جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أنا الطالبة زهراء الأخرس، من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، أدرس الهندسة المدنية ومقبلة على سنتي الدراسية الخامسة، في هذه الرسالة التحفيزية سأكتب عن تجربتي مع التدريب خارج الوطن في جامعة نزوى في سلطنة عمان.


بداية كنت دائماً أملك قناعة بأن التجارب الجديدة هي ما تصنع الشخصية، منذ دخولي الجامعة كنت دائماً أفكر بالاهتمام في دراستي والاجتهاد فيها، لكن لم تكن الدراسة الأكاديمية هي ماتشغل بالي فقط بل كان تنمية شخصيتي جانب مهم بالنسبة لي عملت جاهدة على تطويرها من خلال العديد من الأنشطة بالجامعة، ولقد كانت منحة التدريب في جامعة نزوى من أهمها.

لقد كانت تجربة التدريب في سلطنة عمان تجربة جديدة كلياً بالنسبة لي فقد كانت أول مرة لي أسافر فيها خارج الوطن لوحدي بعيداً عن عائلتي بالاضافة لتجربة سكن الطالبات التي كانت جديدة كلياً، ولكن والحمدلله تغلبت على هذه العقبات ولم اشعر للحظة واحدة بالبعد أو أني بمكان غير آمن ولقد استقبلتنا الجامعة وإدارتها بكل كرم وقد رعتنا كما لو كنا من أفراد عائلتهم.

لقد أتاحت لنا جامعة نزوى بأن نحظى أنا وجميع طلاب التبادل بأجمل الذكريات، كما ومنحتني فرصة تنمية الجانب الأكاديمي من خلال التدرب في شركة مقاولات تابعة للجامعة، تمكنت من خلال هذه الفرصة مقارنة الاختلافات في تنفيذ الأعمال الإنشائية وذلك بزيارة موقع إنشاء الحرم الجامعي الجديد للجامعة، الذي كان ضخم جداً بحيث كانت فرصة مميزة بأن أتابع أعمال البناء لمبنى بهذه الضخامة على أرض الواقع والاستفادة من الملاحظات التي كان يبديها مهندسوا الإشراف.

كما وتدربت على التصميم الإنشائي في المكتب بإشراف مهندس من الجنسية الهندية وكانت هذه التجربة جديدة، تمكنت من خلالها تطوير مهاراتي في التواصل باللغة الإنجليزية مع اختلاف اللهجات التي اعتدنا على سماعها، وتمكنت من الاستفادة من خبراته وفهم الاختلافات في التصميم الناتجة عن اختلاف المواد المستخدمة في البناء والكود الهندسي.

إن جامعة نزوى تمكنت من تعريفنا على الثقافة العمانية وتاريخ عمان من خلال تنظيم رحلات إلى محافظات وولايات مختلفة استمتعنا بكل اللحظات التي أمضيناها فيها، مثل زيارتنا عدة متاحف مثل المتحف الوطني في مسقط، وزيارة متحف عمان عبر الزمان في ولاية منح، وزيارة الأماكن الأثرية مثل بيت الصفا، ومسفاة العبريين، بالإضافة إلى الأسواق المختلفة. كما وشاهدت من خلال هذه الرحلات تطور التطبيقات في الهندسة المدنية فلاحظت التطور العمراني، وتطور شبكة المواصلات، وشبكة المياه والصرف الصحي، وتركيزهم على الحفاظ على البيئة، وهذا التطور لم اعتد مشاهدته في فلسطين بحيث أن بعض هذه القطاعات تعاني قليلاً في بلادنا.

أما على الجانب الشخصي فقد كونت صداقات مع أشخاص من جنسيات مختلفة مثل: الجنسية العمانية، المصرية، اليمنية، الكردستانية، العراقية وغيرها. إن التعرف على جنسيات مختلفة مكنتني أنا والفلسطينيين من تقديم ثقافتنا وقضيتنا الفلسطينية وتمكننا من نقل الصورة الحقيقية لبعض القضايا في فلسطين، كما وتمكنوا من نقل ثقافاتهم وصور رائعة عن بلدانهم ولقد أظهروا دعماً كبيراً لقضية الشعب الفلسطيني، استمتعنا في تعلم لغات ولهجات بعضنا البعض والاستماع إلى الأغاني الشعبية لكل دولة، وكونا ذكريات رائعة لا تنسى.

إن فرصة التدريب هذه كانت من أروع التجارب التي مررت بها، وهي من الفرص التي لا يجب التفريط بها، والاستفادة منها، لما لها من تاثير إيجابي على الشخصية، كما أني أشعر بالامتنان لكل شخص عمل على توفير مثل هذه المنح للطلاب.


Read 116 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية