جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أنا الطالبة رؤى حجي، أدرس تخصص أنظمة المعلومات الإدارية في جامعة النجاح الوطنية. منذ بداية دراستي، كنت أؤمن أن التدريب العملي ليس مجرد متطلب أكاديمي، بل هو نسخة مصغّرة عن الحياة الوظيفية الحقيقية. ومن هنا بدأت رحلتي في البحث عن تجربة تدريب تفتح لي أبواباً جديدة من الفهم والتطور، وتُشكّل نقطة تحوّل حقيقية في مسيرتي.


جذبتني قصص "سفراء النجاح" الذين سبقوني وشاركوا في برامج تدريبية خارج فلسطين، وكانت صورهم وتفاصيل رحلاتهم محفّزاً لي للتقديم على نموذج التبادل الطلابي. وهكذا، سارت الأمور لأجد نفسي في واحدة من أجمل محطات تجربتي الجامعية: التدريب العملي في جامعة صحار، سلطنة عُمان، ضمن برنامج التبادل الطلابي العربي للتدريب الصيفي، بتنظيم من المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي.

الانطلاقة من جامعة النجاح... نحو ولاية الباطنة

بدعم مباشر من د. عماد القاسم، مدير مركز التدريب العملي في جامعتي، بدأت رحلتي في سلطنة عُمان في السادس من يوليو 2025، والتي استمرت حتى نهاية الشهر. كانت الوجهة: جامعة صحار الواقعة في ولاية الباطنة، والتي استقبلتنا بكل حفاوة بفضل المشرفة بدرية المقبالي، كما تلقيت التوجيه والمتابعة من د. عوض المعمري.

وقد كان لـ قسم التدريب المهني وخدمات الخريجين الدور الأساسي في الإشراف على البرنامج داخل الجامعة، بينما لعبت عمادة شؤون الطلبة دورًا كبيرًا في التنظيم والاستقبال، وتسهيل إقامتنا وتوفير كافة احتياجاتنا منذ اللحظة الأولى.

رحلة تدريب لا تُنسى... ما بين الورش، والتطبيق، والميدان
تنوّعت تجربتي بين الجانب الأكاديمي والعملي والثقافي. شاركت في ورش ومحاضرات ثرية كان أبرزها:

  • استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي باحترافية – بإشراف البروفيسور جبار يوسف.

  • كتابة سيرة ذاتية "CV" وإنشاء حساب LinkedIn احترافي.

  • محاضرات عن ريادة الأعمال والتغيير الذاتي والروبوتات.

  • ورش تعريفية حول ريادة الأعمال والتوجّه المهني

  •  زرت عدة مؤسسات صناعية مثل شركة فولتامب لصناعة المحولات الكهربائية، وشركة فالي، وأكاديمية الطيران العمانية، مما وسّع من إدراكي لواقع سوق العمل من زواياه التطبيقية.

محطتي الأهم: التدريب في مكتبة جامعة صحار
خضت تجربة تدريب عملي في مكتبة الجامعة بإشراف الأستاذة عائشة زعابية، حيث تعرّفت على نظام إدارة المكتبات، بدءاً من إدخال الكتب الجديدة، وتصنيفها وفق نظام Library of Congress، وتوليد الباركود، حتى إدارة بيانات المستعيرين وتجربة أجهزة الاستعارة الذاتية والبحث. لاحقًا، طبقت هذه المهارات بشكل عملي، وأدخلت كتباً إلى النظام وتمت مراجعة عملي بدقة، الأمر الذي عزّز من ثقتي بقدرتي على التعامل مع الأنظمة التقنية والمعلوماتية.

تمثيل جامعتي في الحفل الختامي

من أبرز محطات تجربتي، تم اختياري لإلقاء كلمة نيابة عن جامعة النجاح الوطنية في الحفل الختامي للبرنامج. كانت لحظة مميزة ومؤثرة، شاركت فيها تجربتي بالكامل أمام الحضور من جامعات عربية مختلفة، وقدّمت عرضًا تقديميًا يلخّص محطات التدريب التي خضتها، بفخر وامتنان.

ما وراء التدريب... الإنسان والثقافة

لم تكن التجربة مجرد تدريب، بل كانت تبادلاً ثقافيًا وإنسانيًا غنيًا. تعرّفت على طلبة من عدة دول كاليمن، مصر، لبنان، وكردستان العراق. وتبادلنا الحديث عن ثقافاتنا، وكانت فلسطين دومًا حاضرة في حديثي، والتي من خلالها أظهرت هويتي وأصالتي.

أما الجانب السياحي، فكان له وقع خاص في القلب. من مسقط وأسواق نزوى ومطرح، إلى زيارة جامع السلطان قابوس ومتحف عمان عبر الزمان – كلها محطات زادت من حبي لهذا البلد الآمن، الجميل، والأصيل شعباً وتاريخًا.

كلمة أخيرة
أشعر بالفخر لكوني مثّلت جامعتي ووطني في هذه التجربة.
أشكر كل من آمن بي، واخصّ بالذكر جامعة النجاح الوطنية، ود. عماد القاسم، وكل من ساندني في هذه الرحلة.

أدعو كل طالب وطالبة إلى استثمار هذه الفرص الذهبية، فهي ليست مجرد تدريب فحسب، بل تجربة تصنع منك نسخة أقوى، أوعى، وأقرب إلى ذاتك ومستقبلك.


© 2025 جامعة النجاح الوطنية