جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أنا الطالبة آمنة محمد اعديل - فقيه، من برنامج المحاسبة- كلية الأعمال والاتصال في جامعة النجاح الوطنية. منذ التحاقي بالجامعة، وأنا أسعى لخوض تجربة تتجاوز إطار المألوف، تجربة تفتح أمامي آفاق العالم، وتضعني وجهًا لوجه مع ثقافات جديدة، وطرق تفكير مختلفة، وفرص حياتية ومهنية تصقل شخصيتي وتدفعني نحو التقدم. لطالما آمنت بأن الطموح لا تحدّه الجغرافيا، وأن الشغف لا يعرف حدودًا. لذلك، لم أتردد لحظة في اغتنام فرصة السفر إلى كوردستان العراق، ضمن فرص التدريب التي ينظمها المجلس العربي للتدريب والابداع الطلابي.


لم أكن أبحث عن مجرد تجربة تدريب فحسب، بل عن أفق جديد، عن عالم يمنحني بقدر ما أمنحه. كنت أطمح أن أرى العالم من زاوية مختلفة، وأن أنمو مهنيًا وشخصيًا وسط بيئة جديدة تمامًا، تحمل لي التحدي وتفتح أمامي أبواب الإبداع والتميز.

منذ بداية الرحلة، وضعت أمام عيني هدفًا واضحًا: أن أخرج من هذه التجربة أكثر نضجًا، وأكثر قدرة على صناعة الفرق.

وبما أنها تجربتي الأولى خارج حدود الوطن، لم تكن الرحلة خالية من التحديات، لكنني كنت على يقين بأن الشغف بما أطمح إليه سيتجاوز كل التحديات التي قد تعترض طريقي.

لم تعلّمني هذه التجربة كيف أرى العالم بعيونٍ جديدة فقط، بل أعادت تشكيل ملامح ذاتي من الداخل. أعود اليوم إلى وطني لا بنفس القلب الذي غادرت به، بل بقلب اتسعت فيه العوالم، ونضج به الشغف، وأضاءت التجربة دروباً لم أكن أراها من قبل. لم تقتصر استفادتي من هذه التجربة على الجانب الأكاديمي، بل تركت بداخلي أثراً عميقاً وتغييراً لا يُنسى.

لقد بدأت التدرب في وحدة الحسابات بمعهد أربيل التقني، حيث اكتسبت خبرة عملية في الجوانب المحاسبية داخل مؤسسة تعليمية. ومن ثم انتقلت إلى شركة Dream Holiday للسياحة والسفر، حيث تعرّفت على نظام العمل والإجراءات المحاسبية المتّبعة لديهم، مما منحني خلفية أعمق عن طبيعة العمل في هذا القطاع مستقبلاً. كما شاركت في دورة لتبادل اللغتين الكردية والإنجليزية، والتي كانت من أولى الفعاليات التي شاركت بها. هذه الدورة لم تساعدني فقط على تعلم أساسيات لغة جديدة، بل كانت جسرًا مكّنني من الاندماج مع الطلبة الأكراد.

لقد تخلّل هذا التدريب جانب ثقافي غني، حيث أُتيحت لي الفرصة لزيارة العديد من المعالم السياحية والمواقع التاريخية والمتاحف والأسواق الشعبية في مدينة أربيل. كانت هذه الرحلات وسيلة لاكتشاف جمال المدينة وطبيعتها الخلابة مما أضاف لي بُعدًا إنسانيًا وثقافيًا للتجربة. 

في كوردستان العراق، تعلّمت أن التنوع الثقافي ليس مجرد اختلاف، بل هو ثراء حقيقي. فقد تعاملت مع طلبة ومدرّبين من خلفيات متعددة، ورأيت كيف تُبنى الجسور بين الشعوب عندما نختار أن نُصغي ونتعلّم، بدلاً من أن نحكم أو نُقارن.

من أجمل ما حملته هذه التجربة كان جانبها الإنساني الذي ترك في ذاكرتي أثرًا لا يُنسى. خلال فترة التبادل، التقيت بالعديد من الطلبة من مختلف الدول والذين جاؤوا لخوض هذه التجربة، لقد جمعتنا التجربة بتفاصيلها وتحدياتها، فتحوّلنا من غرباء إلى عائلة صغيرة، نتشارك اللحظات، نتقاسم الصعوبات، ونتجاوزها معًا، هذه العلاقات العابرة للحدود ستبقى واحدة من أثمن الذكريات التي أحملها معي من هذه التجربة.

ومن هنا لا يسعني إلّا أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى جامعتي الحبيبة الحاضن الأول لأحلامنا، جامعة النجاح الوطنية التي منحتني فرصة ثمينة لطالما حلمت بها، لأحمل اسمها وأكون سفيرة لها خارج حدود الوطن. 

كما أتقدم بالشكر إلى الجامعة المستضيفة "جامعة أربيل التقنية" على حُسن الاستقبال، وكرم الضيافة، والدعم المتواصل طيلة فترة التدريب.

وفي الختام، أتوجّه بكامل الامتنان لعائلتي التي كانت السند دائماً والدافع الحقيقي لي. لقد كان فخرهم بي هو النور الذي أضاء طريقي لأقدّم أفضل ما لدي.


© 2025 جامعة النجاح الوطنية