جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


إنطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية وتعزيزاً لرؤيتها في تلبية كافة الاحتياجات التي تخدم العملية التعليمية، تحرص جامعة النجاح الوطنية على توفير بيئة ملائمة ومساندة وصديقة للطلبة من ذوي الإعاقة، وذلك من خلال وحدة رعاية الطلبة ذوي الإعاقة، والتي تختص بمتابعة شؤونهم وتذليل كافة الصعاب التي من الممكن أن تعترض حياتهم الجامعية، وحتى بعد التخرج.


تأسست الوحدة عام 2008، وكان في الجامعة حينها 9 طلاب ذوي إعاقة، بينهم خمسة كفيفين، وفي نفس العام تم إنشاء أول مختبر حاسوب للكفيفين على مستوى الجامعات الفلسطينية في جامعة النجاح، والذي عزز فرص ذوي الإعاقة البصرية للالتحاق بالجامعة حيث أصبحت الجامعة في السنة التالية وجهة للطلبة ذوي الإعاقة من كافة محافظات الضفة.

هذا وحرصت الوحدة وقبل 12 عاماً على توفير مواءمات فيزيائية في كافة مباني الجامعة وأروقتها لتسهل حركة ذوي الإعاقة، وتمكنهم من الوصول إلى أي مكان يريدونه في الجامعة دون الحاجة لمساعدة أحد، بالإضافة إلى إنشائها لصندوق المنح، والذي ساهم في تمكين عشرات الطلبة من إكمال مسيرتهم التعليمية، وعزز الثقافة المجتمعية حول مسؤولية دعم حق ذوي الإعاقة في التعليم، فإن معظم الطلبة ذوي الإعاقة هم من الطبقات المتوسطة والفقيرة، وحسب دراسة أعدتها الوحدة فإن هؤلاء يمثلون 75% من مجمل الطلبة ذوي الإعاقة بالجامعة، والكثير من الأهالي يرغبون بإكمال تعليم أبنائهم لكن الأوضاع المادية تحول دون ذلك، ومن هنا يأتي دور هذا الصندوق لتذليل هذه العقبة، حيث يأتي تمويل الصندوق من شركات ومؤسسات وأفراد ميسوري الحال من داخل مدينة نابلس والخارج، حيث تعطى المنح بنسب متفاوتة بناء على الوضع المادي للطالب، وتحول لحسابه بالجامعة وليس نقداً.

وخلال 12 سنة قدم الصندوق 1820 منحة بمبلغ إجمالي يزيد عن 850 ألف دينار، وهذا لا يشمل الكثير من المنح التي لا تدخل الصندوق وإنما تذهب مباشرة لحساب الطالب بناءً على رغبة المتبرع.

ويمكن للطالب التقدم لهذه المنح بعد إتمام الفصل الأول، ولها عدة شروط وهي أن يكون معدله التراكمي (2) فما فوق، وأن يكون مسجلاً بالاتحاد العام لذوي الإعاقة، ويتم مسح اجتماعي للعائلة أحياناً، ويعطي هذا الصندوق حافزاً للطالب ذي الإعاقة خلال المرحلة المدرسية للتفوق من أجل الاستفادة من هذه المنح.

يتم اعتماد الطالب في الوحدة بناء على تقرير طبي يوضح نسبة الإعاقة يصدر عن اللجنة الطبية بوزارة الصحة، وكتاب مرفق من اتحاد المعاقين يثبت أنه عضواً في الاتحاد؛ وذلك لتعزيز ثقة المتبرعين أو القائمين على نظام الجامعة.

ويشير أ.د ماهر النتشة، رئيس الجامعة إلى عمق الاهتمام الذي توليه الجامعة لفئة الطلبة ذوي الإعاقة، حيث أنشئت وحدة رعاية الطلبة ذوي الإعاقة لتحقيق غايات نبيلة تتمثل في تسهيل كافة احتياجات ومتطلبات الطلبة من هذه الفئة، وتقديم كل ما يلزم من مساعدة لتمكينهم من إكمال تحصيلهم العلمي أسوة بغيرهم، مؤكداً بأن الجامعة توفر بيئة ملائمة ومساندة وصديقة ورعاية خاصة للطلبة ذوي الإعاقة من خلال مواءمة مبانيها ومرافقها المختلفة، وما يحمله كادرها التعليمي والإداري من ثقافة إيجابية في التعامل مع هذه الفئة من الطلبة، مشيراً بأن الجامعة تعمل كجسم واحد من كافة الدوائر لتقديم الخدمة والتسهيل على الطلبة ذوي الإعاقة.

