برعاية فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية:جامعة النجاح الوطنية تطلق شعلة احتفالات تخريج الفوج الثامن والعشرين من طلبتها بحضور ممثل عن الرئيس ابو مازن وبمشاركة شخصيات سياسية ووطنية
انطلقت في جامعة النجاح الوطنية اليوم الاربعاء احتفالات تخريج الفوج الثامن والعشرين من طلبة الجامعة وذلك تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس، وبحضورالدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا عن سيادة الرئيس محمود عباس، وحضور عدد من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبار المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية وعدد من اعضاء المجلس التشريعي ورجال الدين المسلمين والمسيحيين والسامريين وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية، وذوي اوائل الطلبة الخريجين.
واقيم الحفل في مسرح الامير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد في منطقة جنيد غرب مدينة نابلس.
وبدأ الحفل بدخول موكب أوائل الكليات والأقسام في الجامعة الى المسرح تلاه دخول موكب المساعدين والنواب والعمداء ومدراء المراكز والأقسام ثم موكب أ.د. رامي حمد الله رئيس رئيس الجامعة والاستاذ صلاح المصري رئيس مجلس الامناء وأعضاء مجلس الامناء، وبعد ان اتخذ كل مكانه في المسرح الهادئ المتكامل التجهيزات الفنية الراقية عزف السلام الوطني الفلسطيني ثم تليت آيات عطرة من القرآن الكريم. وبعدها اعلن الاستاذ الدكتورخليل عودة، عميد كلية الآداب في الجامعة وعريف الحفل انطلاق الاحتفالات الرسمية بدعوة السيد الاستاذ صلاح المصري رئيس مجلس الامناء الى القاء كلمته التي رحّب فيها بالحضور والطلبة الاوائل واهاليهم وقال: " في كل عام نجتمع معاً في يوم يتميز بين أيام السنة نقيس فيه العمل والإنتاج وأمام مواكب الخريجين تهدأ النفس ويرتاح الفؤاد برؤية شبابنا وشاباتنا الذين حملوا العلم سلاحاً والتفكير منهجاً والسلوك القويم طريقاً. اندفعوا بإيمانهم بأنفسهم وبمحبتهم لبلدهم فنالوا اليوم شهاداتهم التي هي ثمار جهودهم وجهود أسرهم عبر السنين. كلنا نهنئهم ونبارك لهم ولأسرهم تخرجهم."
واضاف " نعيـش في هذه الأيام ظروفاً قاسية جداً تشمل الغالبية العظمى، فرص العمل، الدخل الفردي، حرية الحركة بين مدن البلاد وقراها، إلى غير ذلك من العوامل، التي تعكر صفو النفس، ونحن غير قادرين على إيجاد الحلول حتى البسيطة لقضايانا المصيرية نتيجة اهتمامنا بالأمور الفئوية والفردية والمادية التي جنحت بنا سلبياً لسنوات طويلة خلت، فالهوية الفلسطينية والعربية تتجاذبها الأخطار من الذين يسعون دائماً إلى شق الصف بجميع الوسائل يركزون على العقيدة والفكر في تعزيز لمفاهيم الهوية الضيقة والطائفية والمذهبية بل والعشائرية فمن فلسطين، إلى لبنان إلى السودان واليمن، فأين وحدة الهدف والمصير.
ووجه الاستاذ المصري نـداءً ومناشـدةِ إلى المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الأخ الرئيس "محمود عباس" والحكومه الفلسطينية وعلى رأسها دولة الأخ الدكتور سلام فياض، للنهوض باقتصاد محافظة نابلس، وقال: "إننا وجميع المواطنين في نابلس نشعر بالضيم الذي وقع على المحافظة، مدينة وقرى ومخيمات لأن المشاريع الموعودة لم تنجز حتى الآن، والبطالة تزداد والفقر ينتشر"، وناشد رجال الأعمال للحد من البطالة والفقر، لأن الأمر يزداد استفحالاً ويولد شعوراً بالظلم والإحباط ومع تزايد هذا الشعور وقال: " نخشى أن يتحول هذا الشعور إلى أمور لا تحمد عقباها، والدعوة موجهة إلى كافة المواطنين الذي تقع عليهم أيضاً مسؤولية حماية ودعم هذه المحافظة بكل الوسائل والسبل البناءة.
وتابع القول نحن أمام تحديات مصيرية إن بقينا هكذا نسير إلى الهاوية التي لا رجعة فيها لا سمح الله، فالمسؤولية تقع على الجميع مفكرين ومعلمين ومسؤولين وأئمة وشباب فلنقرأ التاريخ قراءة تعليلية ليـكون لنا عبرة، فـأعداؤنا أقـوياء لأننا ضعفاء.
واضاف انطلاقاً من هذه المفاهيم فإن دور الجامعات ومنها جامعة النجاح الوطنية منذ أن وضع المؤسسون وثيقتها التأسيسية فكرياً وتربوياً وعلمياً أدركو بأن الثقافة هي المحرك الفاعل لشخصية الشعوب، وجدير بنا أن نكون متمسكين بالأصول الحضارية لأن أجدادنا وعلماءنا كانوا سباقين إلى الإسهام فيها بجدية وعمـق.
ونحـن في جامعة النجاح نؤمن بأن طريق البحث العلمي سبيل أساسي لتنمية المجتمع في مختلف المجالات لأن لدينا باحثين وعقولاً نيرة تستطيع أن تؤثر ايجابياً ودليل ذلك أن علماءنا انتجوا بتميز حين توفرت لهم البيئة العلمية والبحثية حين ارتحلوا إلى البلدان المتقدمة، والمسؤولية هنا تقع على عائق الجهات المسؤولة في الوزارات في رصد الموازنات المطلوبة والضرورية لتشجيع البحث العلمي في كافة مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية، لأنه في وقتنا الحاضر يقاس تقدم الأمم بنوعية البحث العلمي ومقاصده.
واوضح ان مجلس الأمناء في الجامعة يتعاون مع إدارة الجامعة لتيسير الأمور فيما يخدم مسيرة الجامعة بكل مجالات العمل الجامعي، وهذا التعاون والجهد الموصول من أسرة الجامعة وصل بالجامعة إلى السمعة المرموقة في الداخل والخارج في تقييم البرامج العلمية والحصول على الجوائـز العلمية من جهات لها قيمة علمية وأكاديمية.
وتقدم بالشكرللمتبرعين والمؤسسات الداعمة والأصدقاء الدبلوماسيين والملحقين الثقافيين والقناصل من العرب والأجانب في الممثليات لدى السلطة الوطنية الفلسطينية والخارج.
كما قدم الشكر لفخامة الرئيس محمود عباس وإلى دولة الدكتور سلام فياض على تواصلهم مع الجامعة والشكر موصول لكل جهد وفي من أجل مسيرة هذه الجامعة والمصلحة العامة للأهل والوطن.
وفي ختام كلمته تقدم بالشكر إلى إدارة الجامعة وعلى رأسها أ.د. رامي حمد الله رئيس الجامعة والى الهيئتين التدريسية والإدارية وإلى اعضاء مجلس الأمناء، وتقدم بالتهنئة والتبريك إلى الخريجات والخريجين وإلى أهلهم وأسرهم وإلى فلسطين حكومة وشعباً بهذه الإنجازات الكبيرة، وتمنى دوام تواصل الخريجين مع جامعتهم أينما كانوا لما فيه خير الجميع، شكراً لكم جميعاً.
وبعد ان القى السيد صلاح المصري رئيس مجلس الامناء كلمته تقدم الاستاذ الدكتور رامي حمد الله ربان هذا الصرح العلمي الشامخ وقائد مسيرة العمل والبناء والتخريج ليقف شامخا امام جموع الناس والطلبة قائلا في مستهل كلمته قال فيها: اهلا وسهلا بكم في صباح مشرق من صباحات فلسطين الذي يطل علينا اليوم من صرح جامعة النجاح الوطنية التي تتحدى الحاضر الصعب لترسم ملامح المستقبل الواعد لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تؤسس لاجيال تتطلع الى الحرية والاستقلال، وتحمل راية العطاء في وطن يستحق منا الكثير"، واستذكر في كلمته سيرة الشهيد الراحل ياسر عرفات ووجه التحية الى اسرى الحرية خلف القضبان، وتمنى لهم الفرج القريب، كما توجه بالتحية الى فخامة الرئيس محمود عباس داعيا الله ان يوفقه من اجل تحقيق الاهداف الفلسطينية والوصول بنا الى شط الامان، واضاف ان الجامعة التي انشئت قبل ثلاثة تحتفل لتكون شاهدا على العبقرية الفلسطينية القادرة على صنع العقول الخلاقة في اصعب الظروف واكثرها قسوة، واضاف لقد اعتمدت الجامعة منذ تأسيسها على ثلاثة ركائز توفير التعليم الجامعي لطلبة فلسطين في داخل الوطن وخارجه، ومواكبة احدث المناهج والاساليب التربوية في التعليم وفق المقاييس العالمية، وخدمة المجتمع وتوفير الكفاءات العلمية المؤهلة تأهيلا جيدا، حيث استطاعت الجامعة بفضل جهود السابقين واللاحقين ان تحقق هذه الاهداف بتميز واقتدار حتى غدت جامعة النجاح من اكبر واهم الجامعات التي يشار اليها بالبنان فحيثما يكون التميز تتربع جامعة النجاح بشموخها المعهود ومكانتها المميزة في محافل العلم ومجالس العلماء. واستذكر أ.د. حمد الله نخبة مؤسسي الجامعة الذين زرعوا لنحصد ثمار زرعهم وعلى رأسهم شيخ ومؤسس هذه الجامعة معالي المرحوم حكمت المصري، وزملاؤه الذين نذكرهم في كل انجاز يتحقق على ارض هذه الجامعة.
واشار اننا في جامعة النجاح لا نسعى الى الوصول حيث يقف الاخرون ولكننا نجتهد لنسبق الاخرين ونتقدم خطوات واسعة الى الامام، واشار الى الانجازات التي تحقق على ارض الواقع وبين ان الجامعة تكبر مع هذه الانجازات، كما تطرق في كلمته الى المياني الجديدة التي هي في طور الاستكمال وكذلك الانجازات الاكاديمية التي تفتخر بها الجامعة، وتناول الجوائز العلمية التي حصلت عليها الجامعة في المحافل العربية والدولية والمحلية وذكر العديد من هذه الجوائز ومنها جائزة عبد الحميد شومان، وجائزة سانت اندرو العالمية، وجائزة هشام حجاوي والعديد من الجوائز الاخرى، كما تطرق الى تقييم البرامج الاكاديمية حيث حققت الجامعة اعلى المستويات في هذا المجال، كما احتلت الجامعة موقعا مميزا بين المواقع الالكترونية الاكثر تصفحا في الشرق الاوسط، حيث بين ان الجامعة تحتل المرتبة الثانية في قائمة المواقع مطالعة على مستوى جامعات الشرق الاوسط، والمرتبة الاولى على مستوى فلسطين، والمركز الثاني والثلاثين على مستوى جامعات العالم، وعن مستوى البرامج التي تطرحها الجامعة فقد حققت انجازا باعتماد كلية الطب البشري من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، كما تم اعتماد برامج القبالة القانونية واعتماد كلية التربية الرياضية، كما ان الجامعة تنتظر اعتماد برامج اخرى.
وبين ان الجامعة تسعى دائما الى التميز والابداع والخصوصية، وهي لا تقف عند حدو الانجازات التي حققتها وانما تسعى دوما الى المزيد، وتقدم بالتهنئة الى اول فوج تخرجه الجامعة من طلبة كليتي التمريض والبصريات وقال ان الجامعة على موعد في العام القادم لتخريج اول فوج من طلبة كلية الطب.
وقدم التهنئة للخريجين وبارك لهم تخرجهم وحصولهم على الشهادات العلمية كما تقدم بالتهئة الى ذويهم الذين انتظروا بفارغ الصبر هذا اليوم.
ممثل السيد الرئيس حمود عباس ابو مازن د. عريقات، ابن جامعة النجاح الوطنية القى كلمة الرئيس مستذكرا ثلاثين عاما مضت كان فيها عريف حفل تخريج الفوج الاول للجامعة واليوم يقف ليلقى كلمة في الخريجين للفوج الثامن والعشرين، وتقدم باسم رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وباسم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية باحر التهاني والتبريكات للطلبة الاوائل في الجامعة متمنيا ان يكون يومهم هذا يوم امل لاهلهم وذويهم وجامعتهم، وناشد الخريجين ان يكونوا سفراء خير لبلدهم وجامعتهم لان المسؤولية تقع على عاتقهم اليوم ولان العقول هي الشهادة الحقيقية لهم، ودعاهم ان يكونوا اصحاب الحكمة والمعرفة، واضاف ان جامعة النجاح الوطنية مجمع العقول البشرية ففخرا لهم انهم تخرجوا منها واشار ان جامعة النجاح ومدينة نابلس بشكل عام نقطة الارتكاز الفلسطيني وعصب الاقتصاد والثقافة. وقال في ختام كلمته هنيئأ لجامعة النجاح الوطنية تخريج فوجها الثامن والعشرين فهي صانعة المجد الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية.
اما الطالبة الاولى على الجامعة والحاصلة على معدل 94.4% في كلية الهندسة تخصص هندسة حاسوب وهي منار لؤي عمر قمحية فقدمت كلمة مقتضبة قالت فيها "إنه لشرف لي أن أقف أمامكم في هذا اليوم المبارك في هذا الحشد الطيب الذي يشع منه نور العلم والمعرفة ويتسلح بالعطاء والوفاء للأهل والوطن، وأنا منكم اعتبر هذه الوقفة امامكم وقفة يُتوج فيها الجد والدراسة والاجتهاد على مدار سنين قضيناها في أحضان جامعة النجاح الوطنية، التي كانت وما زالت منارة للعلم والابداع، تتحدى بجهود أبنائها والعاملين فيها أصعب الظروف وأحلك المحن لتصنع غداً مشرقاً لوطن عظيم.
واضافت نقف اليوم أمام طريق جديد، يختلف كل الاختلاف عن كل ما عهدناه سابقاً، فلنتخذ العلم والاخلاق الكريمة سلاحاً نشق به الطريق، وإني لأدعوكم كما أدعو نفسي لأن نثابر على تعلم كل ما هو جديد، فبالعلم ترقى الامم، وبه تزهو وتنمو.
وتقدمت بالتهنئة والتبريك الى الاهل الكرام، الذين كابدوا مصاعب الحياة، وكانوا خير معين لأبنائهم على الدراسة والاجتهاد، وحرصوا على توفير الحياة الكريمة لهم، فمبارك لكم نجاح أبنائكم.
وفي الختام، قالت: "يملأ نفسي شعور الاعتزاز والوفاء لأهل ضحوا وسهروا معي لأكون من الذين رسموا التميز والتفوق طريقاً لهم، ويسعدني أن أتقدم بالشكر والتقدير لأساتذتي الافاضل ولجامعة النجاح بادارتها وموظفيها ومجلس أمنائها على ما بذلوه من جهود مباركة، لترقى الجامعة بين مثيلاتها في الوطن العربي والعالم." وقدمت شكرها الى عائلتها وكل من ساندها حتى وصلت وصلت الى ماهي عليه الآن.
وتخلل حفل التخريج عرض فيلم من انتاج اذاعة جامعة النجاح الوطنية عام 2008 اعد خصيصا لهذا الحفل، كما قدمت جوقة الجامعة العديد من الفقرات الموسيقية حيث غنوا للارض والوطن، وفي نهاية الحفل قام كل من أ. رئيس مجلس امناء الجامعةن وأ.د. رئيس الجامعة، ود. ممثل فخامة السيد الرئيس بتوزيع الشهادات والهدايا على الخريجين.