الطالب عبد الكريم زيود من برنامج الطب البيطري سفيراً للنجاح في جامعة الأنبار بالعراق

أنا الطالب عبد الكريم زيود، من برنامج الطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية، أتيحت لي فرصة فريدة للتدريب في جامعة الأنبار في جمهورية العراق ضمن برنامج المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي.
لقد كانت تجربة ملهمة ومليئة بالمعارف واكتساب الخبرات، فرغم طول المسافة بين فلسطين والعراق، لكنها قصيرة في القلب، فلسطين بأشجارها وأراضيها التي تحمل عبق التاريخ، والعراق بمدنه العريقة ونخيله الشامخ، يجسدان عمق الروابط بين الأرض والإنسان، فلسطين، أرض الأصالة والصمود، التي تزهر رغم كل المحن، والعراق، بلد الحضارات العريقة وكرم الإنسان الطيب، كلاهما يمنحان شعوراً بالفخر والانتماء، في فلسطين تعلمنا الإصرار على الحلم، وفي العراق رأيت كيف يتحقق الحلم لتكون رحلتي بين هذين الوطنين تجربة غنية بالجمال والمعرفة والانبهار بروح البلدين.
بدأت رحلتي منذ لحظة وصولي إلى العراق، حيث كان الاستقبال مليئاً بالكرم والأصالة التي تميز هذا البلد. انطلقت تدريباتي في كلية الزراعة – جامعة الأنبار ثم في مستشفى الأنبار البيطري، وهناك خضت تجربة عملية ثرية أتاحت لي التعامل مع حالات متنوعة في مجالات متعددة، إضافة إلى تجربة مميزة في إحدى العيادات البيطرية الخاصة التي أضافت بعداً عملياً مختلفاً للتدريب، تحت إشراف دكاترة متميزين قدموا لنا خبراتهم بجدية واهتمام.
ما جعل التجربة أكثر خصوصية هو الجانب الإنساني؛ فلم أشعر بالغربة، بل وجدت نفسي بين إخوة وأهل، فالشعب العراقي لا مثيل له بكرمه وطيبته وأصالته. وكان من أبرز من تركوا بصمة في رحلتي الأستاذ خلدون أبو الأمير، الذي كان قريباً منا أكثر من الأخ، دعمنا في كل تفاصيل غربتنا وشاركنا التجربة بروح طيبة ستبقى محفورةً في القلب والذاكرة.
وفي الجانب الثقافي والسياحي، كانت لنا عدة محطات مهمة؛ في مدينة الرمادي زرنا مسجد الدولة الكبير والعديد من المواقع التاريخية والسياحية، كما قمنا برحلة إلى مدينة الفلوجة التي حملت طابعاً خاصاً ومختلفاً. أما في العاصمة بغداد، فقد التقينا بالسفير الفلسطيني د. أحمد الرويضي، وتجولنا في ساحة التحرير وشارع المتنبي وصرح الشهداء، وهي أماكن تركت في نفسي أثراً عميقاً وأبرزت عراقة هذا البلد العظيم.
إن هذه الرحلة لم تكن مجرد تدريب مهني، بل محطة غنية بالعلم والثقافة والعلاقات الإنسانية. وقد حرصت على أن أشرف بلدي وجامعتي وأهلي بأفضل صورة ممكنة.
أتقدم بجزيل الشكر إلى جامعة الأنبار ورئيسها الأستاذ الدكتور مشتاق طالب الندا، وإلى مشرف التدريب في الأنبار د. عماد قسم، ومعاونه د. محمد، ورئيس قسم الإنتاج الحيواني د. ثائر رشيد، ودكاترة المستشفى البيطري د. محمد، د. فتاح، د. عمر، على ما قدموه من دعم وتدريب علمي مميز.
كما أجدد شكري لجامعتي الحبيبة جامعة النجاح الوطنية ومركز التدريب العملي، وعلى وجه الخصوص أستاذي عماد القاسم الذي كان سبباً مباشراً في منحي هذه الفرصة القيّمة، وأيضاً لدكاترتنا في الكلية الذين ساندونا وشجعونا وأبدوا اهتمامهم المتواصل خلال فترة التدريب.
ولا أنسى عائلتي التي كانت السند الحقيقي والداعم الأكبر، فبفضلهم استطعت أن أخوض هذه التجربة بكل ثقة ونجاح.
إنها رحلة ستظل علامةً فارقةً في حياتي الأكاديمية والإنسانية، وتجربة سأظل أفتخر بها وأستحضر دروسها في كل مراحل مسيرتي القادمة.
لم ولن أقل وداعاً بل إلى اللقاء يا أرض الفرات