جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


 المهندس محمد جهاد دويكات، عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية، ومدرس مساق الهندسة والمجتمع، تعددت أساليبه وتنوعت ليقدم مساقاته بأسلوب فريد يخدم المسيرة التعليمية في الجامعة والمجتمع على حدًّ سواء، نشاطه الإجتماعي ورؤيته الفريدة جعلت "برنامج سويتشــــــميد" التابع للإتحاد الأوروبي يختاره مؤخراً ليكون سفيراً ومدرباً معتمداً لجائزة الريادة الخضراء خلال الفترة من 2015 إلى 2017 في شمال الضفة الغربية.

برنامج سويتشــميد هو أحد برامج الإتحاد الأوروبي، ويتم تنفيذه في تسع دول شرق أوسطية من خلال شركاء إقليميين هم: منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)- خطة عمل دول البحر الأبيض المتوسط (MAP) مع المركز الإقليمي للإنتاج والإستهلاك الأنظف والمستدام (SCP/RAC)، بموجب اتفاقية استكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة، ويرتبط البرنامج في فلسطين بشركاء محليين هما سلطة جودة البيئة وجامعة بيرزيت.

ويستهدف البرنامج  ثلاث مستويات هم صناع القرار، والمجتمع المدني، والمنتفعين المباشرين من تطبيقات البرامج الخضراء في المجالات التجارية، ويهدف إلى تحفيز وخلق مشاريع إبداعية تحقق جدوى إقتصادية، وتلبي احتياجاً للناس وتعالج مشكلات مجتمعية ذات علاقة بالبيئة وتنفع المجتمع الفلسطيني، بطريقة خضراء صديقة للبيئة.

وقد تم إختصار طلبات جميع المتقدمين للإلتحاق بهذا البرنامج إلى 25 طلباً، تم إختزالها إلى أفضل عشرة أشخاص كان من بينهم المهندس دويكات، حيث يخوض دويكات تدريباً مكثفاً يستمر خمسة أيام متتالية في رام الله من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً مع تسع سفراء آخرين من أنحاء الوطن لتأهيلهم كسفراء ومدربين، ويتولى التدريب ثلاث خبراء أوروبيين في المشاريع التجارية الخضراء إثنان منهم إسبان وهما (جيسوس إغليسياز، وماركل كورمان) والثالث (آرتر نادكرينيسيني) وهو يوناني وقائد الفريق على مستوى الشرق الأوسط.

وكان من أهم معايير وشروط التقدم والقبول في هذا البرنامج: وجود خبرة مهنية تراكمية وتجربة سابقة في التدريب على الريادة وتأسيس الأعمال، وأن يكون لديه تجربة في العمل مع الشباب الرياديين والحاضنات وتسريع الأعمال ودعم أفكارهم، وأن يكون قد تلقى تدريبات على الريادة ضمن مشاريع دولية، وأن يكون على معرفة عامة بمبادئ الريادة صديقة البيئة، وأن يكون لديه شخصية وحضور،  علماً أن المهندس دويكات قد تخطى خمس سنوات مع المعهد الكوري وبعض المؤسسات الدولية في هذا المجال ضمن مشاريع سبارك وصندوق الإستثمار الفلسطيني ومنظمة الشباب الدولية وغيرها.

وبدوره عزا دويكات إختياره هذا إلى عدة أسباب قال إن أهمها "جامعة النجاح الوطنية"، حيث أشار الى أنه خلال تعلمه في مرحلة البكالوريوس في هندسة العمارة في جامعة النجاح فُتحت آفاقه على البيئة الفلسطينية، وأن احتكاكه أيضاً بخبراء خلال عمله مدرساً في قسم هندسة البناء والهندسة المدنية والهندسة الكيماوية، وعمله في المراكز العلمية في الجامعة مثل مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل، ومواكبته لأعمال مركز بحوث الطاقة ومعهد الدراسات المائية والبيئية، كان له الأثر في صقل شخصيته وتنمية حسه البيئي، بالإضافة إلى تنشئته الإجتماعية، حيث نشأ وسط أسرة ريفية في قرية عسكر داخل مدينة نابلس، كانت تعتمد الزراعات المنزلية وإعادة استخدام مياه المطبخ ودفن النفايات العضوية وإعادة استخدامها كسماد، وما رافق ذلك من عادات ونمط للحياة الفلسطينية في الثمانينات.

كما يرى دويكات أن عمله كمدرس ومدرب للريادة في المعهد الكوري وتجربته حول "عمارة الفقراء" في مساق الهندسة والمجتمع كان سبباً من الأسباب التي أدت الى إختياره، كما كان قد فاز أحد مشاريع التخرج التي أشرف عليها في قسم هندسة البناء بمسابقة المدرسة الخضراء التي نظمتها نقابة المهندسين عشية مؤتمر الطاقة الرابع قبل بضع سنوات، بالإضافة لكونه متخصص في الإعلام الهندسي في دراسته العليا.

وسيكون دور دويكات كسفير ومدرب نشر رسالة البرنامج وفكرته في أنحاء الوطن وعلى الأخص شمال الضفة الغربية، وتشجيع التحول من الفكرة والنظرية إلى نموذج عملي قابل للتطبيق في فلسطين، وتحفيز التفكير الأخضر، والمشاركة في التدريب والتنسيق مع المتدربين، وإنتقاء أفضل المشاريع الخضراء لتتلقى دعماً إضافياً ضمن معايير مشروع سويتشميد، وفي هذا الخصوص أكد المهندس دويكات أنه رغم كل التحديات والمعيقات التي تواجه الشعب الفلسطيني ولعل أكثرها سوءاً الإحتلال الإسرائيلي، فإن الفلسطيني قادر على المنافسة ووضع بصمته في هذا المحفل الدولي، موضحاً أن اختياره في هذا المكان لا يعني أنه خبير في العمل الأخضر نفسه مشيراً بأن هناك خبراء كبار في جامعة النجاح وفي الوطن في هذا المجال، لكن سيكون دوره هو التشجيع والتحفيز لبناء فرق عمل منهم أو مع طلبتهم لتأسيس مشاريع تجارية خضراء تنمي الإقتصاد الفلسطيني، وتعالج مشكلة بيئية ما بطريقةِ خضراء صديقة للبيئة.

وتتضمن مسابقة الريادة الخضراء في الشرق الأوسط تدريباً مجانياً في الريادة للراغبين في تأسيس أو تطوير مشاريع تجارية صديقة للبيئة، ولديهم جدّية في تحويلها إلى خدمة أو منتج أو حل يمكن تسويقه وبيعه في المجتمع الفلسطيني، حيث سيتم تنفيذ برنامج تدريبي وإرشادي لتمكين الرياديين في جامعة النجاح الوطنية، يليه التنافس لاختيار أفضل مشروعين من كل 20 متدرباً أو عشرين مشروعاً مقدماً ليدخلا في منافسة على مستوى الوطن العربي والمنطقة.

وفي هذا المجال أوضح المهندس دويكات أن البرنامج سيوفر تدريباً عملياً وارشاداً وتوجيهاً في هيكلة فكرة المشروع الصديق للبيئة، ودارسة السوق وقياس الجدوى الإقتصادية، وتصميم المنتج أو الخدمة، وتطوير خطة تسويقية، وتطوير خطة عمل قابلة للتنفيذ، ويتمثل التدريب ب25 ساعة تدريبية، حيث سيبدأ في نهاية العام الجاري ويمتد لثلاثة أشهر، ويستمر قبول طلبات الإلتحاق بهذا البرنامج حتى نهاية شهر أكتوبر 2015، مشيراً الى أنه يستطيع التقدم للمسابقة الأفراد والمجموعات والمؤسسات بشرط أن يكون لديهم في نهاية المطاف منتج أو خدمة خضراء صديقة للبيئة يريد صاحبها تنفيذها أو شرع فعلاً بتنفيذها.

وأضاف دويكات أن فريقاً دولياً من الخبراء سيقوم باختيار أفضل الطلبات المقدمة في الشرق الأوسط وحصرها في 2700 طلب وتدريب أصحابها خلال عام 2015، حيث سيتم إختزالهم إلى 270 مشتركاً سيتم تدريبهم ومتابعة خطط عملهم ودخولهم منافسة للمسابقة خلال العام 2016 ، كما سيتم إختزالهم مجدداً إلى 30 مشتركاً ليتلقون تدريباً فنياً ودعماً مالياً لتنفيذ مشاريعهم خلال العام 2017 وسيدخلون مرحلة تسريع بناء وتطوير خطة المشروع الخضراء، وسيتنافسون على تسع جوائز الأولى: تمويل أفضل مشروع كاملاً، والثانية خمسة آلاف يورو، والثالثة ثلاثة آلاف يورو، وهكذا.

ولفت أن حصة فلسطين ستكون 160 متدرباً أو مشروعاً من 2700 متدرب أو مشروع في الدول التسع، وإنه سيتم إختزال وتصفية أفضل المشاريع الفلسطينية من 160 متدرباً ومشروعاً إلى 16 فكرة قوية لتدخل المنافسة على مستوى الوطن العربي.

وفي السياق نفسه أكد المهندس زغلول سمحان، مدير عام السياسات والتخطيط البيئي في سلطة جودة البيئة الفلسطينية نيابة عن معالي وزيرة شؤون البيئة السيدة عدالة سمحان، وقال إن سلطة البيئة تشجع المبادرات الخضراء وسيتم تبني بعض الأفكار القابلة للتطبيق محلياً، وأشار بأن السفراء والمدربين المعتمدين بعد هذا التدريب يطمح بأن يكونوا وسيلة للتغيير وتحقيق مبادرات خضراء لاحقاً، ورفع الوعي في هذا الجانب، مشيراً الى أنه إن حقق المشروع الذي أصبحوا طرفاً فيه نجاحات على الأرض فمن الممكن إعادة المشروع لجمهور جديد، مضيفاً بالقول: "كسلطة جودة بيئة، نعتبر هؤلاء السفراء والمدربين شركاء معنا، وسنسعى لدمجهم في الأنشطة والفعاليات والمهام بهذا الخصوص".

ووجه دويكات شكره لمركز التعليم المستمر بجامعة بيرزيت على استضافة الحدث وحفاوة الضيافة، وخص بالذكر السيد مروان ترزي مدير المركز والمهندس جورج ييزوريوس منسق المشروع، كما توجه بالشكر لإدارة جامعة النجاح ممثلة بالبروفيسور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وعمادة كلية الهندسة ممثلة بالدكتور خالد الساحلي على ثقتهم ودعمهم مشاركته في هذا البرنامج، كما وجه شكره للمهندس خالد برهم مدير المعهد الكوري بالجامعة، حيث سيتم تنفيذ البرنامج التدريبي في شمال الضفة الغربية من خلال المعهد الكوري بجامعة النجاح بالتعاون مع مركز التعليم المستمر بجامعة بيزريت.

للتعرف على الجائزة والمسابقة يرجى الضغط هنا

للتسجيل والإشتراك يرجى الضغط هنا


Read 1971 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية