بمشاركة واسعة من أكاديميين فلسطينيين في المهجر والشتات... إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في جامعة النجاح الوطنية
إنطلقت يوم الأربعاء الموافق 10/4/2013 أعمال المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح الوطنية، وذلك بمشاركة واسعة من أكاديميين فلسطينيين في المهجر والشتات وبحضور ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا عن السيد الرئيس محمود عباس " أبو مازن"، وتيسير خالد، رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور نبيل الحجار، نائب رئيس جامعة ليل الفرنسية، والأستاذ الدكتور يحيى جبر، رئيس اللجنة التحضيرة للمؤتمر، وعدد كبير من الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين في الجامعات الفلسطينية. وقد نظم المؤتمر دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، وجامعة النجاح الوطنية، برعاية الرئيس محمود عباس "أبو مازن".
وتولى رئاسة الجلسة الإفتتاحية أ.د. يحيى جبر، أستاذ علم اللغة والمشرف على دائرة المعارف الفلسطينية الذي ألقى كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر إذ رحب بالمشاركين العلماء من مختلف بلدان العالم في هذا المؤتمر الذي تحتضنه جامعة النجاح الوطنية والذي في مضمونه يجسد رسالة الجامعة، ويترجم الجهود الحميدة لدائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية في متابعة شؤون الفلسطينيين في مختلف بقاع الأرض.
وأضاف د. جبر أن هذا المؤتمر خطوة أولى من أجل انطلاقة جديدة على طريق التحرير والتحرر، وفي الوطن الغالي فلسطين وفي مؤسساته العليا، وبمشاركة كوكبة من الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات. وشكر باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر فخامة السيد الرئيس محمود عباس على رعايته للمؤتمر.
كلمة أ.د. رئيس الجامعة:
بعد ذلك ألقى أ.د رامي حمد الله، كلمة الجامعة وجه فيها التحية للأسر الأبطال في سجون الإحتلال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية وإلى جميع الأسرى، ووجه الشكر لفخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، لما يقدمه من دعم ومساندة لوحدة الصف الفلسطيني على أرض فلسطين وفي بلدان الاغتراب، ورحب بالأكاديميين الفلسطينيين الذي جاءوا إلى جامعة النجاح الوطنية من جميع أرجاء المعمورة، وأضاف رئيس الجامعة إن لقاء اليوم يشكل مناسبة غالية علينا جميعاً، في هذا اللقاء الثمين الذي يجتمع فيه الأكاديميون اللامعون من مختلف أرجاء العالم، ليسهموا في المسيرة الأكاديمية الفلسطينية وليمدوا جسور التعاون بين مؤسساتهم ومؤسسات الوطن في مختلف الميادين الأكاديمية.
وقال رئيس الجامعة: "يقال في أدبيات السياسة والتنمية أن غياب الاستقرار والحريات يضعف التنمية، كما أن الفوضى والفساد يحبطان المبادرات الإنسانية ويعيقان الإبداع والتميز الى حد كبير، وإذا نظرنا الى دول العالم العربي ومعظم الدول النامية نجدها تفتقر الى الإدارة السياسية الهادفة لتوفير الأسس والموارد للتنمية ومحاربة البطالة وإن هذا الأمر يعالج بنظريات المعارف والعلوم التي يأتي بها الأكاديميون والعلماء وهذا ما نهدف اليه في هذا المؤتمر".
وأضاف أ.د. حمد الله لعلها المرة الأولى التي ينظم فيها هذا المؤتمر، وذلك مما تعتز به جامعة النجاح الوطنية جرياً على عادتها في المبادرة الى كل نشاط من شأنه أن يسهم في رفعة الوطن ليخطو المشروع التنموي والحضاري الفلسطيني خطوات حثيثة نحو الأمام في ترسيخ أمور الحرية والديمقراطية والبناء المؤسسي والمجتمعي الذي تبنى به الأوطان والدول.
ووجه رئيس الجامعة الشكر لمنظمة التحرير الفلسطينية ولدائرة شؤون المغتربين فيها وللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، وللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر وكل جهد أسهم في الإعداد والتحضير والانعقاد.
كما ألقى السيد تيسير خالد كلمة دائرة شؤون المغتربين في المنظمة بين أن أهداف هذا المؤتمر بناء جسور التواصل والتعاون والتنسيق بين الأكاديميين الفلسطينيين في بلدان المهجر والشتات وقطاعات التعليم والبحث العلمي في الوطن، وتحديد المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الأكاديميين الفلسطينيين والمؤسسات العلمية الوطنية، وتحقيق التواصل الفعال بين الأكاديميين الفلسطينين في المهجر والشتات وبين الوطن ومؤسساته الأكاديمية والعلمية، ولإفادة من خبرات الأكاديميين الفلسطينيين في بلاد الاغتراب، وبناء مؤسسات بحثية مشتركة بين الأكاديميين المغتربين والمؤسسات العلمية الفلسطينية، إضافة إلى تشجيع الأكاديميين المغتربين على العودة، وتوجيه أبنائهم للالتحاق بالجامعات الفلسطينية، ولا سيما في التخصصات الإنسانية؛ وذلك تكريسا للتواصل مع فلسطين الأرض والإنسان، والسعي إلى بناء ائتلاف ينتطم الأكاديميين الفلسطينيين في بلاد الاغتراب، ينظمون من خلاله أمورهم، ويوحدون كلمتهم، ويرفعون اسم بلدهم وقضيتهم عاليا في كل مكان الأمر الذي ينسجم مع المتغيرات على صعد العولمة وثورة المعرفة والاتصال.
وأضاف خالد أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية لأنه يعقد في ظل ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني، وفي ظل سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه القيادة الفلسطينية وخاصة بعد حصول فلسطين على الإعتراف الدولي بفلسطين عضوا في الأمم المتحدة. ووجه خالد التحية للأسرى الأبطال في السجون الإسرائيلية على صمودهم وتحديهم للسياسة الإسرائيلية بحقهم.
أما أ.د. نبيل حجار فقد ألقى كلمة الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات وجه فيها التحية لجامعة النجاح الوطنية على حسن إستقبالها لهذا المؤتمر، وشكر دائرة شؤون المغتربين على تنظيم هذا المؤتمر العالمي الأول الذي له أهمية كبيرة من نواحي سياسة وإجتماعية، وثقافية وإقتصادية.
وأكد على أهمية المؤتمر في تحديد القواعد المتينة القادرة على التواصل بين فلسطين الأم وأبنائها المغتربين، وأشار إلى أن مهما عمل المؤتمر وضع خطة ذو جدية تستطيع بناء جسور التواصل بين الوطن الأم وأبنائه في الدول العالمية.
ثم ختم الجلسة الإفتتاحية ياسر عبد ربه، حيث ألقى كلمة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" إذ رحب فيها بالحضور والمشاركين من أبناء الوطن في المهجر والشتات في لقائهم الأكاديمي الذي تتوحد فيه الرؤى وتتحد من اجل نسج عنوان فلسطيني أكاديمي تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن خلال صرح علمي فلسطيني شامخ هي جامعة النجاح الوطنية.
وأشار عبد ربه أن الشعب الفلسطيني يخوض العديد من المعارك السياسية التي تهدف إلى التحرير والخلاص من الإحتلال وبناء مؤسسات دولته الفلسطينية المستقلة، وقال عبد ربه إن العالم أعترف بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة، وهذا يعني أنه يجب أن يكون هناك تطور وبناء لجميع تلك المؤسسات مما يعني إنهاء الإحتلال ووقف الإستيطان وإطلاق سراح الأسرى جميعا، وأضاف هذا يؤكد على ضرورة تواصل نضالنا السياسي بما يشمل التوجه إلى المنظمات الدولية لإلزام إسرائيل بوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. وأشار عبد ربه أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية علمتا على رفد المؤسسات الفلسطينية بالكفاءات الفلسطينية من أجل البناء والتطور في تلك المؤسسات، ودعا الكفاءات الفلسطينية في المهجر والشتات للمساهمة في عملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة.
