منذ دخولي اليوم الأول في تخصص التمريض كنت دائما أطمح في الحصول على تدريب في أماكن خارج فلسطين، وتحقق هذا الطموح عندما عرض عليّ أساتذتي في الكلية عن منحة تدريب لمدة شهر في الأردن وتحديداً في الجامعة الأردنية، هذه المنحة هي منحة تبادل طلابي منبثقة عن المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي، مع العلم بأننا أول وفد من تخصص التمريض من جامعة النجاح يتدرب في الجامعة الأردنية.

لقد كانت تجربة رائعة ومفيدة فهذه المرة الأولى بالنسبة لي التي أجرب فيها السفر خارج فلسطين، كما أنني تعرفت على الكثير من الأصدقاء والزملاء الرائعين، حيث كانت تجربة مليئة بالمعلومات والخبرات العلمية والعملية، لكنها في الوقت ذاته كانت مليئة بالصعاب والتحديات، فمنذ أول يوم وصلنا فيه الجامعة الأردنية تم ضمي إلى طلاب السنة الرابعة في مادة الإدارة والقيادة في التمريض في مستشفى الجامعة الأردنية – القسم الباطني، وبسبب أن هذه المادة أعلى من مستواي الأكاديمي والطلبة في المرحلة الدراسية أكبر مني سناً؛ فقد واجهت تحديين اثنين هما: الأول كان عليّ التطور مع المادة الأعلى مني أكاديمياً، والثاني مواكبة الطلبة الذين يسبقوني بسنتين في المجال الأكاديمي، ورغم هذه الصعوبات والتحديات إلا أنني كنت قادراً على اجتيازها والعمل بنجاح ورفع إسمي واسم جامعتي وبلدي عالياً.

من  خلال تدريبي في مستشفى الجامعة الأردنية عملنا على مشروع (Problem Solving)، حيث تتضمن فكرة المشروع  العمل على  إيجاد المشكلة الأكثر انتشاراً بالقسم والعمل على حلها ضمن قدرات الطلبة، وبعد تفقد المرضى ومراجعة دراسات المستشفى تبين أن أكثر مشكلة انتشاراً بين المرضى هي التقرحات السريرية (Pressure Ulcer)، وهي عبارة عن تقرحات جلدية سببها الضغط المستمر على الجلد لفترات طويلة، وعلى الفور قمنا بتحديد الأسباب الممكنة للتقرحات: من عوامل بيئية أو خلل بالمعدات الطبية أو نقص الخبرة لدى الكادر الطبي أو نقص في المعلومات لدى المرضى ومرافقيهم، وتبين أن السبب الرئيسي هو نقص المعلومات لدى المرضى وذويهم، ولذلك قمنا بتحسين نقص المعلومات عن طريق تقديم شرح للمرضى ومرافقيهم عن التقرحات الجلدية وأعراضها وأسبابها وآلية التعامل معها ومنعها، وتم استخدام الصور وتوزيع المطويات الورقية عليهم و تقديم استبيان قبل وبعد الشرح عن المشكلة؛ لضمان وصول المعلومة لديهم، وبحمد الله وفضله لوحظ تحسن في المعلومات لدى المرضى والأهم أننا لاحظنا إستجابة لدى المرضى واتباعهم تعليماتنا للوقاية والعلاج من هذه الحالة. 

 وفي النهاية أشكر الله عزوجل دائما وأبداً على منحي التوفيق والسداد، كما وأشكر عميدة كلية التمريض في الجامعة الأردنية الأستاذة الدكتورة أريج عثمان على حسن الاستقبال وتعاونها الشديد التي سرّت بقدومنا في هذه المنحة؛لأننا كنا أول وفد تمريض من جامعة النجاح يأتي ويتدرب في الجامعة الأردنية، كما أننا طلبنا أن يستمر التواصل بين الجامعتين والسماح لأكبر عدد من الطلبة لخوض مثل هذه التجربة الرائعة، كما وأشكر أساتذتي في الكلية على منحي هذه الفرصة وشكرا للجامعة الأردنية ولجامعتي جامعة النجاح الوطنية، ولا ننسى أخيراً مركز التدريب العملي بالشكر على ما قدموه لنا في هذه التجربة الرائعة.