جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


ضمن منح برنامج التبادل الطلابي Erasmus+

الطالبة ليلى أبو عليا من برنامج إدارة الأعمال سفيرةً للنجاح في إيطاليا


كانت تجربتي في إيطاليا فرصة استثنائية للنمو الشخصي والثقافي. تعلمت أن أكون أكثر استقلالية من خلال التعامل مع مسؤوليات الحياة اليومية، مثل، التسوق، إدارة الوقت، وحل المشكلات دون الاعتماد على الآخرين. كما ساعدتني هذه التجربة على تطوير مهاراتي الاجتماعية،  فأصبحت أكثر انفتاحًا على الثقافات المختلفة، وتعلمت كيفية التواصل و تكوين صداقات مع أشخاص من خلفيات متنوعة، مما عزز من مرونتي وقدرتي على التكيف مع البيئات الجديدة. كان أحد الجوانب المهمة في تجربتي التعرف على أسلوب التدريس في الجامعات الإيطالية. لاحظت أن النظام الأكاديمي يعتمد على التفاعل المستمر بين الطلبة والأساتذة، مع التركيز على البحث المستقل والتفكير النقدي. كانت المحاضرات تشجع على النقاش وطرح الأسئلة، مما ساعدني ذلك على تطوير طريقة جديدة للتعلم، حيث أصبحت أكثر قدرة على تحليل المعلومات بعمق وتكوين وجهات نظر خاصة بي. كما أن جامعتي في إيطاليا كانت متعاونة جدًا، والأساتذة أبدوا دعمًا كبيرًا لي كطالبة دولية، مما جعلني أشعر بالترحيب والتقدير.

خلال فترة التبادل، شاركت في العديد من الأنشطة اللامنهجية والمشاركة في الفعاليات الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، منحتني هذه الفرصة شرف تمثيل فلسطين على الساحة الدولية. شعرت بالفخر عند الحديث عن تاريخنا وثقافتنا العريقة، حيث كنت أشرح للناس عن حياتنا، تقاليدنا، وتحدياتنا. كان من الرائع أن أرى كيف أن يمكن للتبادل الثقافي والمعرفي أن يبني جسورًا من الفهم، وأنني كنت جزءًا من ذلك الجسر الذي يصل بين الشعوب أيضاً. سعدت بتمثيل فلسطين في فعاليات خاصة لتعريف الإيطاليين بثقافتنا الغنية، حيث قدمت عروضًا تبرز التراث الفلسطيني من موسيقى، أكلات تقليدية، وحكايات عن تاريخنا وهويتنا. كانت هذه اللحظات فرصة ذهبية لتعزيز الحوار الثقافي وبناء جسور من الفهم والاحترام المتبادل. كما أنني استكشفت العديد من المدن الإيطالية العريقة والمليئة بالتاريخ، مما أضاف بُعدًا استثنائيًا للتجربة.

لم تخلُ التجربة من التحديات؛ فقد كانت اللغة حاجزًا في البداية، خاصة في التعامل مع السكان المحليين. إضافة إلى أنني قد  واجهت صعوبة في التأقلم في الأيام الأولى بسبب اختلاف البيئة والعادات الثقافية، لكنني قررت تجاوز هذا العائق من خلال الانفتاح على التجارب الجديدة والتعرف على زملاء دوليين ساعدوني على الشعور بالانتماء.

ساعدتني هذه التجربة على توسيع آفاقي الأكاديمية والمهنية. تعلمت مهارات التواصل بين الثقافات، والتي رأيت أنها ستكون قيمة مضافة في أي بيئة عمل دولية. كما ألهمتني التجربة لاستكشاف المزيد من الفرص التعليمية خارج وطني، وأصبحت أكثر ثقة بقدرتي على النجاح في سياقات متنوعة. والأهم من ذلك، حفزتني بشكل كبير على إعادة خوض تجارب تبادل ثقافي أخرى في المستقبل، لما لها من تأثير عميق على رؤيتي للعالم وتقديري للتنوع الثقافي.

أما بالنسبة للنصائح التي أود تقديمها للطلبة الراغبين في التقديم للحصول على فرصة للتبادل الطلابي، أولاً: لا تتردد في خوض التجربة، حتى لو شعرت بالخوف في البداية؛ ستكتشف جوانب جديدة من شخصيتك. ثانياً: حاول تعلم أساسيات لغة البلد قبل السفر لتسهيل الاندماج. ثالثاً: كن منفتحًا على تكوين صداقات جديدة؛ الشبكات الاجتماعية ستجعل تجربتك أكثر ثراءً. و أخيراً: استغل كل فرصة للمشاركة في الأنشطة الثقافية، فهي أفضل طريقة لفهم المجتمع المحلي.

كانت فترة إيراسموس في إيطاليا محطة فارقة في حياتي، الدراسة في إيطاليا كانت تجربة حالمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ وكانت فرصة لا تقدر بثمن و أن أعيش وأدرس في مدينة فينيسيا الجميلة.  أصبح لفينيسيا مكانة خاصة في قلبي لن أنساها أبدًا  وأوصي أي طالب بالسعي للحصول على هذه الفرصة، لأنها ليست مجرد تجربة أكاديمية، بل مغامرة حياتية بكل معنى الكلمة. 


© 2025 جامعة النجاح الوطنية