وعن الاستراتيجية الخاصة بالجامعة في هذا الشأن، يشير السيد سامر عقروق، مدير وحدة رعاية الطلبة ذوي الإعاقة إلى أن الاستراتيجية في التعامل مع هذه الفئة من الطلبة هي الشمول والانفتاح الكامل بين مختلف الدوائر والأقسام، وجميع العاملين في دوائر الجامعة مكلفين سلوكياً وثقافياً وأخلاقياً بالتعاون مع الوحدة بشتى الطرق المتاحة، وبما لا يخالف أنظمة الجامعة؛ لتحقيق الهدف الأسمى وهو تقديم الخدمة الأمثل للطلبة.

تعمل الوحدة في الجامعة على تسهيل كافة أمور الطلبة ذوي الإعاقة، كعدم إغلاق أي شعبة أمام أي طالب ذي إعاقة، ويتطلب الأمر أحياناً نقل شعبة كاملة من مبنى إلى آخر من أجل تمكين طالب ذي إعاقة من الوصول إلى القاعة بكل سهولة ويسر، حيث عملت الوحدة على إنشاء المواءمات الفيزيائية لمباني الجامعة في الحرم القديم والجديد بما فيها المصاعد.

كما وتعمل الجامعة على تلبية كافة احتياجات الطالب المادية والمعنوية والأكاديمية بكفاءة عالية؛ نتيجة وجود فهم مشترك لسلوك يخدم الطلبة ذوي الإعاقة داخل الجامعة، بما فيها الدعم المادي كتوفير الأجهزة والمعدات للطلبة ذوي الإعاقة من كراسي متحركة، ونظارات وسماعات طبية، وأجهزة "لابتوب"، وكإعطاء الطالب الكفيف وقتاً إضافياً في الامتحان، وتوفير كاتب له في الامتحان، وإمكانية تسجيل المحاضرة، كما وتعمل بالتنسيق مع المدرس لحجز مقعد متقدم لطالب يعاني من ضعف السمع.

كما تعمل الوحدة على مساعدة الطالب ذي الإعاقة عند التحاقه بالجامعة في اختيار التخصص الذي يناسب إعاقته، وحل أية مشكلة يمكن أن تواجه الطالب في تخصص معين بطرق إبداعية ومبتكرة، بالإضافة إلى توعية كافة الموظفين الأكاديميين والإداريين في الجامعة باحتياجات الطلبة ذوي الإعاقة، مع التأكيد على أن لكل طالب منهم احتياجات مختلفة عن غيره من ذوي الإعاقة.

ويشير عقروق إلى أن جامعة النجاح كانت أول جامعة تُدخل بند الإعاقة إلى استمارة الالتحاق بالجامعة، قبل أن تعتمدها وزارة التعليم العالي لكل الجامعات قبل سنتين، وتتضمن الاستمارة سؤالاً عن وجود إعاقة لدى مقدم الطلب، وتطلب منه تحديد نوع إعاقته، وترشده لمراجعة وحدة رعاية الطلبة ذوي الإعاقة أو عمادة شؤون الطلبة.

تحرص الجامعة على توفير بيئة تعزز ثقة الطالب بنفسه ليكون قادراً على المنافسة في سوق العمل، والإبداع والتميز، ونتيجة لهذه البيئة الملائمة، تصاعدت أعداد الطلبة ذوي الإعاقة خلال السنوات التالية لتأسيس الوحدة، وبلغ عددهم 157 طالباً في نهاية الفصل الأول الماضي، ومن بينهم 14 كفيفاً، و8 يستخدمون كراسي متحركة، و37 حالة ضعف بصري، و 12 إعاقة سمعية، و5 حالات صعوبات تعلم.

كما ويمتد نشاط الوحدة إلى خارج أسوار الجامعة، لتشمل ذوي إعاقة من غير طلبتها، ومنهم أطفال المدارس حيث تقدم لهم أجهزة مساعدة ومساعدات عينية، وتعمل الوحدة على متابعة الطلبة ذوي الإعاقة بعد تخرجهم، لضمان حصولهم على حقهم بالعمل وفق القوانين المعمول بها، حيث أن القوانين التي تحدد حق ذوي الإعاقة بنسبة معينة في الوزارات والمؤسسات لا زالت حبراً على ورق، وهناك فرق واضح بين القانون والواقع.

ومن أبرز خريجي الجامعة من ذوي الإعاقة والذين سطروا قصص نجاح مميزة، وتركوا بصمات واضحة في المجتمع، الشيخ تامر جرادات الذي حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الجامعة، وعيّن إماماً وخطيباً بمساجد نابلس، ويمتلك الكثير من المواهب منها قراءة القرآن الكريم بعشرة أصوات لمشاهير القرّاء، وملكة الكتابة الإبداعية.


Read 283 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية