مرحلة الجامعة فرصة أحسِن استغلالها
لم أعلم أن الحروف التي كنت أخطها بين حينٍ وآخر ستصبح يوماً ما رواية، كانت بداية الحلم حين حصلت على معدل 98.8 في الثانوية العامة ودخولي للجامعة التي طالما تمنيت الإلتحاق بها، واختيار التخصص الذي يجعل من شخصيتي أقوى وأفضل وهو تخصص العلاقات العامة والاتصال. ان فرحتي بهذا المعدل أكبر من فرحة تتجاوز الزغاريد والصراخ، فرحة اجتاحت قلبي بكل جيوشها، لم أنم يومها من كثرة التفكير وكثرة الشكر والحمد بتحقيقي للنجاح الذي حلمت به رغم كل المعيقات ورهان الآخرين بفشلي.
بقلم: رزان لبادة
حصلت في ذلك اليوم على المرتبة الرابعة على مستوى مدينة نابلس والمرتبة الأولى على مدرستي، دخلت جامعة النجاح الوطنية وكلي ثقة أنني سأبدأ من هنا مشواري وسيعرف العالم باسمي، أحببت التخصص بكل ما فيه من كادر تعليمي وطلبة وجو دراسي، لم يكن التخصص نظرياً بالمعنى البحت بل شمل العديد من الجوانب العملية. كنت فتاة لا تسجن نفسها بين الكتب، فشاركتُ وما زلت في العديد من الدورات التدريبية وتطوعت في أكثر من مشروع وعملت على أن أصنع لنفسي اسماً في هذه الجامعة.
أحب الكتابة جداً ويعود فضل تطوير موهبتي إلى جامعة النجاح، طورت مهاراتي من خلال مشاركتي في كل أمسية شعرية يتم تنظيمها وفي كل مهرجان أدبي. كم هو صعب التأقلم في جو جديد مع عالم فيه كلا الجنسين! قد يبدو هذا الأمر صعباً قليلاً لفتاة اعتادت لمدة 12 عاماً من عمرها أن تحصر علاقاتها في جو أنثوي بحت، لكن احترامك لنفسك وثقتك بها تفرض نفسها على من حولك دون أن تشعر.
أصبحت أشعر أنني وجدت شخصيتي هنا، من أمسية لأخرى ومن نشر مقال هنا وآخر هناك، لكن ذلك لم يشغلني عن دراستي فأنا طالبة في كلية الشرف ومعدلي التراكمي ممتاز وهذا يعني أنك تستطيع أن تجمع بين التطوع وتنمية المهارة والجانب الأكاديمي. شاركت في الكثير من الأعمال التطوعية كان من أبرزها مشاركتي مع مؤسسة انجاز في برنامج ومسابقة "أمواج فرح"، فعندما قررت الانضمام الى البرنامج كان هدفي الوحيد هو مساعدة الناس ومشاركتهم أوجاعهم.
روح الفريق والعمل الجماعي هي سر نجاحنا خلال البرنامج حيث تعلمت من تلك المبادرة أن أثق بنفسي أكثر وأن أنمي مهاراتي الاجتماعية في التواصل مع الاخرين وعرفت كيف أرسم البسمة على وجوه الاخرين، وكيف أزرع الفرحة في قلوبهم فمجرد أعمال صغيرة تخلق سعادة كبيرة.
يوماً بعد يوم بدأت أخط السطور لأطلق روايتي الاولى للعنان، ساعدتني الجامعة وساعدتني مشاركاتي في الأمسيات بتنمية شخصيتي ومهاراتي، وجعلتني أدرك أنني أستحق بأن أكون في المكان الذي حلمت به دوماً. ها أنا اليوم اعمل على روايتي الأولى التي ستصدر بعد فترة قليلة بعنوان "رجال بلا ملامح ".
الجامعة فرصة أحسِن استغلالها، شارك في كل ندوة وأمسية وورشة عمل، اصقل شخصيتك وطور مهاراتك، فلا تفترض بأن مرحلة الجامعة عدوة لك فهي المكان الذي وجدت فيه ذاتي.