المركز الوطني لإدارة مخاطر الكوارث ينظم ورشة عمل بالشراكة مع جامعة النجاح لمناقشة الاستراتيجية الوطنية والخطة الإعلامية للحد من المخاطر


نظّم المركز الوطني الفلسطيني للحد من مخاطر الكوارث ورشة عمل بالشراكة مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية بصفته الجهة الاستشارية؛ وذلك لمناقشة الاستراتيجية الوطنية والخطة الإعلامية للحد من المخاطر 2024-2029، ولأخذ تغذية راجعة قبل إخراج الخطة بصورتها النهائية ليصار إلى رفعها إلى رئاسة مجلس الوزراء. وعقدت الورشة في مبنى الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة. وتضمنت الورشة محطتين؛ في المحطة الأولى تم عرض ومناقشة الاستراتيجية الوطنية وفي المحطة الثانية تم عرض ومناقشة الخطة الإعلامية، وتم تدوين جميع الملاحظات الصادرة عن الفريق الفني الوطني الذي يمثل شرائح من جميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والأهلي والأكاديمي والإعلامي وسائر فئات المجتمع ومؤسساته، حيث نوقشت وتم الشروع بإجراء التعديلات اللازمة على الوثيقة النهائية.
وتعتبر الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث 24-29 خارطة طريق ومرجعية وطنية ودليل للدولة بكل مكوناتها في موضوع الحد من مخاطر الكوارث، وتمت صياغة وثيقة تمثل نظاماً للحد من مخاطر الكوارث في فلسطين، بغية إدماج الترتيبات الإرشادية للحد من مخاطر الكوارث في الدولة وسياساتها وبرامجها ومشاريعها التنموية، كما تم إعداد خطة إعلامية متكاملة لرفع الوعي من خلال التعليم والإعلام على كافة الأصعدة، وتهدف هذه الأعمال بشكل رئيس إلى المساهمة في صمود المجتمع إزاء تهديدات وتأثيرات الكوارث التي قد تكون أسبابها بشرية أو طبيعية، هذا وقد تم إعداد العمل بجميع مراحلة بإشراك مؤسسات القطاعات العام والخاص والأهلي.
وافتتح الورشة السيد حسن أبو العيلة مدير المركز الوطني الفلسطيني لإدارة مخاطر الكوارث، وهو هيئة تابعة لرئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني. وشارك من الجامعة الأستاذ الدكتور جلال الدبيك مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث رئيس الفريق الاستشاري، وأعضاء من الفريق الاستشاري منهم الدكتور علي عبد الحميد مدير وحدة التخطيط الحضري والإقليمي، والمهندس محمد دويكات منسق الإعلام، والمهندسة ديانا عناب التي تولت مهمة تدوين ملاحظات الفريق الفني والتعديلات المطلوبة، كما حضر الورشة أعضاء من المركز الوطني وأعضاء الفريق الفني ومجموعة من الإعلاميين، والذين يمثلون قطاعات الدولة ومكوناتها.
وذكر العيلة بأن هذا العمل يأتي ضمن مشروع تقييم المخاطر وإدماج القدرة على الصمود في هيئات الحكم المحلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنه بالشراكة مع صندوق إقراض وتطوير الهيئات المحلية وبتمويل من البنك الدولي. وقال: "نحن هنا اليوم بصحبة الفريق الفني للاطلاع على نتائج الدراسات التي أعدها الفريق الاستشاري حول الخطة الاستراتيجية للحد من مخاطر الكوارث، وخطة التوعية المجتمعية. إن مركزنا يعمل وفقاً للإرادة السياسية لكن ميدانياً لا نستطيع القيام بالعمل وحدنا دون شركاء. إن رسالة المركز هي التكامل ونؤمن بالعمل التشاركي، فالشركاء هم حجر الزاوية في إدارة مخاطر الكوارث. اليوم ننظم الجلسة الأخيرة لأخذ ملاحظاتكم وإقفال المشروع، حيث سبق أن تم إرسال الدراسات للفرق الفنية ووصلتنا بعض الملاحظات والردود، ونلتقي اليوم لمناقشتها وسماع المزيد من الملاحظات، علماً أن الخطة مرنة وتستطيع كل مؤسسة وضع الرؤية الخاصة بها وتطويرها، وتحديد الدور الذي تستطيع أن تلعبه بدقة، هدفنا الرئيس التنسيق بين الجهود المختلفة ليستفيد منها الوطن أقصى ما يمكن ولمنع التكرار."
فيما قال الدكتور جلال الدبيك في كلمته: "إن كل مؤسسة هي حلقة قوية في تخصصها، والمركز الوطني دوره تنسيقي، وكحلقات يجب علينا أن يشد بعضنا بعضاً لتكوين سلسلة حلقاتها قوية مترابطة، إن المنصة الإلكترونية التي خرجت عن هذا العمل تحتوي على بيانات وخرائط كثيرة حول قابلية الإصابة والتعرض. لقد تم العمل وفقاً لمعايير إطار سنداي الدولي، وهو أحدث إطار صادر عن الأمم المتحدة في مسألة الحد من مخاطر الكوارث. الخطة حددت المسائل ذات الأولوية، وتم بناء استراتيجيات، ومنها تم تدوين إجراءات ومهام قابلة للتنفيذ على الأرض."
واستعرض الدكتور علي عبد الحميد خطة الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث، واستمع إلى ملاحظات الفريق الفني، وتمت مناقشتها بصورتها شبه النهائية، وتمت دعوة الحضور إلى إرسال أية ملاحظات قبل نهاية الشهر الجاري. ولخّص الدكتور عبد الحميد إن الهدف من وراء كل تلك الأعمال هو منع نشوء مخاطر جديدة والحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث من خلال تنفيذ تدابير متكاملة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وبيئياً وقانونياً وصحياً وثقافياً وتعليمياً وتكنولوجياً وغيرها من أركان، للحيلولة دون تعرض الشعب الفلسطيني للأخطار وخفض قابلية التضرر من أي كوارث قد تقع، وتعزيز مقدرته على الاستعداد للاستجابة والتعافي والقدرة على المجابهة والصمود. وأردف بالقول إن النتائج المتوقعة تتلخص في الحد من مخاطر الكوارث المحتملة، وخفض الخسائر في الأرواح والممتلكات، وكذلك أية خسائر أخرى كالخسارة الصحية أو المجتمعية أو الثقافية أو البيئية على مستوى الافراد والمؤسسات والمجتمعات والبلدان.
ثم عرض البروفيسور الدبيك بالشراكة مع المهندس دويكات الخطة الإعلامية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث، وجرى العرض على شكل حوار مفتوح مع الفريق الفني والإعلامي، وأشار دويكات بأن الخطة مبنية بلغة مبسطة يسهل فهمها على المختص وغير المختص، ويمكن لكل مؤسسة أن تقوم باتخاذ الدور الإعلامي الذي يمكن أن تلعبه من خلال وحدة العلاقات العامة والإعلام فيها، وأوضح أن التعليم والإعلام هما حجر الأساس في رفع وعي المجتمع، وقارن بأن المجتمعات التي تم رفع وعيها اتضح أن نسبة الخسائر في الأرواح والممتلكات فيها كانت أقل بكثير من المجتمعات التي لم تتبع ذلك الإجراء.
وقال الدبيك إنه من المهم استهداف المؤسسات العاملة في مجال الصحافة والإعلام ومنظمات التواصل المجتمعي على اختلافها من أجل العمل بتناغم ضمن حملة وطنية للتوعية من أجل الحد من مخاطر الكوارث، موضحاً أن للإعلاميين دور رئيس في إنقاذ حياة البشر والحفاظ على الممتلكات قبل وخلال وبعد وقوع الكارثة. وأوضح بأن كل قطاع يوجد فيه عادة إعلاميون مهتمون فيه، فالرياضة لها إعلامي رياضي، والبيئة لها إعلامي بيئي، منوهاً إلى ضرورة تطوير قدرات إعلاميين فلسطينيين ليصبحوا مختصين في شأن المخاطر والحد منها سواء من الصحفيين أو المهندسين أو العاملين في الوزارات والمؤسسات، ورحّب بمن يشاء من فلسطين من لتدريبه وتأهيله في هذا المجال. وناقش الدبيك مع الحضور مصفوفةً تم تصميمها حول القطاعات المستهدفة من حملة التوعية والأدوات والوسائل الممكن استخدامها، وتم تطوير هذه المصفوفة بناءً على الملاحظات والتغذية الراجعة التي قدّمها الإعلاميون في ورشات عمل سابقة. وأردف بقوله بأن الإعلام الفلسطيني يركز عادةً على الأحداث بعد وقوعها، مشيراً إلى أهمية أن يكون له دور قبل وقوع الكوارث وخلالها وبعدها.
واختتم أبو العيلة الورشة بقوله إن المشروع هو عمل كبير وطموح ويحتوي على جزئياتٍ كثيرة، وأشاد بجهود الفريق الاستشاري في جامعة النجاح الوطنية، ودعا إلى تضافر الجهود في تبني وتنفيذ آليات رفع الوعي المجتمعي وبناء ثقافة عامة للسكان وذوي العلاقة حول الحد من مخاطر الكوارث. وأوضح بأن المطلب الأساسي هو أن يعمل الإعلام الوطني الفلسطيني بشقيه الرسمي وغير الرسمي كذراع تنفيذي في إيصال الرسالة والمؤازرة باتجاه تنفيذ الاستراتيجية الوطنية والخطة الإعلامية من أجل تعزيز وبناء قدرات الشعب الفلسطيني إزاء الأخطار الطبيعية، وكذلك الناجمة عن البشر المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي.