جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


الحياة مدرسة، أستاذها الزمان، ودروسها التجارب، لا تحتاج إلى طلب انتساب ولا حتى حجز مقعد، ‏نكتسب خبراتها، ونتعلم معارفها، فقطار الحياة يتوقف عدة محطات قد تكون لأخذ العبرة من مواقف أو ‏مصاعب واجهتك في الطريق.‏


بقلم: ريم جوابرة

تحرير: دائرة العلاقات العامة

لعل الخطوة الأولى في تحقيق الطموح لدى الطالب الجامعي هي اختيار التخصص المناسب بعد المرحلة ‏الثانوية، حيث كانت محطتي الأولى التحاقي بكلية العلوم في جامعة النجاح الوطنية لبدء مشوار جديد في ‏عالم الرياضيات والأرقام بما يتلاءم مع قدراتي وميولي، أنهيت مرحلة البكالوريوس، وفي ذهني صورة مشرقة ‏عما سأكون عليه في المستقبل، فرسمت طريقي في تحقيق هدفي، فكلّما أذنت لي فرصة التقدّم في هذه ‏الحياة وجدت الوصول للهدف ليس بالأمر السهل، وأنّ تحقيق المراد يتطلّب جهداً ووقتاً وتضحية، فهناك ‏كثيرٌ ممّن واجهوا الصعوبات في تحقيق أهدافهم ثمّ تقاعسوا عنها ورأوا أنّ التسليم بالأمر أسهل، فأصبحت ‏أؤمن بمبدأ "ما لم تبدأه اليوم لن يكتمل في الغد ".‏

نجاحنا في الحياة لا يتحقّق إلّا بالطموح والإرادة والعزيمة، فقد حثّنا ديننا الكريم على هذه السمة الرفيعة ‏التي يتميّز بها المسلم الراقي؛ يقول الله تعالى في سورة المطففين: "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"، فكانت ‏هنا محطتي الثانية والأعظم وهي الالتحاق بكلية الدراسات العليا (ماجستير) في قسم أساليب تدريس ‏الرياضيات، في هذه المرحلة أعدت بناء وصياغة وتطوير طموحي للأفضل، وهي الخطوة الأولى لتجسير ‏الفجوة بين أن أكون أو لا أكون، والوصول إلى ما يُعرف بـ "الحلم المنشود" مصداقا لقول الحبيب ‏المصطفى: "إذا سألتم فاسألوا الفردوس الأعلى من الجنة"، فالطموح في الحياة يتطلّب مني امتلاك حافز ‏يساعدني على بلوغ هدفي، وقوّة نفسيّة منحتني ثقة عظيمة وطاقة روحية، فالطموح خطة عقلية تدفعك إلى ‏ما تريد، وتترك لك بصمة تدلّ عليك، فتزيد على الحياة لا زائدًا عليها لتكون أنت التغيير الذي تريده في ‏العالم.‏

لا أنظر إلى الحجارة المتناثرة حولي، بل جمعتها وبنيت منها سلما لأرتقي به إلى النجاح، فها أنا على بعد ‏خطوة واحدة من المراد وهي مرحلة الإعداد لـ (أطروحة الماجستير) ومناقشة الرسالة الجامعية والوقوف على ‏أبواب التخرج، فقد وضعت لنفسي خطةً فعالةً، ودعمتها بخطةٍ بديلةٍ في حال الفشل، فما هو إلا هزيمة ‏مؤقتة تخلق فرص النجاح، فالحياة على ما نصنعه فيها، فليس عارٌ أن نقع، ولكن العار ألّا نحاول ‏النهوض ثانيةً.‏

وبعيدا عن المجال الأكاديمي، وجدت نفسي ممَّن يحفر كلماته في الفؤاد، فأنا أملك قلما وحرفا في مجال ‏الكتابة، فالكتابة الإبداعية تعبير عن الرؤى الشخصية، ابتكار وليس تقليد، تأليف لا تكرار، وتبدأ بالفطرة، ‏ثم تنمو بالتدريب والاطلاع، وما زال الحلم يترنّم بأن يُدوّن اسمي على غلاف كتاب أو رواية.

لي نفس تتوق إلى المعالي، وتهوى دائما طلب المحال لجعله حقيقة لتكون همتي فوق الجبال، لن أقول ‏عنها المحطة الأخيرة، فآمالي وأهدافي كثيرة، فالطموح اللامحدود هو الوقود للنجاح ولا يتطلب مبرراً، لا ‏شيء يُطلق العظمة الكامنة بداخلي سوى الجلوس على مقاعد الدراسة للحصول على شهادة الدكتوراة في ‏الجامعات التركية، وأصبح دكتورة في جامعة النجاح الوطنية فمنها وإليها، كم أنا فخورة بنفسي وعزيمتي ‏فهي روح البطولة والانتصار، وسيبقى بي أمل يأتي ويذهب؛ لكن لن أودعه.‏


Read 811 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية