أكد الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، والسيد تد بيكاني سفير جنوب أفريقيا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية على عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني وشعب جنوب أفريقيا، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقداه في جامعة النجاح الوطنية والتي استضافت اليوم احتفالات ممثلية جنوب أفريقيا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بإحياء فعاليات يوم المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا وذلك في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز.

وحضر حفل افتتاح الفعاليات سفير جنوب أفريقيا السيد بيكاني وسعادة سفير بولندا السيد بيتر بوختا، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، ومحافظ نابلس د.جمال محيسن، ورجل الأعمال الفلسطيني السيد منيب المصري، وبمشاركة عدد من الشخصيات الوطنية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المحلي في المدينة.بالإضافة إلى حشد من طلبة الجامعة وعدد من المدعوين ووسائل الإعلام المختلفة.

وقبل البدء بفعاليات المصالحة عقد سعادة السفير وأ.د. حمد الله رئيس الجامعة مؤتمرا صحفيا مشتركا حيث أكد الطرفان خلاله على أهمية التعاون بين الجامعة وممثلية جنوب أفريقيا، كما أعرب سعادة السفير عن تقديره للأستاذ الدكتور رامي حمد الله ولجامعة النجاح الوطنية على استضافة هذا النشاط الخاص بجنوب أفريقيا.

وفي بداية الاحتفال الذي أداره الدكتور نبيل علوي مدير دائرة العلاقات العامة في الجامعة، عزف السلامان الوطني الفلسطيني، والسلام الوطني التابع لجمهورية جنوب أفريقيا ثم قدم الأستاذ الدكتور رامي حمد الله كلمة الجامعة والتي أكد خلالها إن العلاقة بين الشعبين والقيادتين في جنوب إفريقيا وفلسطين نشأت منذ عشرات السنين وتعمقت هذه العلاقات بين الرئيس نلسون مانديلاً والرئيس الراحل ياسر عرفات وتعددت اللقاءات بينهما انطلاقاً من فلسفة العمل من أجل الحرية واستشراف المستقبل، فتواكبت مراحل النضال في فلسطين بقيادة المرحوم الرئيس ياسر عرفات وفي جنوب أفريقيا بقيادة نلسون مانديلا الذي يعتبر رمزاً من الرموز العالية في إحقاق الحق للإنسان في الحرية والحياة الكريمة في معادلة مشاركة الإنسان مهما كان انتماؤه أو ديانته أو عرقه لأن الإنسان كرمه الله بإنسانيته ومن هنا استخدم الرئيس مانديلا تجميع نقاط قوة شعب جنوب أفريقيا مع شعوب العالم ليؤكد حق شعبه وبلاده فشكل التكامل الشعبي في المحافل الدولية فثبت حتى حقق أهداف شعبه، وفي قوله من كتابه طريق طويل إلى الحرية يقول الرئيس مانديلا:" لقد فقدت في لحظات كثيرة إيماني بالإنسانية، ولكن لم أكن أبداً مستقبلاً لأن استسلم لليأس، هذه كانت الطريق من أجل هزيمة الموت"،وأضاف د.حمد الله إن جمهورية جنوب أفريقيا بقيادة الزعيم نلسون مانديلا حققت المساواة بين الإنسان الأبيض والأسود وهي بهذا تحتفل سنوياً بيوم المصالحة للتواصل مع المستقبل الجديد في الحرية والأمل والبناء من أجل السلام والاحترام المتبادل والعيش الكريم مع الجميع ومن أجل الجميع.وأضاف إننا في فلسطين وجامعة النجاح نتطلع إلى مزيد من أواصر التعاون والعمل البناء مع حكومة وشعب جنوب أفريقيا لأن بيننا الكثير من الأهداف المشتركة في الحرية والمستقبل للتخلص من جميع تبعات العنصرية والقهر.

أما في كلمة جنوب أفريقيا والتي ألقاها السفير فقد تقدم في بدايتها باسم الحكومة والشعب في جنوب أفريقيا بجزيل شكره لجامعة النجاح الوطنية ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور رامي حمد الله على احتضانها احتفالات جنوب أفريقيا بيوم المصالحة الوطنية، وذكر خلال كلمته أن يوم المصالحة في جنوب أفريقيا هو يوم لإنهاء حالة العنف والظلام التي كانت تسود بلاده خلال حقبة زمنية معينة، مبينا أن بلاده اتخذت قرار جرئيا بعدم العودة إلى الماضي الأسود الذي كان يعم البلاد. كما أشار أن المصالحة لا تعني نسيان ما مرت به البلاد في الماضي وهي ليست حدث عابر بل هي عملية مستمرة، وذكر أن فلسطين بحاجة ملحة إلى الوحدة الوطنية ووجه كلمته إلى طلبة الجامعة حيث اشارالى أنهم قادرون على التغيير من اجل فلسطين خالية من هذه المظاهر.

وبعد ذلك تم عرض فيلم يعرض طريقة الحياة الصعبة التي كانت جمهورية جنوب أفريقيا تعيشها في فترة معينة، وتناول الفيلم أيضا عملية الإصلاح والبناء التي خاضتها البلاد ومازالت.

وبعد العرض دار نقاش بين الحضور وسعادة السفير حول الأحداث التي دارت في الفيلم وقام بدوره بالإجابة على استفسارات الحضور.


وكان الأستاذ الدكتور رامي حمد الله قدم درع الجامعة هدية تذكارية لسعادة السفير الذي قام بدوره بإهدائه هدية تذكارية تمثلت ببعض الأدوات التي كانوا يستخدمونها في الحرب والتي تحولت بعد المصالحة إلى تحف تستخدم في البيوت.