خلال الاجتماع التأسيسي الثاني إطلاق التحالف الأكاديمي لحوار الأديان في النجاح وبيت لحم

إستضافت كلية بيت لحم للكتاب المقدس يوم الاثنين الماضي الاجتماع التأسيسي الثاني "للتحالف الأكاديمي لحوار الأديان" الذي أطلقته المؤسستان التعليميتان الشهر الماضي. حيث أكد المجتمعون على أن هدف التحالف قد خلق فضاءً للحوار الأكاديمي بين كليات وعلماء الشريعة وكليات وعلماء اللاهوت والدراسات الدينية وسائر الأكاديميين المهتمين بالموضوع في فلسطين وخارجها وذلك للمساهمة في خلق بيئة وطنية تتمتع بالتعايش الامن والعيش والعمل المشترك،
وشارك في الاجتماع ممثلون عن كلية الشريعة من جامعة النجاح وكلية بيت لحم للكتاب المقدس. وهم الدكتور جمال الكيلاني عميد كلية الشريعة في الجامعة والقس الدكتور منذر إسحق عميد كلية بيت لحم للكتاب المقدس والدكتور ناصر الشاعر والدكتور سليم منير و الدكتور غسان بدران والدكتور عامر جود الله والأستاذ دانيال بنورة والأستاذة شيرين هلال والأستاذ يوسف الخوري والدكتور أمجد أبو العز والدكتور عودة عبد الله والقس الدكتور جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس.
في بداية اللقاء رحب القس الدكتور جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس بأعضاء التحالف قائلا "يشهد العالم يومياً حالة من التوسع المعرفي والإدراكي والعلمي والتقني والاقتصادي، فهو في حركة مستمرة من التبادل والتعاون والتعايش، وهنا يأتي دور الوعي في احتواء ذلك والتعامل معه بإدراك ومعرفة مداخله ومخارجه دون إضرار أو سيطرة أو نفوذ أو هيمنة تلغي حقوق الآخر."
وخلا ل الاجتماع تم الاتفاق على عدة محاور أساسية ستشكل الخطوط العريضة للتحالف، على رأسها رؤية التحالف التي أجمع المشاركون أنها ستتمحور حول تعزيز مجتمع فلسطيني حاضن للتنوع الديني والتعددية والشراكة، والتأكيد على أن فلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948 هم جزء أساسي من النسيج الفلسطيني. لافتين ايضا الى ان التعامل مع واقعية العيش المشترك ضروري لبناء المجتمعات المتقدمة والامنة.
كما ناقش المشاركون في الاجتماع القيم والقواعد والمعايير الإنسانية المشتركة التي سيحتكم اليها التحالف على رأسها تعزيز المفاهيم الإيجابية للدين من منطلق أن الدين يساهم في بناء المجتمعات الامنة، وسحب الذرائع لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع باسمه، والاهتمام بالقضايا المتفق عليها والمفاهيم الإيجابية، كما اتفق المشاركون على أن الاتحاد سيتجنب النقاش في القضايا الخلافية والمفاهيم السلبية بل سيركز على نقاط الاتفاق والأخوة الإنسانية والشراكة الوطنية العادلة مع الاعتراف بالاختلاف والتنوع في الرؤى والتعاليم وبحرية التعبير والتاكيد على عدم تحويل الاختلاف إلى خلاف.
ولفت المجتمعون الانتباه الى أن من أهداف الاتحاد بناء جسور بين القيادات الدينية، وبناء القدرات ومعالجة الأفكار النمطية السلبية التي تسيء للمجتمع والسلم المجتمعي. مع التأكيد على أن الاتحاد الأكاديمي لحوار الديان سو ف يلتزم بمنظومة معايير العمل الأكاديمي الجامعي في فلسطين.
واتفق المشاركون أيضا على أن الهيكلية التنظيمية والإدارية للتحالف الأكاديمي لحوار الأديان ستعمل من خلال اللجنة المؤسسة وتشمل كل الأعضاء، حيث يتألف التحالف من سبعة أعضاء من كل كلية، وبمجموع 14 عضواً مؤسساً. تساعدهم لجنة مصغرة تتشكل من مثلي التحالف، كلاً من عميد كلية الشريعة وعميد كلية دراسات الكتاب المقدس (أو من ينوب عنهم). بالإضافة الى المنسق العام للاتحاد حيث تم اختيار الدكتور أمجد أبو العز ليكون منسقاً للتحالف خلال الفترة الأولى، كما تم الاتفاق على تعيين الأستاذ يوسف الخوري أميناً للسر للتحالف لنفس الفترة.
وأشاد الدكتور الكيلاني بمبادرة التحالف الأكاديمي لحوار الأديان التي تساهم في دعم مفهوم العيش المشترك في فلسطين، لافتا الانتباه الى أن إدارة النجاح بقيادة الأستاذ الدكتور ماهر النتشة تولي اهتماماً خاصاً لهذا التحالف، وتوفر كافة الدعم والمساندة لنشاطاته. ووجه الدكتور الكيلاني الشكر لكلية بيت لحم للكتاب المقدس على حسن الضيافة والاستقبال والروح التعاونية التي سادت الاجتماعات التأسيسية للاتحاد سواء في إجتماعه الأول في جامعة النجاح أو الاجتماع الثاني في كلية بيت لحم للكتاب المقدس.
من جانبه رحب القس الدكتور منذر اسحق بوفد جامعة النجاح الوطنية قائلا "إن كلية بيت لحم للكتاب المقدس تولي التحالف الأكاديمي لحوار الديان أهمية كبيرة لما لهذا المشروع من أثر إيجابي وتفاعلي في الأوساط الاكاديمية الإسلامية والمسيحية، لافتاً الانتباه الى أن هذا المشروع يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية التي تحتاج الى مثل هذه المبادرات الخلاقة التي تساهم في تعزيز التفاهم وخلق جسور التواصل والتفاهم وإزالة نقاط الخلاف بطرف خلاقة تحفظ حق الجميع."
من جانبه وجه الدكتور أمجد أبو العز منسق التحالف الشكر لقيادة جامعة النجاح بإدارة الأستاذ الدكتور ماهر النتشة رئيس الجامعة الذي تبنى الفكرة منذ اللحظة الأولى التي عرضت عليه، كما وجه الشكر للقس الدكتور منذر اسحق الذي ساهم أيضا في إنجاح الفكرة لترى النور كما وجه الدكتور أبو العز الشكر لجميع الأعضاء المؤسسين للتحالف لدعمهم ومساندتهم للفكرة ولروح التعاون والتسامح التي تسود اجتماعاتهم مما يعكس روحاً إيجابية ستساهم في إنجاح الفعاليات المستقبلية للتحالف الاكاديمي. ووجه الدكتور أبو العز الشكر لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الاديان والثقافات الذي دعم هذا النشاط من خلال برنامج الزمالة الدولية . واكد الدكتور أبو العز انه بدأ مؤخرا في التواصل مع الفعاليات المحلية والدولية لبناء علاقات تعاون واطلاق نشاطات أكاديمية في إطار المحاور والقيم التي تم الاتفاق عليها.