستكشف، وكذلك فإن الانترنت بحر فعليك أن تكون سباحا ماهرا كي تصل الى الجزيرة التي تريد ".

البحث العلمي في فلسطين

" البحث العلمي الآن في فلسطين يمر بمرحلة الطفولة وهو بحالة تطور، والمهم هنا هو أن ينمو بطريقة صحيحة وهذه هي وظيفة الجامعة " هذا ما ذكره البروفسور بشير فيما يتعلق بالبحث العلمي في فلسطين.
ويسترسل قائلا " العلم طرق وادوات، فإن علمت شيئا فقد تنساه بعد بضع سنين، أما إن تعلمت كيف تستخدم الادوات وتبحث عن المعلومة وتزيد من المعرفة فقد وصلت الى المعلومة الجديدة، فعلى التعليم الجامعي ان يعلم الطلبة كيف يبحثون عن المعرفة بطرق تظل معهم حتى آخر العمر، لا أن ينساها بعد عشر سنين.

ويعود بالذاكرة الى الوراء الى فلسطين الاربعينيات، حيث الشعراء والكتاب والعلماء، حيث كانت فلسطين الاولى عربيا علميا وثقافيا وفكريا، ووظيفة العلماء اليوم أن تساعد الناس على فتح عقولها، لأن العلم لا يأتي بيوم وليلة.
الطالب الفلسطيني في نظر البروفسور الفلسطيني رفعت بشير لديه طموحات كثيرة وتحديات كبيرة في الان ذاته، فأن يكون المرؤ فوق التحديات فهذا امر غير سهل، وعلى الجامعة ان تشتغل على المؤهلات وتعمل على تحسينها.
ولكل منا مثل أعلى أخذ بيده أو ساعده أو أحبه، ويحدثنا الدكتور بشير عن مثله الاعلى  الطبيب جون ويتكر وقال عنه " إنه اخذ بيدي عندما تدربت معه في أميركا حين وصلتها، وأثر في كثيرا فهو الذي عبد الطريق أمامي في مجال الاعصاب والبحث العلمي".يحث البرفسور رفعت بشير على العمل الجاد والنوعية العالية، ، ونأمل نحن أيضا أن يفتح ابناء فلسطين قلوبهم وعقولهم للاستفادة من هذا العالم الكبير.


Read 2031 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية