كانت ولا زالت تجربة مليئة بالحماس والاختلاف والتطور عن المراحل الدراسية السابقة .. فالانضمام للبرنامج كان مدفوعاً بالشغف والفضول الذي لا ينفك يزداد ويثمر في العديد من الأصعدة .. ابتداءً من التجربة العلمية التي ساهمت في تغيير وتوسيع أفاقي كمعمارية من ناحية النظريات وربط العمارة بطرق الإنشاء إلى التعرف على مساهمة المعماريين في تشكيل البنية الحضرية وتحليلها وغير ذلك الكثير مما توفره المساقات المختلفة .. والتي أدى تنوعها إلى زيادة غنى التجربة.. ومما لا بد من ذكره هو الاحتكاك المباشر وغير المباشر بالهيئة التدريسية التي في العديد من المجالات ساهمت في تشجيع مناخ البحث العلمي ودفعه للأمام في معظم مراحل البرنامج. ولا شك أن الخلفيات التي يجمعها البرنامج تعمل على إثرائه بعدة طرق .. سواءً اختلاف الخلفية الثقافية للطلاب أو المدرسين .. وهذا يخلق جانباً آخر من التأثير غير الأكاديمي على البرنامج ويضفي عليه طابعاً حيويا ويفتح أبواب مختلفة للنقاشات وطرح الأراء المختلفة.

أرى أن المساقات المطروحة تلائم وتغطي متطلبات العمارة، وهي تكملة لما تم تغطيته في البكالوريوس. كما أن النظام مرن يسمح للطالب بالإبداع والتطور في مجال تخصصه، ويرجع ذلك إلى التعامل والتفاهم ما بين القائمين على الدراسات العليا من أساتذة ذوي كفاءة من حملة شهادات الدكتوراه وأعلى و ما بين الطلبة، بالإضافة إلى أن نظام تقييم الطالب من خلال الأوراق العلمية التي يقدمها خلال الفصل، والأبحاث، والنقد لأبحاث عالمية مشهورة عزز بدوره قدرة الطالب على الإبحار في مجالات تخصصه بل أبعد من ذلك.

برنامج ماجستير الهندسة المعمارية برنامج مميز، وفيه من المميزات ما يعرفها الجميع، مثل: البرنامج بوفر فرصة للعديد من الطلاب لمتابعة دراساتهم العليا دون الحاجة للخروج من فلسطين. البرنامج يضم طاقم من المدرسين ذوي التخصصات المختلفة، مما يغني الخطة ويخلق تنوع في المساقات المطروحة. كثير من رسائل الماجستير المقدمة تبحث قضايا متعلقة بمسائل معمارية تخص فلسطين، مما يعود بالفائدة على فلسطين، وتخلق أملاً وفرصةً للمستقبل.