الإنفرا ثوت..إنطلقت من كلية القانون في النجاح لتفعيل دور الطلبة في المسيرة التعليمية

كن حراً، كن مفكراً، كن مختلفاً..
من هذه الكلمات إتخذت شعاراً لها، وفي تلك الكلمات ما هو كفيلٌ للتغيير، التغيير الذي يقود إلى الإبداع والتألق، وتفعيل المشاركة الطلابية في النقاش والحوار لتكون بذلك بمثابة اللبنة الأساسية للتغيير لما هو أفضل.
بقلم: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامّة
فكرة (الإنفرا ثوت) (Infra thought)، هي فكرة أنشأها الدكتور مؤيد حطاب، عضو هيئة التدريس ورئيس لجنة البحث العلمي في كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية، لتعزيز دور طلبة جامعة النجاح وكلية القانون خصوصاً، وحرصاً على تمكين الطلاب من دور القيادة والتخطيط وليتمكن الطلاب من نقاش واقتراح سبل تطوير الفكر والثقافة والبرامج التدريبية العملية، وذلك بهدف تفعيل دور الطلاب، وسماع اقتراحاتهم، وتمكينهم من اختيار المواضيع الفكرية واقتراح البرامج التدريبية ليقوموا فيما بينهم، أو بالتعاون مع المدرسين والأساتذة في تنفيذها وتطويرها.
وتقوم الفكرة على إنشاء مجموعة عمل طلابية بالدرجة الأولى تضم طلاب وأعضاء هيئة تدريسية بدأت بكلية القانون وامتدت لتشمل قسم العلاقات العامّة والإتصال وكلية الطب وعلوم الصحة، وتسعى للوصول إلى كافة طلبة الجامعة من مختلف الكليات والتخصصات، وتعمل المجموعة على تنظيم العديد من الأنشطة اللامنهجية التي من شأنها أن تفعّل دور الطلبة من خلال إقتراحهم لتلك الأنشطة وتنظيمهم لها مما يعطيهم مجالاً للتميز والإبداع، في حين يشرف أعضاء الهيئة التدريسية على تلك الأنشطة ويقدّمون كل التسهيلات الممكنة للطلبة من أجل إنجاح تلك الفعاليات.
وانطلقت الفكرة باستقطاب طلاب من مختلف المراحل الدراسية، حيث لم يقتصر الإجتماع الأولي على طلبة كلية القانون فقط وانما تضمن حضوراً من أقسام الإعلام وكلية الطب وعلوم الصحة، والتواصل مع الطلبة لسماع وجهة نظرهم حول ما هي أهم الأنشطة اللامنهجية التي تستهوي رغبة الطلاب والطالبات، ومناقشة واقتراح سبل تطوير الفكر والثقافة والبرامج التدريبية العملية.
أما النشاط الأول للمجموعة فقد تمثّل في عقد لقاء ثقافي حول فن الحوار تضمن مناظرة طلابية بين مجموعتين من الطلبة من كلية القانون حول موضوع الحرية المطلقة وفق مقولة " الحرية يجب ألا تكون مقيدة بالعرف المجتمعي" حيث إنقسم الفريقان ما بين مؤيد ومعارض للمقولة.
ومع نهاية النشاط الاول أُعجب الطلبة بنجاح النشاط واعتبروه كسراً للروتين والتقليد في فن المناظرة والحوار والنقاش، مما شكل الإنطلاقة الحقيقية للمجموعة.
ولم تقتصر الأنشطة عند هذا الحد فقد حرص الدكتور حطاب على لقاء الطلبة المنضمين للمجموعة بشكل دوري للإستماع إلى مقترحاتهم وإبداعاتهم والعمل على مساعدتهم على إنجازها على أرض الواقع، وفي هذا السياق يقول الدكتور حطاب " جاءت الفكرة لإخراج ما لدى الطلبة من إبداع وتميز من خلال إعطائهم مساحة للتميز والإبتكار والمشاركة في عقد الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تصب في العملية التعليمية، والخروج عن الروتين والتقليد في الأنشطة المعمول بها".
كما التقى الدكتور حطاب مع الطلبة لتأسيس لجنة تحضيرية تكون مهامها التحضير والترتيب لعقد الندوات، وإعطاء حرية المشاركة بشكل دوري للطلبة الراغبين بالانضمام إلى اللجنة، وأخذ آرائهم وانتقاداتهم حول الأنشطة المنظمة.
حرصت المجموعة على إستضافت شخصيات تتحدث حول الموضوع حيث تم إستضافة الدكتور جمال الكيلاني، عميد كلية الشريعة في جامعة النجاح والدكتور أنور جانم، ممثلاً عن دكاترة القانون الجنائي في جامعة النجاح، والدكتور رائد بدوية، ممثلاً عن دكاترة القانون الدولي، والأستاذة أيك دويكات محامية ممثلة عن الهئية المستقلة لحقوق الانسان، ليكون النشاط الثاني للمجموعة بعنوان " هل أنصف القانون الفلسطيني والتشريعات الدولية والفقه الاسلامي المرأة".
في النشاط الثاني أُثريت الندوة بالمداخلات والنقاشات للطلبة من مختلف كليات الجامعة وخصوصاً القانون وأقسام الإعلام الذين كان لهم دور بارز في إنجاح اللقاء.
إستضافت يوم دراسي حول قانون الضمان الإجتماعي، كان من بين أهم الأنشطة التي عملت على تنظيمها المجموعة، حيث شهد اليوم مشاركة عدد كبير من الشخصيات القانونية والإعتبارية الفلسطينية التي قدّمت مداخلات حول القانون الجديد، ولم يغفل اليوم الدراسي الدور الطلابي الذي ساهم بشكل أساسي في إنجاح اليوم الذي تناول قضية تُطرح للمرة الأولى على الساحة الفلسطينية.
لأنها تبنت مبدأ التغيير وكسر الروتين، تميّزت مجموعة (Infra thought)، بكسر التقليد على مستوى المحاكم الصورية لطلبة القانون، فمنذ أيام إختتمت المجموعة سلسلة من المحاكم الصورية التدريبية التي تم تقديمها لمجموعة من طلبة كلية القانون بحفل تكريم وتوزيع شهادات للمشاركين.
وعن الإختلاف في المحاكم الصورية التي يقدمها الطلبة يقول الدكتور حطاب " في العادة تقدّم المحاكم الصورية للطلبة بسيناريو قضية قانونية جاهز، ويعمل الطلبة على تقديم الجانب التمثيلي بين فريقين، وإنطلاقاً من تفعيل الدور الإبداعي للطلبة حرصنا على تقديم المحاكم الصورية لطلبة القانون بأسلوب جديد يتضمن طرح قضية مستوحاة من أرض الواقع وإعطاء الطلبة كامل الصلاحيات للبحث في المصادر القانونية وتجهيز مرافعاتهم ودفوعهم، ليتم بعد ذلك تقديم المرافعات بين فريقي المدعي والمدعى عليه، وهذه الطريقة للمحاكم الصورية هي الطريقة المتبعة في الجامعات العالمية وفيها تظهر إبداعات الطلبة وتميزهم على المستوى القانوني".
ولأن وسائل التواصل الإجتماعي باتت جزءاً لا يتجزء من واقعنا، عملت مجموعة (Infra (thought، على إنشاء صفحة خاصة بالمجموعة على موقع الفيسبوك، حيث يبلغ عدد أعضاء المجموعة في الوقت الحالي 829 عضواً وهي في إزدياد مستمر الأمر الذي يدل على نجاح الفكرة وتقبلها.