واشتمل اليوم الأول الذي نظمت جلساته في المعهد الكوري الفلسطيني المتميز لتكنولوجيا المعلومات على ثلاث جلسات كانت الجلسة الأولى بعنوان: "الخبرات الأكاديمية الفلسطينية بين الوطن والشتات / نحو مـد جسور الترابط"، وتولى رئاستها د. نايف أبو خلف من جامعة النجاح الوطنية وتحدث فيها الأستاذ علي أبو هلال، من م.ت.ف عن دور الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في دعم وتطوير التعليم في فلسطين، ثم ألقى أ.د.مصطفى جفال، من كلية الحسن الثاني في المغرب ورقة عمل حول اّفاق التعاون الأكاديمي والبحث بين الأكاديميين الفلسطينيين في الشتات والوطن، في حين قدم د. جلال تنيرة، من جامعة لوند في السويد ورقة عمل بعنوان "تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا بين التحدي والإنجاز"، أما الدكتور باسل قيطة، من المانيا، والباحثة نهلة قيطة، من غزة فقد قدما ورقة عمل حول استثمار الكفاءات الفلسطينية في المهجر والشتات، وقدم د. محمد الغول، من معهد الكيمياء الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية ورقة عمل تناول فيها موضوع بناء الجسور عبر العالم مع فلسطين في مركز الاهتمام.
أما الـجـلسـة الـثـانـيـة فكانت بعنوان "الخبرات الأكاديمية الفلسطينية بين الوطن والشتات "، فقد تولى رئاستها د. بلال الشافعي من جامعة النجاح الوطنية تحدث فيها أ.د. نبيل الحجار، نائب رئيس جامعة ليل – فرنسا عن دور الفلسطينيين المغتربين نحو الوطن الأم، في حين قدمت أ.د.ابتسام أبو دحو، من دار الفكر للأبحاث والتنمية التربوية – أستراليا ورقة عمل بعنوان "التخطيط الاستراتيجي لعودة الأكاديميين الفلسطينيين للوطن"، وقدم د.محمد الصالحي، من المعهد الوطني الألماني للقياسات في ألمانيا ورقة عمل بعنوان "الأكاديميون الفلسطينيون في أوروبا: قلب في الوطن وجسد في المهجر"، في حين قدم أ.د. فوزي بو دقة، من جامعة هواري بومدين – الجزائر ورقة عمل بعنوان "تعاون الأكاديميين الفلسطينيين في الداخل والخارج من أجل بحث علمي فلسطيني فاعل"، في حين قدم أ.صادق الشافعي، رجل أعمال وكاتب صحفي في صحيفة الأيام الفلسطينية ورقة عمل عن انتماء أعمق وانخراط أوسع للأكاديميين الفلسطينيين في الوطن.
أم الجلسة الثالثة فكانت بعنوان "نماذج فلسطينية في الإبداع العلمي والأكاديمي"، وتولى رئاستها الأستاذ علي أبو هلال، فقد قدم فيها أ.د . بسام فرنجية، من جامعة كاليفورنيا ورقة عمل بعنوان "تعليم اللغة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية"، فيما قدم أ.د . مؤمن أبو عرقوب، من جامعة أونيون في بلغراد ورقة عمل حول الرؤيا لتحقيق التنمية المستدامة، وقدم أ.د. نصري البرغوثي، من جامعة ليفربول في بريطانيا ورقة عمل حول تحسين الخبرات التعليمية للطلاب من خلال نموذج التعاون الفعال، في حيت تناولت د. نهى حمدان، من جامعة حائل في المملكة العربية السعودية في ورقة عملها مدى تمثل طلبة نهاية المرحلة الأساسية في الأردن لمبادئ حقوق الانسان.
يذكر أن المؤتمر يستمر حتى يوم الخميس الموافق 11/4/2013.