بدأتُ رحلتي منذ أن علمت بوجود فرص التبادل الطلابي لمرحلة التدريب العملي في الجامعة، ومن حينها لم أكل أو أمل في البحث عن الفرصة لتحويلها إلى واقع. 

ومنذ بداية السنة الرابعة بدأت بالسؤال والاستفسار عن كل جديد في هذا الموضوع، فتقدمت لمنحة (IAESTE)، لكن للأسف لم أملك الوقت الكافي لإتمام كافة أوراقي، ولكنني لم أيأس، واستمريت بالبحث والسؤال والانتظار حتى علمت عن توفر عدد من المنح بواسطة المجلس العربي لتبادل فرص تدريب طلبة اتحاد الجامعات العربية. 

وهنا أتوقف لشكر الدكتور الفاضل الذي منحني كافة الثقة، الدكتور أحمد دراغمة رئيس قسم هندسة البناء، والشكر موصول للأستاذ عماد القاسم مدير مركز التدريب العملي الذين عملوا على توفير كافة التفاصيل لنا ولم يبخلوا علينا بالإجابة أو الرد على تساؤلاتنا.

توفرت عدة فرص وأتيحت لي فرصة الذهاب الى جامعة الزيتونة الأردنية للتدريب العملي لمدة شهر. أتممت الإجراءات وغمرني الحماس للانطلاق في هذه المغامرة الجديدة، فلأول مرة سوف أسافر لوحدي.

 انطلقنا أنا وزميلاتي في القسم، وحال وصولنا أتممنا إجراءات السكن. وفي صباح اليوم التالي بدأت المغامرات، دخلنا الجامعة الأردنية، وحضرنا إحدى حفلات التخرج من مواقع العمداء ورؤساء الأقسام، وتجولنا في أرجاء الجامعة العريقة وكل ذلك بمحض الصدفة، حيث كان يمنع دخول هذه الأماكن دون دعوة رسمية أو بطاقة جامعية.

في اليوم التالي استقبلتنا جامعة الزيتونة بكادرها المميز، وعلى رأسهم الدكتور أحمد العبوشي ورحبوا بنا في أروقة جامعتهم الجميلة، وتعرفنا على أماكن التدريب والمهندسين المشرفين، وللحق لم يقصر ولم يبخل علينا المهندس محمد الأعرج أو المهندسين الآخرين، ولهم الشكر على ما بذلوه معنا من جهد، وتعرفنا على زملائنا من الدول العربية الشقيقة.

كنا في فترة التدريب نتناقش ونتبادل الخبرات ونجري التجارب، بداية بمختبر التربة، ومختبر المياه، ثم مختبر مواد البناء، ومختبر المساحة، وصولا إلى مختبر الرصفات، وحتى وإن كنا قد تناولنا معظم التجارب في جامعتنا إلا أننا استفدنا من التجربة، وكانت فترة مليئة بالعلم والاستفادة وتبادل الخبرات والثقافات.

وما دعاني للفخر خلال فترة التدريب هو تميزنا كطلاب جامعة النجاح وقسم البناء على كافة الأصعدة من حيث الشخصية والمعلومات العلمية، فكان ولله الحمد لدي الخبرة والمعلومات والثقافة العامة في العديد من المجالات، وهنا أتقدم بالشكر الجزيل لكادرنا التعليمي المميز ولجامعتنا التي تمنحنا وتعكس علينا هذا التميز بين كافة الجامعات.

كانت فترة التدريب مميزة بوجود زميلاتي معي، فكنا نتجول يومياً في أرجاء الأردن وزرنا معظم الأماكن المميزة فيها، فذهبنا إلى وسط البلد، وزرنا المدرج الروماني، وذهبنا إلى متحف صرح الشهيد، وكنا نخرج كل سبت في رحلة مع الجامعة، فتجولنا في جرش وصعدنا إلى قلعة عجلون وذهبنا إلى معرض السيارات الملكي ومادبا وصولا إلى جبل نيبو وطلته المميزة على البحر الميت وفلسطين الحبيبة، وفي آخر رحلة ذهبنا إلى البتراء حيث الجبال المنحوتة والطبيعة الرائعة.

وفي الختام تم تخريجنا بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد المجالي والدكتور الرائع أحمد العبوشي لهم ولجامعة الزيتونة وكادرها التعليمي جزيل الشكر والعرفان.

وأنصح الطلبة بالتطلع والبحث عن مثل هذه الفرص واستثمارها وإن لم تكن للصعيد العلمي فحسب، وإنما لما لها أثر عظيم على تطوير الشخصية وصقلها، وترك ذكريات جميلة ومميزة لدينا، جعلها الله بداية الأسفار وكثر الله أسفارنا وأسفاركم.