الطالب صالح أبو علي من برنامج هندسة الميكاترونكس سفيراً للنجاح في جامعة غرونوبل في فرنسا

أنا الطالب صالح أبو علي من برنامج هندسة الميكاترونكس في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، لقد كنت أرغب في التميز لا أن أكون كالبقية، فاخترت دراسة الثانوية الصناعية كتجربة جديدة ومن هنا بدأت رحلتي نحو التميز، حيث بدأت أطمح لنيل درجة الدكتوراه في الهندسة. لأنها تعكس رغبتي في المساهمة في بناء الوطن والجيل المقبل. وفعلاً، بدأت في تحقيق هذا الحلم بالتفوق في الثانوية، حيث حصلت على المرتبة الرابعة على مستوى الضفة الغربية وبالمعدل الذي كنت أتمناه.
عادةً ما يختار الطلاب تخصصاتهم بناءً على شغفهم أو استنادًا إلى نصيحة أشخاص ذوي نظرة للمستقبل. وبالنسبة لي، كان الاختيار نتيجة اجتهاد شخصي وبالفعل شجعني البعض على دخول تخصص هندسة الميكاترونكس في جامعة النجاح الوطنية. اخترت جامعة النجاح بسبب سمعتها الأكاديمية المتميزة والاعتراف الدولي الذي تحظى به شهادتها، مما كان ضروريًا لتحقيق حلم الدكتوراه. وكان اختياري موفقًا جدًا، ليس فقط بسبب الاعتراف الدولي بشهادتي، ولكن أيضًا بسبب الفرص التي أتيحت لي خلال فترة دراستي.
شاركت في أنشطة طلابية أتاحت لي السفر إلى رومانيا لمدة أسبوعين في برنامج تبادل ثقافي مع عشرة من دول العالم، ومن خلال منحة المدرسة الشتوية في فيزياء الطاقة العالية حصلت على منحة تدريب لمدة شهرين في واحدة من أرقى جامعات فرنسا، جامعة باريس سكلاي، بالإضافة إلى انضمامي لمشروع مسارع بيرل و synchrotron Soleil بالإضافة إلى المهارات التقنية والبحثية التي اكتسبتها، كانت قصص النجاح التي تعرفت عليها من خريجي جامعة النجاح المقيمين في جامعة ساكلي و مختبرات IJCLab في فرنسا مصدر إلهام لي. وبعد ذلك، عزمت على متابعة المرحلة التالية من رحلتي، وقد ساعدني دكاترتي في الجامعة على التقديم لمرحلة الماجستير.
لا شك أن مجال الروبوتات هو أحد أهم مجالات هندسة الميكاترونكس، وهو أيضًا مجال واسع جدًا وخاصة مجال الروبوتات المتنقلة (Mobile Robotics)وبعد دورة قصيرة في هذا المجال، اشتعل شغفي به وقررت أن أواصل دراستي فيه. وبالفعل، تقدمت للحصول على درجة الماجستير في جامعة جرينوبل الفرنسية، وبفضل قوة شهادتي وتميزي في مرحلة البكالوريوس، تمكنت من الحصول على قبول في برنامج الماجستير في الروبوتات المتنقلة. في الوقت نفسه، حصلت على تمويل لدراسة الماجستير من منحة القنصلية الفرنسية. حاليًا، أنهيت دراسة المواد النظرية والعملية وأقوم بالتدريب وكتابة رسالة الماجستير في مجال نظم الروبوتات المتعددة (Multi-Robot Systems). ومؤخراً حصلت على منحة كاملة لمدة ثلاث سنوات لاستكمال أبحاثي والحصول على درجة الدكتوراه في جامعة جرينوبل.
لا شك أن الطريق لم يكن سهلًا، لكنه كان ميسراً بتوفيق الله ودعوات أمي، بجهدي، وبفضل دعم جامعتي وطاقمها الأكاديمي، الذين ما زالوا مرجعاً لي حتى بعد تخرجي. وعلى الرغم من أن حلمي أصبح قريب المنال، إلا أن الأحلام لا تتحقق فعلاً، بل تكبر وتتطور بنضوج الإنسان وتوسع إدراكه لما حوله، فحلم الأمس هو مجرد خطوة في طريق النجاح.