الطالب حمزة الخياط من برنامج المحاسبة سفيراً للنجاح في جامعة كافوسكاري في إيطاليا

أنا الطالب حمزة عمر خياط، من برنامج المحاسبة في جامعة النجاح الوطنية. تم اختياري للمشاركة في برنامج التبادل الطلابي في جامعة كافوسكاري في مدينة فينيسيا (البندقية) في إيطاليا، ضمن مشروع.Erasmus+ وفي هذه التجربة، أود أن أشارككم بعض المعلومات والتجارب المهمة التي مررت بها خلال فترة التبادل، وكيف أثرت هذه الفرصة على حياتي الشخصية والأكاديمية.
التطور الشخصي والثقافي
كطالب في جامعة النجاح الوطنية في فلسطين، وكأي طالب آخر أو مواطن فلسطيني محدود الموارد، كان للمنحة التي حصلت عليها لتبادل الطلاب دور كبير في صقل شخصيتي على مختلف الأصعدة. قبل الحصول على هذه المنحة، كنت أضع أهدافًا مستقبلية قصيرة المدى، دون أخذ المخاطر بعين الاعتبار. فعلى سبيل المثال، وكطالب متفوق في دراستي الجامعية، كان لدي رغبة في استكمال دراستي العليا في دولة أجنبية، دون التفكير في التحديات المحتملة. لكن بعد تجربتي التي استمرت خمسة أشهر، أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والمصاعب، بل تمكنت من استغلال كل فرصة أتُيحت لي للاستفادة منها. على الصعيد الثقافي، ساعدتني هذه التجربة في تغيير أفكاري والصور النمطية التي كنت أمتلكها عن المجتمعات الأخرى، حيث تعرفت على أكثر من 200 شخص من مختلف الجنسيات، سواء العربية أو الأجنبية. هذه التجربة جعلتني أتعرف على عادات مجتمعات أخرى، وأسهمت في تعزيز قدرتي على اكتساب العادات الناجحة وتجنب السلبية منها.
الأنشطة اللامنهجية
جامعة كا فوسكاري كانت سبّاقة في تنظيم فعاليات لطلبة التبادل الطلابي، ومن بين الأنشطة التي شاركت فيها كان لقاء مع الطلبة الإيطاليين الذين يدرسون اللغة العربية. تم تنظيم هذا النشاط من قبل الدكتور بشارة عبيد، رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة، وهو فلسطيني من مدينة الناصرة. في هذا اللقاء، احتفلنا معًا بيوم اللغة العربية، حيث تعرفنا على الطلبة الإيطاليين المهتمين بالعربية. ومنذ ذلك الحين، حافظنا على علاقة متميزة معهم، واستمرت حتى بعد عودتي إلى فلسطين. وهذا كان أحد الأنشطة العديدة التي نظمتها الجامعة خلال فترة التبادل.
التحديات والحلول
بصفتي طالبًا لم أكن قد ابتعدت عن عائلتي وأصدقائي ومجتمعي من قبل، كانت البداية في هذه التجربة صعبة بلا شك، خاصة وأننا نعيش في مجتمع اجتماعي جدًاً. لم يكن من السهل العيش بمفردي بعيدًاً عن دائرة الأهل والأصدقاء. لكن هذه كانت فرصة ذهبية لي للتعرف على أشخاص جدد وبناء علاقات اجتماعية. من الجدير بالذكر أن المجتمع الإيطالي، والمواطنين الإيطاليين، يتشاركون الكثير من القيم الاجتماعية المشابهة لنا في العالم العربي، مما جعل التفاعل معهم أسهل. إن الشعب الإيطالي ودود جدًاً، ومتفهم للآخرين بغض النظر عن جنسيتهم، وهو شعب مبتسم ومفعم بالحياة، على عكس بعض الدول الأوروبية المجاورة.
تأثير التجربة على المستقبل
أسهمت هذه الفرصة في توسيع فهمي لأهدافي السابقة، من خلال تعليمي إيجابيات وسلبيات كل هدف كنت قد وضعته في الماضي. هذه التجربة أصبحت أساسًا لاتخاذ قرارات حياتية هامة في المستقبل، وخاصة فيما يتعلق باستكمال الدراسات العليا. من المزايا الأخرى لهذه المنحة أنها ساعدتني على تحسين مهاراتي اللغوية، وبالأخص في اللغة الإنجليزية. التحسن الذي حققته خلال خمسة أشهر من التبادل كان يعادل تقريبًا ما يقارب 12 عامًا من الدراسة المنتظمة للغة الإنجليزية في المدارس. كما لم تقتصر معرفتي على الإنجليزية فقط، بل توسعت لتشمل تعلم اللغة الإيطالية، والفرنسية ،فضلاً عن اكتساب بعض اللهجات العربية مثل التونسية، المغربية، والجزائرية.
نصائح لطلبة الجامعات والراغبين في التبادل الطلابي
أنصح جميع الطلبة الذين يخططون للتقديم لفرص التبادل الطلابي بأن يغتنموا هذه الفرصة بشكل كامل، حيث أن مثل هذه الفرص ستساعدهم على تطوير معرفتهم الثقافية، الأكاديمية، والاجتماعية. ستدركون أن العالم أكبر مما تعتقدون، وأن آراء الآخرين ووجهات نظرهم أوسع بكثير مما يمكنكم تصوره. ستتعلمون طرق التفكير النقدي وتتعرفون على طرق التفكير في المجتمعات الأخرى وكيفية تعاملهم مع المشكلات والصعوبات. هذه التجربة ستوسع آفاقكم وتثري معرفتكم بشكل كبير.