وكان مركز التعلم الإلكتروني قد أطلق في شهر أيار من عام 2015، أول مساق إلكتروني مفتوح المصدر في فلسطين بعنوان (إكتشف فلسطين).

وحضر حفل الإطلاق الدكتور محمد العملة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية بالنيابة عن الأستاذ الدكتور ماهر النتشة القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، والدكتورة سائدة عفونة، مديرة مركز التعلم الإلكتروني وعميدة كلية التربية وإعداد المعلمين في الجامعة، والدكتور خليل عيسى، عميد كلية الطب وعلوم الصحة في الجامعة، والدكتور مصطفى غانم، مدرس المساق وصاحب فكرته الرئيسية وأحد المساهمين في إطلاقه كمساق مفتوح، والسيد إسحاق رضوان، كممثل عن مديرية التربية والتعليم في نابلس، ووفد من جمعية المرابطات الخيرية للصم والبكم في قلقيلية ووفد من جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا وعدد كبير من أعضاء الهيئتين الإدارية والأكاديمية في الجامعة وحشد من طلبة الجامعة من مختلف الكليات والتخصصات.

وافتتح الحفل بتأدية السلام الوطني الفلسطيني بلغة الإشارة من قبل مجموعة من أطفال جمعية المرابطات الخيرية للصم والبكم.

وفي كلمة الإفتتاح رحب الدكتور العملة بالحضور شاكراً كل من ساهم في إنشاء مساق الوراثة والمجتمع وإطلاقه كثاني مساق إلكتروني مفتوح المصدر في فلسطين، مؤكداً أن جامعة النجاح لن تتوانى في دعم كل الأنشطة والجهود العلمية والبحثية وأية أفكار من شأنها الإرتقاء بالإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى أنه وتماشياً مع هذا التوجه فقد تم إطلاق المساق.

كم أشاد الدكتور العملة بإطلاق مساق ( الوراثة والمجتمع) كثاني مساق إلكتروني مفتوح بعد مساق (إكتشف فلسطين) مع العلم ان هناك أربع جامعات عربية أخرى فقط أضافت مساقاتها في قائمة (MOOC) العالمية للمساقات الإلكترونية المفتوحة، مؤكداً في الوقت ذاته ان الهدف المنشود من هذا الإطلاق هو نشر الوعي والثقافة في مختلف مجالات الحياة ما أمكن.

وفي كلمتها شكرت الدكتورة عفونة طاقم المركز وجميع القائمين والمساهمين في إطلاق المساق وتوفير المواد اللازمة ليكون المساق مفتوح بشكل إلكتروني لجميع أنحاء العالم، مقدمةً نبذة بسيطة عن تاريخ مركز التعلم الإلكتروني في الجامعة، مشيرةً إلى ان الهدف من تأسيسه تمثّل في إنشاء مساقات إلكترونية لأغراض التعلم داخل الجامعة، مشيرةً إلى ان قائمة (MOOC) التي انطلقت في الولايات المتحدة الأمريكية كان الهدف منها إنتقال دور الجامعة من تعليم الطلبة إلى تعليم العالم الخارجي، مشيرةً إلى أن مساق (الوراثة والمجتمع) تميّز بمواده المعدّة مسبقاً بتعاون فريق العمل ومدرسي المساق.

وتم عرض جزء من مواد مساق الوراثة والمجتمع) المنتجة مسبقاً والتي سيتم إطلاقها للعالم بشكل مجاني عبر قائمة (MOOC) علماً انه قد جرى إنتاج هذه المواد من خلال تعاون مشترك بين طاقم مركز التعلم الإلكتروني ومدرسي المساق الدكتور مصطفى غانم والأستاذة ميسر براهمة.

كما قدمت جمعية المرابطات الخيرية فقرة فنية لأطفال الجمعية باستخدام لغة الإشارة بعنوان (القدس).

وفي كلمة كلية الطب وعلوم الصحة أكد الدكتور عيسى أن مساق الوراثة والمجتمع يشكل لبنة أساسية من لبنات المسؤولية المجتمعية لجامعة النجاح الوطنية لتقوم بدورها في زيادة الوعي الصحي في المجتمع خصوصاً في ما يتعلق بالأمراض الوراثية، مثنياً على التقدّم الكبير الذي حققته فلسطين على مستوى الأمراض الوراثية كالثلاسيميا، مشيراً إلى ان الوراثة تلعب دوراً رئيسياً في الأمراض وفي مجمل مهنة الطب، وأن زيادة الوعي الصحي بالأمراض الوراثية يُعد افضل وسيلة لمواجهة تلك الأمراض والسيطرة عليها.

وفي مثال حي على النجاح وتحدي المرض قدّم الطفل نعيم الشاهد الذي يعاني من مرض متلازمة داون فقرتين الأولى في مجال الكارتيه برفقة زميل له في التدريب والثانية في مجال الغناء والعزف على البيانو.

كما دعت السيدة سلام بسطامي، والدة الطفل نعيم، جميع الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية والصحية إلى التكاتف من أجل مساعدة من يعانون من أمراض وراثية كمتلازمة داون للإندماج بالمجتمع بصورة طبيعية.

وبمناسبة إعلان إطلاق المساق قال الدكتور مصطفى غانم :" أنا منكم ومكاني بينكم هو عنوان نشاطنا الذي انطلق قبل ثلاث سنوات من جامعة النجاح الوطنية ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا ترتب عليه العديد من النتائج العلمية أبرزها تبني الجامعة للمساق الإختياري: الوراثة والمجتمع والذي انتسب إليه مئات من طلبة الجامعة من كلياتها المختلفة، وانطلاقاً من هذا المساق تم تنفيذ العشرات من النشاطات التوعوية داخل الجامعة وخارجها وشملت المحاضرات والندوات والزيارات الميدانية واللقاءات الإعلامية، كما تم تنفيذ دراسات بحثية كانت الأولى على مستوى فلسطين لمواضيع ذات صلة".

كما أضاف الدكتور غانم :"اليوم نحن أمام الإنجاز النوعي بإطلاق الوراثة والمجتمع المساق الثاني المفتوح المصدر على مستوى فلسطين ليكون بوابة الجامعة في توعية أفراد المجتمع، وتبصيرهم بالأمراض الوراثية المنقولة، وآلية الوقاية منها وكيفية التعامل معها وسبل إنصاف ودمج المصابين بها".

هذا وتضمن الحفل عرض مجموعة من قصص النجاح قدّمها المجلس الشبابي لجمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا، واختتم الحفل بإنشاد جماعي لنشيد موطني.